الأقلية المسلمة في التبت
صفحة 1 من اصل 1
الأقلية المسلمة في التبت
الأقلية المسلمة في التبت
موقع الإسلام
أطلق عليها الجغرافيون العرب القدامى التبت ولقبوا حكامها بالخواقين، كتب عنها ابن خرداذبة وياقوت الحموي، وغيرهما، وأطلق عليها الجغرافيون حديثا التبت.والتبت قسمان خارجي وداخلي، ويهمنا بهذا الصدد التبت الخارجية، وهي منطقة معزولة وسط قارة آسيا، معقدة التضاريس وعرة المسالك، ظل الغموض يحيط بها فترة طويلة، فأطلق عليها الجغرافيون الغربيون "قلب آسيا الميت" وذلك بسبب ظروفها الطبيعية والبشرية.
كانت التبت تخضع لحكم الصين في فترات قوتها، وتنفصل عنها في فترات ضعفها، وبعد الحرب العالمية الأولى قوي الشعور القومي عند أهل التبت، فانفصلت عن الصين، وفي سنة 1343هـ - 1924م استعادتها الصين وطردت حاكمها الدالاي لاما في سنة 1371هـ - 1951م وأصبحت ولاية صينية.
الموقع:
توجد التبت في جنوب غربي الصين، تشترك حدودها الغربية مع كشمير، والجنوبية مع الهند ونيبال، وتشرف باقي حدودها على ولايات صينية أخرى، وتمثل التبت منطقة منعزلة تحاصرها الجبال.
الأرض والسكان:
تبلغ مساحة التبت 1.221.000 كيلومتر، تشغلها هضبة التبت المرتفعة، وتحيطها جبال الهيمالايا من الجنوب وكونلون من الشمال، ويبلغ متوسط ارتفاع هضبة التبت أربعة آلاف متر، وتضم العديد من القمم التي تغطيها الثلوج بصفة دائمة، وينبع من ثلوج هضبة التبت الكثير من الروافد النهرية التي تتجه إلى الهند أو الصين، ومناخ التبت بارد بوجه عام، تنخفض حرارة الكثير من أجزائها إلى دون الصفر، وتزداد المساحات الثلجية في الشتاء، وتتمتع الوديان المنخفضة بصيف دافئ، ويتمثل النشاط البشري في حرفة الرعي، وهي من أبرز حرف أهل التبت، وتربى قطعان الأغنام والياك.وتمارس الزراعة في المناطق الخصبة حول الوديان وحيث يتوافر المناخ المناسب، وأهم غلاتهم الحبوب والفاكهة، ويقدر سكان التبت بمليونين في سنة 1404هـ - 1984م، وهذا العدد قليل بالنسبة لمساحتها المترامية الأطراف فالكثافة العامة منخفضة، وتقل المدن بها وأكبرها العاصمة "لاهاسا".
كيف وصل الإسلام التبت؟
وصلها الإسلام عن طريق جيرانها، وسلك إليها من التركستان الشرقية، التي تسمى الآن "بسنكيانج" وهذا محور امتد من وسط آسيا، كما وصلها الإسلام عن طريق جارتها الغربية "كشمير"، ولقد ذكرت الحوليات الصينية القديمة أن العرب كانوا أصدقاء لأهل التبت، وهذا دليل على أن العلاقات الإسلامية بدأت مبكرة مع أهل التبت، وليس هذا غريبًا، فلقد وصل الإسلام إلى الحدود الغربية لبلاد الصين في نهاية القرن الأول الهجري، وعندما فتحت كاشغر، ولا تبعد كثيرا عن التبت، وفي خلافة عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - أرسل أهل التبت وفدا إلى الجراح بن عبد الله والي خراسان يلتمسون منه أن يبعث من يفقههم في الدين، ويقال:إنه أرسل إليهم سليط بن عبد الله الحنفي، كما ذكرت أخبار عن صلات بين المهدي العباسي وملك التبت، وقيل:إن أحد ملوك التبت أسلم في خلافة المأمون العباسي، كانت هذه جهود لبث الدعوة الإسلامية إلى التبت عن طريق وسط آسيا.
وأما المحور الفعال في نقل الإسلام إلى أهل التبت، فتمثل في وصول الإسلام عن طريق كشمير بعد أن خضع شمال الهند للنفوذ الإسلامي، وأول غارة شنها حاكم مسلم على بلاد التبت كانت في نهاية القرن السادس الهجري، عندما غزاها محمد بختيار خلجي حاكم البنغال بالهند، وعندما سيطرت سلطة الإسلام على وسط آسيا والهند في القرن التاسع الهجري غزا الحكام المسلمون التبت أكثر من مرة، فغزاها مير مزيد في عهد سعيد خان بين سنتي تسعمائة وعشرين وتسعمائة وثلاثين.
وغزاها حيدر مرزا في سنة 955هـ، وتوغل في منطقتي لداخ وبلتستان عندما كان ملكًا على كشمير، وأصبح الإسلام منذ القرن العاشر الهجري قوة سياسية بالتبت، ولما كانت تأثيرات الإسلام أكثر قوة في غربي التبت بسبب مجاورتها لكشمير لذا أصبحت منطقتا لداخ وبلتستان أكثر مناطق التبت تأثرًا بالإسلام، ولم يقتصر الأمر على الغزو، فلقد وصل الدعاة المسلمون إلى التبت من كشمير وخراسان ووسط آسيا، وظل الإسلام يحرز تقدمًا في بلاد التبت حتى النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري عندما خضعت الهند لسيطرة الاحتلال البريطاني وقضت على الحكم الإسلامي بالهند، وشجع هذا النفوذ الديانات الوثنية بالتبت.
وفي ولاية لداخ عدد من المولدين يطلق عليهم "الأوغونيون" من أمهات تبتيات وآباء مسلمين من التجار الذين قدموا إلى هذه المنطقة وتزوجوا من نساء التبت بعد إقناعهم بالإسلام، وهؤلاء مسلمون جميعًا، ولقد فعل الجيل المولد كما فعل آباؤهم فتزوجوا من نساء التبت واستوطنوا المدن الرئيسية، كما أن هناك تجارا مسلمين من كشمير استقروا بالتبت وكونوا أسرا مسلمة، وأخذ عدد المسلمين يزداد بسرعة تفوق باقي عناصر سكان التبت، وفي مدينة لاهاسا العاصمة ما يزيد على ثلاثة آلاف أسرة مسلمة، ووصل عدد المسلمين بالتبت أكثر من 200.000 نسمة.ولقد شق الإسلام طريقه من التبت إلى الولايات الصينية المجاورة، وعندما استولى الشيوعيون على حكم الصين ضموا التبت إليهم، ولم يخضع المسلمون لحكمهم بسهولة، فظهرت اضطرابات عنيفة في التبت شارك فيها المسلمون في سنة 1379هـ، ومات آلاف من جماعات الخامبا نتيجة بطش الشيوعيين الصينيين، ولكن خضوع التبت للحكم الصيني جعلها ترضخ لما طبق على الولايات الصينية من اضطهاد للأديان، وتقييد للعقيدة، ويقيم المسلمون في مدن تشانلور، وريكاميه، ونتشوي، وتسدانغ، هذا بالإضافة إلى العدد الذي يقيم بالعاصمة، ويقدر عدد المسلمين الآن بأكثر من ربع مليون نسمة.
المساجد:
بنى المسلمون مسجدين في العاصمة، أحدهما في حي خيالين، والثاني في حي باجياو، ويتولى المسجد الأول 4 أئمة منهم الإمام حبيب، وشيد المسجد الأول منذ أكثر من 800 سنة، وجدد في سنة 1959م، وذلك عقب حريق أشعله أعداء الإسلام، وأعيدت الصلاة بالمسجد سنة 1397هـ - 1977م، بعد سقوط عصابة الأربعة في الصين.
المدارس:هناك بعض المدارس الملحقة بالمساجد في مختلف أنحاء المدن السابق ذكرها.
التحديات:
تبرز في التحدي الشيوعي الذي يهيمن على التبت كما تبرز في إهمال المسلمين في التبت مدة طويلة، مما أدى إلى الجهل بالدين، وأيضًا ضعف الثقافة الإسلامية، والمتطلبات تتمثل في حاجة المسلمين إلى الدعاة وإصلاح التعليم الإسلامي وتوفير الكتب الإسلامية.
موقع الإسلام
أطلق عليها الجغرافيون العرب القدامى التبت ولقبوا حكامها بالخواقين، كتب عنها ابن خرداذبة وياقوت الحموي، وغيرهما، وأطلق عليها الجغرافيون حديثا التبت.والتبت قسمان خارجي وداخلي، ويهمنا بهذا الصدد التبت الخارجية، وهي منطقة معزولة وسط قارة آسيا، معقدة التضاريس وعرة المسالك، ظل الغموض يحيط بها فترة طويلة، فأطلق عليها الجغرافيون الغربيون "قلب آسيا الميت" وذلك بسبب ظروفها الطبيعية والبشرية.
كانت التبت تخضع لحكم الصين في فترات قوتها، وتنفصل عنها في فترات ضعفها، وبعد الحرب العالمية الأولى قوي الشعور القومي عند أهل التبت، فانفصلت عن الصين، وفي سنة 1343هـ - 1924م استعادتها الصين وطردت حاكمها الدالاي لاما في سنة 1371هـ - 1951م وأصبحت ولاية صينية.
الموقع:
توجد التبت في جنوب غربي الصين، تشترك حدودها الغربية مع كشمير، والجنوبية مع الهند ونيبال، وتشرف باقي حدودها على ولايات صينية أخرى، وتمثل التبت منطقة منعزلة تحاصرها الجبال.
الأرض والسكان:
تبلغ مساحة التبت 1.221.000 كيلومتر، تشغلها هضبة التبت المرتفعة، وتحيطها جبال الهيمالايا من الجنوب وكونلون من الشمال، ويبلغ متوسط ارتفاع هضبة التبت أربعة آلاف متر، وتضم العديد من القمم التي تغطيها الثلوج بصفة دائمة، وينبع من ثلوج هضبة التبت الكثير من الروافد النهرية التي تتجه إلى الهند أو الصين، ومناخ التبت بارد بوجه عام، تنخفض حرارة الكثير من أجزائها إلى دون الصفر، وتزداد المساحات الثلجية في الشتاء، وتتمتع الوديان المنخفضة بصيف دافئ، ويتمثل النشاط البشري في حرفة الرعي، وهي من أبرز حرف أهل التبت، وتربى قطعان الأغنام والياك.وتمارس الزراعة في المناطق الخصبة حول الوديان وحيث يتوافر المناخ المناسب، وأهم غلاتهم الحبوب والفاكهة، ويقدر سكان التبت بمليونين في سنة 1404هـ - 1984م، وهذا العدد قليل بالنسبة لمساحتها المترامية الأطراف فالكثافة العامة منخفضة، وتقل المدن بها وأكبرها العاصمة "لاهاسا".
كيف وصل الإسلام التبت؟
وصلها الإسلام عن طريق جيرانها، وسلك إليها من التركستان الشرقية، التي تسمى الآن "بسنكيانج" وهذا محور امتد من وسط آسيا، كما وصلها الإسلام عن طريق جارتها الغربية "كشمير"، ولقد ذكرت الحوليات الصينية القديمة أن العرب كانوا أصدقاء لأهل التبت، وهذا دليل على أن العلاقات الإسلامية بدأت مبكرة مع أهل التبت، وليس هذا غريبًا، فلقد وصل الإسلام إلى الحدود الغربية لبلاد الصين في نهاية القرن الأول الهجري، وعندما فتحت كاشغر، ولا تبعد كثيرا عن التبت، وفي خلافة عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - أرسل أهل التبت وفدا إلى الجراح بن عبد الله والي خراسان يلتمسون منه أن يبعث من يفقههم في الدين، ويقال:إنه أرسل إليهم سليط بن عبد الله الحنفي، كما ذكرت أخبار عن صلات بين المهدي العباسي وملك التبت، وقيل:إن أحد ملوك التبت أسلم في خلافة المأمون العباسي، كانت هذه جهود لبث الدعوة الإسلامية إلى التبت عن طريق وسط آسيا.
وأما المحور الفعال في نقل الإسلام إلى أهل التبت، فتمثل في وصول الإسلام عن طريق كشمير بعد أن خضع شمال الهند للنفوذ الإسلامي، وأول غارة شنها حاكم مسلم على بلاد التبت كانت في نهاية القرن السادس الهجري، عندما غزاها محمد بختيار خلجي حاكم البنغال بالهند، وعندما سيطرت سلطة الإسلام على وسط آسيا والهند في القرن التاسع الهجري غزا الحكام المسلمون التبت أكثر من مرة، فغزاها مير مزيد في عهد سعيد خان بين سنتي تسعمائة وعشرين وتسعمائة وثلاثين.
وغزاها حيدر مرزا في سنة 955هـ، وتوغل في منطقتي لداخ وبلتستان عندما كان ملكًا على كشمير، وأصبح الإسلام منذ القرن العاشر الهجري قوة سياسية بالتبت، ولما كانت تأثيرات الإسلام أكثر قوة في غربي التبت بسبب مجاورتها لكشمير لذا أصبحت منطقتا لداخ وبلتستان أكثر مناطق التبت تأثرًا بالإسلام، ولم يقتصر الأمر على الغزو، فلقد وصل الدعاة المسلمون إلى التبت من كشمير وخراسان ووسط آسيا، وظل الإسلام يحرز تقدمًا في بلاد التبت حتى النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري عندما خضعت الهند لسيطرة الاحتلال البريطاني وقضت على الحكم الإسلامي بالهند، وشجع هذا النفوذ الديانات الوثنية بالتبت.
وفي ولاية لداخ عدد من المولدين يطلق عليهم "الأوغونيون" من أمهات تبتيات وآباء مسلمين من التجار الذين قدموا إلى هذه المنطقة وتزوجوا من نساء التبت بعد إقناعهم بالإسلام، وهؤلاء مسلمون جميعًا، ولقد فعل الجيل المولد كما فعل آباؤهم فتزوجوا من نساء التبت واستوطنوا المدن الرئيسية، كما أن هناك تجارا مسلمين من كشمير استقروا بالتبت وكونوا أسرا مسلمة، وأخذ عدد المسلمين يزداد بسرعة تفوق باقي عناصر سكان التبت، وفي مدينة لاهاسا العاصمة ما يزيد على ثلاثة آلاف أسرة مسلمة، ووصل عدد المسلمين بالتبت أكثر من 200.000 نسمة.ولقد شق الإسلام طريقه من التبت إلى الولايات الصينية المجاورة، وعندما استولى الشيوعيون على حكم الصين ضموا التبت إليهم، ولم يخضع المسلمون لحكمهم بسهولة، فظهرت اضطرابات عنيفة في التبت شارك فيها المسلمون في سنة 1379هـ، ومات آلاف من جماعات الخامبا نتيجة بطش الشيوعيين الصينيين، ولكن خضوع التبت للحكم الصيني جعلها ترضخ لما طبق على الولايات الصينية من اضطهاد للأديان، وتقييد للعقيدة، ويقيم المسلمون في مدن تشانلور، وريكاميه، ونتشوي، وتسدانغ، هذا بالإضافة إلى العدد الذي يقيم بالعاصمة، ويقدر عدد المسلمين الآن بأكثر من ربع مليون نسمة.
المساجد:
بنى المسلمون مسجدين في العاصمة، أحدهما في حي خيالين، والثاني في حي باجياو، ويتولى المسجد الأول 4 أئمة منهم الإمام حبيب، وشيد المسجد الأول منذ أكثر من 800 سنة، وجدد في سنة 1959م، وذلك عقب حريق أشعله أعداء الإسلام، وأعيدت الصلاة بالمسجد سنة 1397هـ - 1977م، بعد سقوط عصابة الأربعة في الصين.
المدارس:هناك بعض المدارس الملحقة بالمساجد في مختلف أنحاء المدن السابق ذكرها.
التحديات:
تبرز في التحدي الشيوعي الذي يهيمن على التبت كما تبرز في إهمال المسلمين في التبت مدة طويلة، مما أدى إلى الجهل بالدين، وأيضًا ضعف الثقافة الإسلامية، والمتطلبات تتمثل في حاجة المسلمين إلى الدعاة وإصلاح التعليم الإسلامي وتوفير الكتب الإسلامية.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى