أهمية مسائل الإيمان
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أهمية مسائل الإيمان
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أهمية مسائل الإيمان
تكمن أهمية معرفة مسائل الأيمان و الكفر في تعلق الاحكام الشرعية المترتبة عليها في الدنيا و الآخرة .
قال إبن تيمية رحمه الله : ( وليس في القول أسم علق به السعادة و الشقاء أو المدح و الذم و الثواب و العقاب أعظم من اسم الأيمان و الكفر و لهذا سمي هذا الآصل " مسائل الأسماء والاحكام" ) [المجموع ج 13 /58].
قال ايضا رحمه الله : ( فان الخطا في اسم الايمان ليس كالخطأ في اسم محدث ، ولا كالخطأ في غيره في الأسماء ، اذا كانت أحكام الدنيا و الاخرة متعلقة باسم الأيمان و الاسلام و الكفر و النفاق ) [المجموع 7/ 395].
قال تعالى : { أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون } [الجاثية: 21].
قال تعالى : { ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون } [الأنفال :37].
أما اهمية هذا الموضوع في الآخرة فأن مصائر الخلق متوفقة على الايمان و الكفر ، فإما الى جنة واما الى نار ، و أما في الدنيا فمترتب على مسائل الايمان و الكفر احكام عديدة .
قال ابن رجب الحنبلى رحمه الله : ( وهذه المسائل اعني مسائل الاسلام و الايمان و الكفر و النفاق مسائل عظيمة جدا ، فإن الله عز وجل علق بهذه الاسماء السعادة و الشقاوة و استحقاق الجنة و النار ، والاختلاف في مسمياتها أول اختلاف وقع في هذه الامة ) [جامع العلوم والحكم /27] يريد بذلك خلاف الخوارج للصحابة .
" وان الخلط او الجهل بهذه المسائل قد ضل بسببه أقوام نسبوا من يتمسك بعقيدة السلف وأهل السنة والجماعة الى البدعة بل اتهموهم بالخروج و عادوهم ، وادخلوا في هذا الدين من حرصت الشريعة بتكفير واجمع العلماء على كفرهم ، بل وبايعهم هؤلاء و نصروهم بالاقوال وألافعال ، كل ذلك بسبب جهلهم او اعراضهم عن تعلم هذه المسائل ، واضلالهم بسبب اعراضهم جزاء وفاقا و لا يظلم ربك أحدا " [التبيان/ 44].
وانه كما يجب ان نحكم بالاسلام لمن ثبت اسلامه بيقين ولا نكفره في غير بينه شرعية ، فانه ينبغى الحذر في عدم تكفير من فعل الكفر و ليس له عذر شرعي ، بل الواجب تكفيره ان لم يكن له عذر شرعي دون الرجوع الى قصده
يقول الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ رحمه الله : ( واما ان كان المكفر لأحد في هذه الامة يستند في تكفيره الى نص و برهان من كتاب الله و سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وقد رأى كفرا بواحا ، كالشرك بالله و عبادة ما سواه ، و الأستهزاء به تعالى أو بآياته أو برسله ، او تكذيبهم أو كراهة ماأنزل الله من الهدى و دين الحق ، أو جحد صفات الله تعالى و نعوت جلاله و نحو ذلك ، فالمكفر بهذا و امثاله مصيب مأجور مطيع لله و لرسوله صلى الله عليه وسلم ) [الرسائل المفيد /388].
الاحكام المترتبة على مسائل الايمان و الكفر في الدنيا :
و منها :
1) في السياسه الشرعية : وجوب طاعة الحاكم المسلم ، و تحريم طاعة الحاكم الكافر و وجوب الخروج عليه و خلعه ، وانه لايجوز التحاكم الى الاحكام الوضعية و لا العمل بها و من فعل ذلك راضيا بها فهو كافر ، و يحرم مبايعة الحكام العلمانين المرتدين و عدم الانخراط في جيوشهم او اجهزتهم التى تعينهم على كفرهم و ظلمهم ، وان ديارهم ديار كفر وردة .
2) في أحكام الولاية : فلا ولاية لكافر على مسلم وفي ذلك لايكون الكافر حاكما ولا قاضيا للمسلمين ، ولا تصح امامة الكافر في الصلاة ، ولا تصح ولاية الكافر لمسلمة في النكاح بل لايكون محرما لها ولا يكون وصيا على مسلم ولا يل ماله ، و غير ذالك من صور الولاية .
3) في احكام النكاح : يحرم نكاح الكافر لمسلمة و المسلم لكافرة .
4) في احكام المواريث : فان أختلاف الدين يمنع التوارث ، فلا يرث الكافر المسلم ولا يرث المسلم الكافر على الصحيح .
5) في أحكام العصمة : فان المسلم معصوم الدم و المال و العرض بخلاف الكافر الذي لاعصمة له في الاصل الا ان يكون له عهد او امان او ذمة.
6) وفي احكام الجنائز : فان الكافر و منه المرتد لايغسل ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين ولا يستغفر له و لا يترحم عليه إذا مات ، قال تعالى { ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله } ، و قال تعالى { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى } [التوبة :113].
7) في أحكام الولاء و البراء : يوالى المؤمن على حسب ايمانه و تحرم موالاة الكفار و تجب البراءة منهم و بغضهم و اظهار العداوة لهم على حسب الأمكان ولا يجوز إعانة الكفار على شيء يضر المسلمين .
في احكام الهجرة : فيجب على المؤمن أن لايقيم بين الكافرين ما امكنه ذلك إلالمصلحة شرعية و يجب عليه الهجرة من دارهم الى دار المسلمين حتى لا يكثر سوادهم .
9) في احكام الجهاد : فاءن المسلم يجاهد مع الائمة المسلمين سواء كانوا ابرارا او فجارا ولا يجوز القتال خلف امام كافر أو مرتد وأن تكون راية الجهاد شرعية فيكون الجهاد فىسبيل الله و إعلاء كلمته و تحكيم شرعه وأن يكون الدين كله لله ومن اجل ازالة الباطل و محق كل رايات الكفر و الشر و الالحاد ، وكذلك ما يترتب من الأحكام في معاملة الاسرى و الغنائم و الفيىء و الجزية .
10) في أحكام الديار : فاءن هذه الأحكام مبنية على مسائل الكفر و الايمان من تحريم السفر للمسلم إلى دار الكفر إلى لحاجة و عدم الاقامة بها إلا لضرورة أو مصلحة شرعية و بالشروط التي وضعها العلماء و منها وجوب اظهار دينه كما لايجوز لكافر أن يدخل دار الأسلام إلا بعهد أو امان ولا يقيم بها إلا بجزية و هناك أماكن لايجوز للكافر أن يقيم بها على الاطلاق وهي جزيرة العرب و أماكن اخرى لايجوز لهم دخولها وهي مناطق الحرام .
11) وفي أحكام القضاء :لاتقبل شهادة الكافر على المسلم في الأصل كما يحرم أن يكون الكافر قاضيا على المسلمين كما ذكرنا في أحكام الولاية .
و الخلاصة في هذه المسألة :
أن ثمرة هذا الموضوع - الكلام في الايمان و الكفر - هي تميز الؤمن من الكافر لمعاملة كل منها بما يستحقه في شرع الله تعالى و هذا واجب على كل مسلم ثم إن من مصلحة الكافر أو المرتد ، أن يعلم أنه كافر فقد يبادر بالتوبة أو بتجديد اسلامه فيكون هذا خيرا له في الدنيا و ألأخرة - الى أن قال - فكثير من الكفار هم من { الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا } [الكهف 104] ، [كتاب الجامع ج2 -480].
[إعداد قسم الإفتاء والبحوث في جماعة أنصار الإسلام في كردستان]
[1] أمن : جمع أمين وهو الحافظ .
رد: أهمية مسائل الإيمان
تعريف الإيمان عند أهل السنة و الجماعة "1"
لُغة ً : وله في اللغة العربية إستعمالان :
الأولى : عندما يتعدى بنفسه اذا كان ضميره عائد للفاعل يكون معناه التأمين اي إعطاء الأمان .
مثال ذلك : وأمنتهُ ضد و أخفتهُ و دليل هذا المعنى ، قوله تعالى : { وءامنهم من خوف} [قريش : 4] ، وقوله تعالى : { إن المتقين في مقام أمين } [الدخان : 51] ، وقوله تعالى : { مكين أمين } [يوسف : 54].
ومن السنة ـ قال رسول صلى الله عليه وسلم : ( النجوم أمنة [1] السماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ماتوعد وأنا أمنةُ لأصحابي فإذا ذهبت أتي أصحابي ما يوعدون و أصحابي أمنة لأُمتي فإذا ذهب أصحابى اتى أُمتي ما توعد ) [رواه مسلم | رقم الحديث : 2531].
الثاني : اذا تعدى بالباء أو باللام فيكون معناه التصديق .
قال تعالى : { وما أنت بمؤمن لنا } اي : بمصدق لنا ، و يقال في العربية : ءامنت بكذا ، اي : صدقت به وءامنت بالنبّي ، اي : صدقت بالنبي ، و قوله تعالى : { و ءامن له لوط } ، أي : صدق له لوط ، و قوله تعالى : { يؤمن بالله و يؤمن للمؤمنين } ، اي : يصدق بك و يصدق بالمؤمنين ، و قوله تعالى : { أفتطمعون أن يؤمنوا لكم .. } [البقرة : 35] ، تعدي بالكلام .
و يقول ابنُ الاثير في هذا : ( أمن ؛ في أسماء الله المؤمن ، و هو الذي يَصْدُقُ عباده وعده فهو من الايمان " التصديق" جزماً ، أو يؤمنهم في القيامه من عذابه فهو من الامان و الأمن ضد الخوف ) [النهاية في غريب الحديث و الاثر 1-69-5] .
الفرق بين لفظ الايمان و التصديق :
قال ابن تيمية رحمه الله : ( فإن كل مخبر عن مشاهدة او غيٍب يقال له في اللغة صدقت كما يقال له كذبت و اما لفظ الايمان فلا يستعمل إلا في الخبر عن غائب ) ، وقال أيضا رحمه الله : ( فإن الايمان مشتق من الامن فإنما يستعمل فيما يؤتمن عليه المخبٍر كالامر الغائب ) [كتاب الايمان ص 276].
اما تعريف الايمان إصطلاحاً عند اهل السنة و الجماعة :
قال البخارى رحمه الله : ( هو قول و فعل ) [فتح الباري : 1-45] ، وفي رواية اخرى ( هو قول و عمل ) ، و قال أيضاً رحمه الله : ( لقيت اكثر من الف رجل من العلماء بالامصار فما رأيت احداً منهم مختلف في ان الايمان قول و عمل و يزيد و ينقص ) [فتح الباري : 1-47].
قال الشافعي رحمه الله : ( وكان الاجماع من الصحابة و التابعين ومن بعدهم وممن ادركناهم يقولون " الايمان قول و عمل و نية لايجزي واحد من ثلاث إلا بالآخر " ) [كتاب الام :8-161 | مجموع الفتاوى:7-209].
قال ابن تيمية رحمه الله : ( وكان ممن مضى من سلفنا لايفرقون بين الايمان و العمل ، العمل من الايمان و الايمان من العمل ) [كتاب الايمان ص 261] .
و قال ايضاً رحمه الله : ( وقد مال الى هذا المذهب ابو عبدالله و هذا قول مالك ابن انس إمام دار الهجرة و معظم أئمه السلف ) [الفتاوى : 144].
و قال أيضاً : ( وأما سائر الفقهاء من اهل الرأي و الأثار بالحجاز و العراق و الشام و مصر - منهم مالك بن انس ، الليث بن سعد ، سفيان الثوري ، الاوزاعي ، الشافعي ، أحمد بن حنبل ، اسحاق بن راهوية ، ابو عبيد القاسم بن سلام ، داوود بن علي و الطبري - ومن سلك سبيلهم فقالوا الايمان : قول و عمل , قول باللسان وهو الإقرار و اعتقاد بالقلب و عمل بالجوارح مع الاخلاص بالنية الصادقة ) [كتاب الايمان ص: 292].
قال ابن تيمية ايضاً : ( ومن هذا الباب أقوال السلف و أئمة السنة في تفسير الايمان فتارةً يقولون : هو قول و عمل و تارة يقولون : هو قول و عمل ونية و تارة يقولون : هو قول و عمل ونية واتباع السنة و تارة يقولون قول باللسان و اعتقاد بالقلب و عمل بالجوارح وكل هذا صحيح ) [كتاب الايمان ص: 164 | أو شرح النووي لصحيح مسلم 1-125].
قال ابن القيّم : ( و ها هنا أصل آخر و هو ان حقيقة الايمان مركبة من قول و عمل ، و القول قسمان : قول القلب وهو الاعتقاد - يعني التصديق - و قول اللسان و هو التكلم بكلمة الاسلام - يعني شهادة لاإله الا الله محمد رسول الله - ، والعمل قسمان : عمل القلب وهو النية ، الاخلاص و الخوف . . . الخ ، وعمل الجوارح فإذا زالت هذه الاربع زال الايمان ) [كتاب الصلاة ص 26].
قال ابن تيمية : ( و المقصود هنا ان من قال من السلف الايمان قول و عمل اراد قول القلب و اللسان و عمل القلب و الجوارح ) [كتاب الايمان ص 164].
[إعداد قسم الإفتاء والبحوث في جماعة أنصار الإسلام في كُردستان]
لُغة ً : وله في اللغة العربية إستعمالان :
الأولى : عندما يتعدى بنفسه اذا كان ضميره عائد للفاعل يكون معناه التأمين اي إعطاء الأمان .
مثال ذلك : وأمنتهُ ضد و أخفتهُ و دليل هذا المعنى ، قوله تعالى : { وءامنهم من خوف} [قريش : 4] ، وقوله تعالى : { إن المتقين في مقام أمين } [الدخان : 51] ، وقوله تعالى : { مكين أمين } [يوسف : 54].
ومن السنة ـ قال رسول صلى الله عليه وسلم : ( النجوم أمنة [1] السماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ماتوعد وأنا أمنةُ لأصحابي فإذا ذهبت أتي أصحابي ما يوعدون و أصحابي أمنة لأُمتي فإذا ذهب أصحابى اتى أُمتي ما توعد ) [رواه مسلم | رقم الحديث : 2531].
الثاني : اذا تعدى بالباء أو باللام فيكون معناه التصديق .
قال تعالى : { وما أنت بمؤمن لنا } اي : بمصدق لنا ، و يقال في العربية : ءامنت بكذا ، اي : صدقت به وءامنت بالنبّي ، اي : صدقت بالنبي ، و قوله تعالى : { و ءامن له لوط } ، أي : صدق له لوط ، و قوله تعالى : { يؤمن بالله و يؤمن للمؤمنين } ، اي : يصدق بك و يصدق بالمؤمنين ، و قوله تعالى : { أفتطمعون أن يؤمنوا لكم .. } [البقرة : 35] ، تعدي بالكلام .
و يقول ابنُ الاثير في هذا : ( أمن ؛ في أسماء الله المؤمن ، و هو الذي يَصْدُقُ عباده وعده فهو من الايمان " التصديق" جزماً ، أو يؤمنهم في القيامه من عذابه فهو من الامان و الأمن ضد الخوف ) [النهاية في غريب الحديث و الاثر 1-69-5] .
الفرق بين لفظ الايمان و التصديق :
قال ابن تيمية رحمه الله : ( فإن كل مخبر عن مشاهدة او غيٍب يقال له في اللغة صدقت كما يقال له كذبت و اما لفظ الايمان فلا يستعمل إلا في الخبر عن غائب ) ، وقال أيضا رحمه الله : ( فإن الايمان مشتق من الامن فإنما يستعمل فيما يؤتمن عليه المخبٍر كالامر الغائب ) [كتاب الايمان ص 276].
اما تعريف الايمان إصطلاحاً عند اهل السنة و الجماعة :
قال البخارى رحمه الله : ( هو قول و فعل ) [فتح الباري : 1-45] ، وفي رواية اخرى ( هو قول و عمل ) ، و قال أيضاً رحمه الله : ( لقيت اكثر من الف رجل من العلماء بالامصار فما رأيت احداً منهم مختلف في ان الايمان قول و عمل و يزيد و ينقص ) [فتح الباري : 1-47].
قال الشافعي رحمه الله : ( وكان الاجماع من الصحابة و التابعين ومن بعدهم وممن ادركناهم يقولون " الايمان قول و عمل و نية لايجزي واحد من ثلاث إلا بالآخر " ) [كتاب الام :8-161 | مجموع الفتاوى:7-209].
قال ابن تيمية رحمه الله : ( وكان ممن مضى من سلفنا لايفرقون بين الايمان و العمل ، العمل من الايمان و الايمان من العمل ) [كتاب الايمان ص 261] .
و قال ايضاً رحمه الله : ( وقد مال الى هذا المذهب ابو عبدالله و هذا قول مالك ابن انس إمام دار الهجرة و معظم أئمه السلف ) [الفتاوى : 144].
و قال أيضاً : ( وأما سائر الفقهاء من اهل الرأي و الأثار بالحجاز و العراق و الشام و مصر - منهم مالك بن انس ، الليث بن سعد ، سفيان الثوري ، الاوزاعي ، الشافعي ، أحمد بن حنبل ، اسحاق بن راهوية ، ابو عبيد القاسم بن سلام ، داوود بن علي و الطبري - ومن سلك سبيلهم فقالوا الايمان : قول و عمل , قول باللسان وهو الإقرار و اعتقاد بالقلب و عمل بالجوارح مع الاخلاص بالنية الصادقة ) [كتاب الايمان ص: 292].
قال ابن تيمية ايضاً : ( ومن هذا الباب أقوال السلف و أئمة السنة في تفسير الايمان فتارةً يقولون : هو قول و عمل و تارة يقولون : هو قول و عمل ونية و تارة يقولون : هو قول و عمل ونية واتباع السنة و تارة يقولون قول باللسان و اعتقاد بالقلب و عمل بالجوارح وكل هذا صحيح ) [كتاب الايمان ص: 164 | أو شرح النووي لصحيح مسلم 1-125].
قال ابن القيّم : ( و ها هنا أصل آخر و هو ان حقيقة الايمان مركبة من قول و عمل ، و القول قسمان : قول القلب وهو الاعتقاد - يعني التصديق - و قول اللسان و هو التكلم بكلمة الاسلام - يعني شهادة لاإله الا الله محمد رسول الله - ، والعمل قسمان : عمل القلب وهو النية ، الاخلاص و الخوف . . . الخ ، وعمل الجوارح فإذا زالت هذه الاربع زال الايمان ) [كتاب الصلاة ص 26].
قال ابن تيمية : ( و المقصود هنا ان من قال من السلف الايمان قول و عمل اراد قول القلب و اللسان و عمل القلب و الجوارح ) [كتاب الايمان ص 164].
[إعداد قسم الإفتاء والبحوث في جماعة أنصار الإسلام في كُردستان]
رد: أهمية مسائل الإيمان
تعريف الإيمان عند أهل السنة و الجماعة "2"
التعريف المختار : ( الايمان ؛ هو اعتقاد القلب و قول اللسان و عمل الجوارح ) .
اعتقاد القلب : و يشمل عمل القلب و قول القلب .
و يتضمن قول القلب :
معرفة الله سبحانه وتعالى ونبيه والتصديق بهما و بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الشرائع وما يتضمنه الاسلام من العبادات والاحكام وكذلك التصديق بالملائكة واليوم الاخر والكتب والرسل والجن والبعث والجنة والنار وسائر الامور الغيبيه .
عمل القلب:
و يتضمن اعماله مثل : الاخلاص ، الخشوع ، الخوف ، الرجاء ، المحبة ، الإعتقاد ، الإذعان ، التوكل ، والانابة ... الخ .
قال تعالى : { . . . ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم } [الحجرات : 7] ، وقوله تعالى : { كتب في قلوبهم الايمان } [المجادلة : 22] ، و قوله تعالى : { إلا من اكره و قلبه مطمئن بالايمان } [النحل : 106] .
ومن السنة ؛ قوله صلى الله عليه وسلم : ( والحياء شعبة من الايمان ) [متفق عليه].
ويدخل فيه جميع اعمال القلوب :
التوكل : قوله تعالى : { وعلى الله فليتوكل المؤمنون } [].
الانقياد : قوله تعالى : { فلا و ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. . . } [النساء : 65] ، نفى الايمان عمن لم يحكم الله ولم نيقاد له ، و وجه الدلالة هو في قوله تعالى في آخر الآية نفسها { و يسلموا تسليما } .
اليقين : قال تعالى : { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله و رسوله ثم لم يرتابوا و جاهدوا في سبيل الله } [الحجرات : 15] .
ملاحظة : شروط لا إله الا الله داخلة في اعمال القلوب ، و هي:
1- العلم.
2- اليقين.
3- ألاخلاص.
4- الصدق.
5- المحبة.
6- ألانقياد.
7- القبول.
قال ابن القيم رحمه الله : ( فاهل السنة مجتمعون على زوال الايمان وانه لاينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب و هو محبته و انقياده ) [كتاب الصلاة ص 26].
قول اللسان :
و يتضمن الشهادتين اتبداءً و من ثم كل قول يلفظ و كذا سائر العبادات القولية مثل : الذكر ، الدعاء ، قراءة القرءان و الكلمة الطيبة. . . الخ .
ملاحظة : من العلماء من استعمل في التعريف إقرار اللسان بدل قول اللسان فإن كان يقصد بالاقرار الشهادتين فقط فهذا خطأ - او ناقص - لأن قول اللسان يتضمن أكثر من الشهادتين كما ذكرنا .
قال تعالى : { قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والاسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون } [ البقرة : 136] ، و قال تعالى في الاية التي تليها : { فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم } [ البقرة : 137] ، فسمى قول الايمان ايماناً .
ومن الادلة كذلك ما كان عليه ابو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان مصدقا بقلبه ، بدليل انه قال في الرسول صلى الله عليه وسلم شعراً :
ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا
و الله لن يصلوا اليك حتى أو سد في التراب د فينا
لولا الملامة او حذار مسبة لو جدتني سمحاً بذاك مبينا
ومع ذلك لم يقر بلسانه مخافة معرة و مات مشركا و كافرا .
وفي الحديث عن ابي هريرة رضى الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه : ( قل لاإله الا الله اشهد لك بها يوم القيامة ) ، قال : لولا ان تعيرني قريش , يقولون إنما حمله على ذلك الجزع لأقررت بها عينك ، فأنزل الله تعالى :{ إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين} .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أمرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا أن لاإله الا الله وأن محمداً رسول الله و يقيموا الصلاة و يؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم إلا بحق الاسلام و حسابهم على الله ) [متفق عليه ، رقم 25 البخاري] ، وجه الدلالة : " حتى يشهدوا . . . " .
وفي قوله صلى الله عليه وسلم : ( أمرت ان أقاتل الناس حتى يشهدوا ان لاإله الا الله وأن محمداً رسول الله. . . ) ، قال في شرحه : ( منه ان الايمان شرطه الاقرار بالشهادتين مع اعتقادهما و اعتقاد جميع ما اتي به النبي صلى الله عليه وسلم ) [شرح صحيح مسلم للنووي : 1-212].
قال ابن تيمية رحمه الله : ( الشهادتان اذا لم يتكلم بهما مع القدرة فهو كافر بإتفاق المسلمين و هو كافر باطنا و ظاهراً عند سلف الامة وائمتها و جماهير علمائها ) [مجموع الفتاوى 7-609].
قال الحافظ البغوي : ( الكافر كان وثنياً او ثنوياً لايقر بالوحدانية فإذا قال لا إله الا الله حكم بأسلامه ثم يجبر على قبول جميع أحكام الاسلام و يبراًمن كل دين خالف دين ألاسلام , وأما من كان مقرا بالوحدانية منكرا للنبوة فإنه لايحكم باسلامه حتى يقول محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كان يعتقد بان الرسالة المحمدية الى العرب خاصة فلا بد ان يقول الى جميع الخلائق فإن كفر بجحد واجب او استباحة محرم فيحتاج ان يرجع عما اعتقده ) [فتح البارى 12-219].
{إعداد قسم الإفتاء والبحوث في جماعة أنصار الإسلام في كردستان}
التعريف المختار : ( الايمان ؛ هو اعتقاد القلب و قول اللسان و عمل الجوارح ) .
اعتقاد القلب : و يشمل عمل القلب و قول القلب .
و يتضمن قول القلب :
معرفة الله سبحانه وتعالى ونبيه والتصديق بهما و بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الشرائع وما يتضمنه الاسلام من العبادات والاحكام وكذلك التصديق بالملائكة واليوم الاخر والكتب والرسل والجن والبعث والجنة والنار وسائر الامور الغيبيه .
عمل القلب:
و يتضمن اعماله مثل : الاخلاص ، الخشوع ، الخوف ، الرجاء ، المحبة ، الإعتقاد ، الإذعان ، التوكل ، والانابة ... الخ .
قال تعالى : { . . . ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم } [الحجرات : 7] ، وقوله تعالى : { كتب في قلوبهم الايمان } [المجادلة : 22] ، و قوله تعالى : { إلا من اكره و قلبه مطمئن بالايمان } [النحل : 106] .
ومن السنة ؛ قوله صلى الله عليه وسلم : ( والحياء شعبة من الايمان ) [متفق عليه].
ويدخل فيه جميع اعمال القلوب :
التوكل : قوله تعالى : { وعلى الله فليتوكل المؤمنون } [].
الانقياد : قوله تعالى : { فلا و ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. . . } [النساء : 65] ، نفى الايمان عمن لم يحكم الله ولم نيقاد له ، و وجه الدلالة هو في قوله تعالى في آخر الآية نفسها { و يسلموا تسليما } .
اليقين : قال تعالى : { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله و رسوله ثم لم يرتابوا و جاهدوا في سبيل الله } [الحجرات : 15] .
ملاحظة : شروط لا إله الا الله داخلة في اعمال القلوب ، و هي:
1- العلم.
2- اليقين.
3- ألاخلاص.
4- الصدق.
5- المحبة.
6- ألانقياد.
7- القبول.
قال ابن القيم رحمه الله : ( فاهل السنة مجتمعون على زوال الايمان وانه لاينفع التصديق مع انتفاء عمل القلب و هو محبته و انقياده ) [كتاب الصلاة ص 26].
قول اللسان :
و يتضمن الشهادتين اتبداءً و من ثم كل قول يلفظ و كذا سائر العبادات القولية مثل : الذكر ، الدعاء ، قراءة القرءان و الكلمة الطيبة. . . الخ .
ملاحظة : من العلماء من استعمل في التعريف إقرار اللسان بدل قول اللسان فإن كان يقصد بالاقرار الشهادتين فقط فهذا خطأ - او ناقص - لأن قول اللسان يتضمن أكثر من الشهادتين كما ذكرنا .
قال تعالى : { قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والاسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون } [ البقرة : 136] ، و قال تعالى في الاية التي تليها : { فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم } [ البقرة : 137] ، فسمى قول الايمان ايماناً .
ومن الادلة كذلك ما كان عليه ابو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان مصدقا بقلبه ، بدليل انه قال في الرسول صلى الله عليه وسلم شعراً :
ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا
و الله لن يصلوا اليك حتى أو سد في التراب د فينا
لولا الملامة او حذار مسبة لو جدتني سمحاً بذاك مبينا
ومع ذلك لم يقر بلسانه مخافة معرة و مات مشركا و كافرا .
وفي الحديث عن ابي هريرة رضى الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه : ( قل لاإله الا الله اشهد لك بها يوم القيامة ) ، قال : لولا ان تعيرني قريش , يقولون إنما حمله على ذلك الجزع لأقررت بها عينك ، فأنزل الله تعالى :{ إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين} .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أمرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا أن لاإله الا الله وأن محمداً رسول الله و يقيموا الصلاة و يؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم إلا بحق الاسلام و حسابهم على الله ) [متفق عليه ، رقم 25 البخاري] ، وجه الدلالة : " حتى يشهدوا . . . " .
وفي قوله صلى الله عليه وسلم : ( أمرت ان أقاتل الناس حتى يشهدوا ان لاإله الا الله وأن محمداً رسول الله. . . ) ، قال في شرحه : ( منه ان الايمان شرطه الاقرار بالشهادتين مع اعتقادهما و اعتقاد جميع ما اتي به النبي صلى الله عليه وسلم ) [شرح صحيح مسلم للنووي : 1-212].
قال ابن تيمية رحمه الله : ( الشهادتان اذا لم يتكلم بهما مع القدرة فهو كافر بإتفاق المسلمين و هو كافر باطنا و ظاهراً عند سلف الامة وائمتها و جماهير علمائها ) [مجموع الفتاوى 7-609].
قال الحافظ البغوي : ( الكافر كان وثنياً او ثنوياً لايقر بالوحدانية فإذا قال لا إله الا الله حكم بأسلامه ثم يجبر على قبول جميع أحكام الاسلام و يبراًمن كل دين خالف دين ألاسلام , وأما من كان مقرا بالوحدانية منكرا للنبوة فإنه لايحكم باسلامه حتى يقول محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كان يعتقد بان الرسالة المحمدية الى العرب خاصة فلا بد ان يقول الى جميع الخلائق فإن كفر بجحد واجب او استباحة محرم فيحتاج ان يرجع عما اعتقده ) [فتح البارى 12-219].
{إعداد قسم الإفتاء والبحوث في جماعة أنصار الإسلام في كردستان}
رد: أهمية مسائل الإيمان
تعريف الإيمان عند أهل السنة و الجماعة "3"
عمل الجوارح: ويتضمن كل العبادات البدنية كالجهاد ، الحج ، الدعوة الى الله و الحسبة ... الخ [للاستفادة راجع معاررج القبول للحافظ الحكمي : جزء 2 ص20].
قال تعالى : { وما كان الله ليضيع ايمانكم .. } ، فسمى الصلاة ايمانا .
و القارىء لكتاب الله يتبين له ان الامر باعمال الجوارح جاء بعد جميع الندائات الموجهة من الله الى المؤمنين بصيغة { ياايها الذين ءامنوا . . . } ، مثل قوله تعالى في :
{ كتب عليكم القتال } ، { يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام} ، { ياأيها الذين ءامنوا لاتتخذوا اليهود و النصارى اولياء } .
{ إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون} ، اي صادقون في قولهم ءامنا .
{ ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين. . . } .
{ ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون} .
و قال ابن تيمية رحمه الله في السابقة الذكر: ( فدل على ان الايمان المذكور ينفي اتخاذهم اولياء و يضاده و لايجتمع الايمان و اتخاذهم اولياء في قلب ) [الفتاوى :7-17].
{ ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين} ، " يتولى " من اعمال الجوارح .
{ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا } ، " الطاغوت " ؛ كل معبود عبد من دون الله من متبوع او مطاع.
ومن السنة :
حديث شعب الايمان : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الايمان بضع و سبعون شعبة فأفضلها قول لا إله الإ الله و ادناها إماطة الاذى عن الطريق و الحياء شعبة من الايمان ) [مسلم] ، فيتضمن هذا الحديث بجملته مركبات الايمان الثلاث : فلا إله الا الله قول و إماطة الاذى عمل جوارح و الحياء عمل قلبي .
قال ابن حجر : ( فإن قيل الحياء من الغرائز فكيف جعل شعبة من الايمان ؟ فأجيب بانه قد يكون عريزة وقد يكون تخلقا ولكن استعماله وفق الشرع يحتاج الى الكتاب و علم دين فهو من الايمان لهذا و لكونه باعثا على فعل الطاعة و عاجزا عن فعل المعصية ) [فتح الباري].
قول النبي صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس : ( اتدرون ما الايمان بالله وحده ؟ قالوا الله ورسوله اعلم . قال شهادة ان لاإله الا الله وان محمدا رسول الله و إقام الصلاة وايتاء الزكاة و صيام رمضان و أن تعطوا من المغنم الخمس ) [متفق عليه ، كتاب الايمان 53].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لايزني الزاني حين يزني و هو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ) [متفق عليه].
قال ابن رجب : ( فلولا ان ترك هذه الكبائر من مسمى الايمان لما انتفى اسم الايمان عن مرتكب شيء فيها ) [جامع العلوم 105].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لايؤمن احدكم حتى يحب لإخيه مايحب لنفسه ) [متفق عليه].
قال الكرماني : ( ومن الايمان ايضا ان يبغض لأخيه مايبغض لنفسه من الشر ولم يذكره لأنه حب الشيء مستلزم لبغض نقيضه ، فترك التنصيص عليه اكتفاء ، والله اعلم ) [فتح البارى].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( و الله لايؤمن و الله لايؤمن و الله لايؤمن ) ، قيل : من يا رسول الله ؟ ، قال : ( الذي لايأمن جاره بوائقه [1] ) [البخاري].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من والده و ولده والناس أجمعين ) [متفق عليه].
وكتب عمر بن عبد العزيز الى عدي بن عدي [2] : ( ان للايمان فرائضا و شرائعا وحدودا و سننا فمن استكملها استكمل الايمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الايمان فان اعيش فسأبينها لكم حتى تعملوا بها وإن أمت فما أنا على صحبتكم بحريص ) [فتح الباري 47:1].
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى : ( لايتصور وجود ايمان القلب مع عدم جميع اعمال الجوارح , بل متى نقصت الاعمال الظاهرة كان لنقص الايمان الذي في القلب ) [كتاب الايمان ص 185].
وفي العلاقة بين التصديق اللغوي و الشرعي ، قال ابن القيم : ( ألايمان هو التصديق ولكن ليس التصديق المجرد اعتقاد صدق المخبر دون الانقياد له ولو كان مجرد اعتقاد التصديق ايمانا لكان إبليس و فرعون و قومه وقوم صالح و اليهود الذين عرفوا ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يعرفون ابنائهم مؤمنين مصدقين فالتصديق انما يتم بامرين ؛ اعتقاد الصدق و محبة القلب و انقياده ) [كتاب الصلاة ص 19].
{إعداد قسم الإفتاء والبحوث في جماعة أنصار الإسلام في كردستان}
عمل الجوارح: ويتضمن كل العبادات البدنية كالجهاد ، الحج ، الدعوة الى الله و الحسبة ... الخ [للاستفادة راجع معاررج القبول للحافظ الحكمي : جزء 2 ص20].
قال تعالى : { وما كان الله ليضيع ايمانكم .. } ، فسمى الصلاة ايمانا .
و القارىء لكتاب الله يتبين له ان الامر باعمال الجوارح جاء بعد جميع الندائات الموجهة من الله الى المؤمنين بصيغة { ياايها الذين ءامنوا . . . } ، مثل قوله تعالى في :
{ كتب عليكم القتال } ، { يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام} ، { ياأيها الذين ءامنوا لاتتخذوا اليهود و النصارى اولياء } .
{ إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون} ، اي صادقون في قولهم ءامنا .
{ ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين. . . } .
{ ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون} .
و قال ابن تيمية رحمه الله في السابقة الذكر: ( فدل على ان الايمان المذكور ينفي اتخاذهم اولياء و يضاده و لايجتمع الايمان و اتخاذهم اولياء في قلب ) [الفتاوى :7-17].
{ ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين} ، " يتولى " من اعمال الجوارح .
{ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا } ، " الطاغوت " ؛ كل معبود عبد من دون الله من متبوع او مطاع.
ومن السنة :
حديث شعب الايمان : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الايمان بضع و سبعون شعبة فأفضلها قول لا إله الإ الله و ادناها إماطة الاذى عن الطريق و الحياء شعبة من الايمان ) [مسلم] ، فيتضمن هذا الحديث بجملته مركبات الايمان الثلاث : فلا إله الا الله قول و إماطة الاذى عمل جوارح و الحياء عمل قلبي .
قال ابن حجر : ( فإن قيل الحياء من الغرائز فكيف جعل شعبة من الايمان ؟ فأجيب بانه قد يكون عريزة وقد يكون تخلقا ولكن استعماله وفق الشرع يحتاج الى الكتاب و علم دين فهو من الايمان لهذا و لكونه باعثا على فعل الطاعة و عاجزا عن فعل المعصية ) [فتح الباري].
قول النبي صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس : ( اتدرون ما الايمان بالله وحده ؟ قالوا الله ورسوله اعلم . قال شهادة ان لاإله الا الله وان محمدا رسول الله و إقام الصلاة وايتاء الزكاة و صيام رمضان و أن تعطوا من المغنم الخمس ) [متفق عليه ، كتاب الايمان 53].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لايزني الزاني حين يزني و هو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ) [متفق عليه].
قال ابن رجب : ( فلولا ان ترك هذه الكبائر من مسمى الايمان لما انتفى اسم الايمان عن مرتكب شيء فيها ) [جامع العلوم 105].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لايؤمن احدكم حتى يحب لإخيه مايحب لنفسه ) [متفق عليه].
قال الكرماني : ( ومن الايمان ايضا ان يبغض لأخيه مايبغض لنفسه من الشر ولم يذكره لأنه حب الشيء مستلزم لبغض نقيضه ، فترك التنصيص عليه اكتفاء ، والله اعلم ) [فتح البارى].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( و الله لايؤمن و الله لايؤمن و الله لايؤمن ) ، قيل : من يا رسول الله ؟ ، قال : ( الذي لايأمن جاره بوائقه [1] ) [البخاري].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من والده و ولده والناس أجمعين ) [متفق عليه].
وكتب عمر بن عبد العزيز الى عدي بن عدي [2] : ( ان للايمان فرائضا و شرائعا وحدودا و سننا فمن استكملها استكمل الايمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الايمان فان اعيش فسأبينها لكم حتى تعملوا بها وإن أمت فما أنا على صحبتكم بحريص ) [فتح الباري 47:1].
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى : ( لايتصور وجود ايمان القلب مع عدم جميع اعمال الجوارح , بل متى نقصت الاعمال الظاهرة كان لنقص الايمان الذي في القلب ) [كتاب الايمان ص 185].
وفي العلاقة بين التصديق اللغوي و الشرعي ، قال ابن القيم : ( ألايمان هو التصديق ولكن ليس التصديق المجرد اعتقاد صدق المخبر دون الانقياد له ولو كان مجرد اعتقاد التصديق ايمانا لكان إبليس و فرعون و قومه وقوم صالح و اليهود الذين عرفوا ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يعرفون ابنائهم مؤمنين مصدقين فالتصديق انما يتم بامرين ؛ اعتقاد الصدق و محبة القلب و انقياده ) [كتاب الصلاة ص 19].
{إعداد قسم الإفتاء والبحوث في جماعة أنصار الإسلام في كردستان}
رد: أهمية مسائل الإيمان
مراتب الإيمان "1"
إذا أطلق لفظ الايمان فالمراد به الدين كله وهو يشتمل على شعب ، كما في حديث الشعب : ( الايمان بضع و سبعون شعبة فأفضلها قول لاإله الا الله وأدناها إماطه الأذى عن الطريق و الحياء شهبة من الايمان ) [مسلم].
فاشتمل الايمان على جمع الطاعات فرضها و نفلها مما يجب على القلب و اللسان و الجوارح كما يشتمل الايمان على ترك المحظورات المحرم منها و المكروه و ينقسم الايمان الى مراتب تشتمل كل مرتبة على بعض شعب الايمان بحيث تتضمن المراتب الثلاث جميعا شعب الايمان .
و المراتب الثلاثة وهي :
اولا : أصل الايمان :
وهو مالايوجد الايمان بدونه وبه النجاة من الكفر و الدخول في الايمان و هو مطلق [جزء] الايمان ومن أتى بهذه المرتبة فهو داخل في المخاطبين بقوله تعالى : { ياايها الذين آمنوا } وهو يشتمل على شعب لايصح إلا باكتمالها و ضابط ما يدخل في الايمان من الاعمال سواء كانت فعلا او تركا و سواء كانت اعتقادا او قولا او عملا :ـ
أ - ان كل عمل يكفر تاركه ففعله من اصل الايمان ، مثل ؛ التصديق ، انقياد القلب ، اقرار اللسان ، و الصلاة ...
ب- كل عمل يكفر فاعله فتركه من اصل الايمان : مثل : الاستهزاء بالدين ، الدعاء ، الاستعانة و الاستغاثه بغير الله ، و القتال في سبيل الطاغوت .. او جحد واجب او استحلال محرم او انكار واجب .... الخ.
وكل من لم يأت بأصل الايمان " جملة " او أخل به "جزء " فهو كافر فحلد في نار جهنم .
و ضابط الذنب المكفر هو ماقام الدليل الشرعي على أنه كفر اكبر مخرج من الملة .
ومن اتى باصل الايمان فقد نجا من الكفر و دخل الجنة لامحالة إما ابتدء وإما مئالا .
ومن الادلة الشرعية على ما سبق :
قال تعالى : { إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم * يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهـــم عذاب مقيم } ، و قوله تعالى: { ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين } ، و قوله تعالى : { ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله } .
وعن أنس رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ليصيبن اقواما سفع من النار بذنوب أصابوها عقوبة ثم يدخلهم الله الجنة بفضله و رحمته يقال لهم الجهنميين ) [البخاري 7450] ، و دخولهم الجنة مئالا انما هو بما معهم من أصل الايمان المضاد للكفر .
وعن ابي هريرة رضى الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( حتى اذا فرغ الله من القضاء بين العباد واراد ان يخرج برحمته من اراد من النار أمر الملائكة ان يخرجوا من النار من كان لايشرك بالله شيئا ممن اراد ان يرحمه ممن يشهد لاإله الا الله فيعرفونهم في النار بآثار السجود ) [رواه البخاري 7437].
وعن ابي ذر رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( ذاك جبريل أتاني فقال : من مات من أمتك لايشرك بالله شيئا دخل الجنة ) ، قال ابوذر : قلت ؛ وإن زنى وإن سرق ؟! ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وإن زنى وإن سرق ) [البخاري 6444].
وفي حديث آخر : ( أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة خردل من ايمان ) [البخاري].
قال ابن حجر : ( و المراد بحبة خردل هنا مازاد من الاعمال على أصل التوحيد لقوله في رواية أخرى " اخرجوا من قال لاإله الا الله و عمل من الخير ما يزن ذرة " ) .
قال محمد بن نصر المروزي : ( الكفر ضد اصل الايمان لأن للإيمان أصلا وفروعا , فلا يثبت الكفر حتى يزول أصل ألايمان , فإن قيل وألذى زعمتم أن النبي صلى الله عليه وسلم أزال عنه إسم ألايمان هل فيه من ألايمان شىء ؟ ، قالوا نعم اصله ثابت ولولا ذلك لكفر ) [تعظيم قدر الصلاة 513:2].
قال ابن تيمية - في وصف أهل هذه المرتبة - : ( فعامه الناس إذا أسلموا بعد الكفر او ولدوا على اسلام و التزموا شرائعه كانوا من أهل الطاعة لله ورسوله فهم مسلمون و معهم ايمان مجمل [1] ولكن دخول حقيقه الايمان [2] الى قلوبهم انما يحصل شيئا فشيئا إن اعطاهم الله ذلك و الإ فكثير من الناس لا يصلون الى اليقين و الى الجهاد ولو شككوا لشكوا ولو أمروا بالجهاد لما جاهدوا و ليسوا كفارا ولا منافقين بل ليس عندهم من علم القلب و معرفته و يقينه مايدرأوا الريب ولا عندهم قوة الحب لله و لرسوله ما يقدمونه على الاهل و المال و هؤلاء ان عفوا عن المحنة وماتوا دخلوا الجنة وان ابتلوا بمن يورد عليهم شبهات توجب ريبهم ، فإن لم ينعم الله عليهم بما يزيل الريب والى صاروا مرتابين وانتقلوا الى نوع آخر من النفاق [3] ) [كتاب الايمان :257] .
{إعداد قسم الإفتاء والبحوث في جماعة أنصار الإسلام في كردستان}
[1] ايمان مجمل : اصل الايمان .
[2] حقيقة الايمان : كامل الايمان " الواجب و المستحب " .
[3] نوع آخر من النفاق : نفاق اكبر مخرج من المله .
رد: أهمية مسائل الإيمان
مراتب الإيمان "2"
الايمان الواجب : وهو مازاد عن اصل الايمان من فعل الواجبات و ترك المحرمات و ضابط مايدخل في اليمان الواجب من الاعمال سواءً كانت فعلاً او تركاً ، ان كل عمل ورد في تركه و عيد ولم يكفر فاعله فتركه من الايمان الواجب كالزني و الربا و السرقة و شرب الخمر. . . الخ، بشرط عدم الاستحلال و عدم الإنكار - اي عدم استحلال محرم و عدم انكار واجب -
و الناس في الايمان الواجب على درجتين :
1- المقصرون منه : بترك واجب او فعل محرم بعد إتيانهم بأصل الايمان , فهولاء هم أصحاب الكبائر او المخلطون من أهل التوحيد او عصاة الموحدين أو الفاسق الملّي او الظالم لنفسه فمن كان هذا حاله فهو من اهل الوعيد إن مات بلا توبة ولكنه في المشيئة فإن شاء عذبه بقدر ذنوبه ثم يُخرجُهُ اللهُ من النار و يدخله الجنة بما معه من أصل الايمان .
الأدلة علي تكفير الذنوب بالمغفرة :
قال تعالى : { إنّ اللّه لا يغفرُ أن يُشرك به ويغفرُ ما دُون ذلك لمن يشاءُ } .
وعن عبادة بن الصامت رضى الله عنه وكان شهد بدرا وهو أحد نقباء ليلة العقبة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - و حوله عصابة من أصحابه - : (( بايعوني على ان لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا اولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين ايديكم و ارجلكم ولا تعصوا في معروف فمن وفى منكم فأجره على الله و من أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله عليه فهو الى الله ان شاء عفا عنه و إن شاء عاقبه )) [متفق عليه، و اللفظ للبخاري : 18].
و يستثني من تكفير الذنب بالعقوبه و كونه في المشيئة " المرتد " المشار إليه في الحديث بقوله صلى الله عليه وسلم " وأن لاتشركوا بالله شيئا " فإذا قتل على الردة لم تكن العقوبة كفارة له ، واذا مات مرتدا لم يكن في مشيئة لقوله تعالى : { إن الله لايغير ان يشرك به } سواء عوقب في الدنيا على ردته ام لم يعاقب [انظر فتح الباري1/64].
2- المقتصدون فيه : الذين أدوا الايمان الواجب بتمامه ولم يقتصروا فيه ولم يزيدوا عليه بعد إتيانهم بأصل الايمان فهذا هو المؤمن المستحق للوعد السالم من الوعيد و ويستحق دخول الجنة بلا سابق عذاب بفضل الله حسب وعده الصادق و هذه الدرجة تسمى المقتصدين .
ومن الأولة على ذلك : قصه الاعرابي الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شرائع الاسلام و أخبره الرسول صلى الله عليه وسلم بشرائع الاسلام ، فقال الاعرابي : ( والذي اكرمك بالحق لا اتطوع شيئا ولا انقص بما فرض الله عليّ شيئا ) ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( قد أفلح ان صدق او دخل الجنة ان صدق )) [البخاري /1891].
قال ابن تيمية رحمه الله : ( من أتى بالايمان الواجب استحق الثواب , ومن كان فيه شعبة من نفاق [1] وأتى الكبائر فذلك من اهل الوعيد وايمانه ينفعه الله به و يخرجه به من النار ولو أنه مثقال حبة من خردل , لكن لايستحق به اسم المطلق [2] المعلق به وعد الجنة بلا عذاب ) [كتاب الايمان : 334 ، الايمان الاوسط : 67].
فائدة : العلم بالواجبات و النواهي التى تدخل في أصل الايمان و الايمان الواجب فرض عين على كل مسلم و منها ما يدخل في العلم الواجب العينى العام و فيها ما يدخل في العلم الواجب العينى الخاص و إنما كان العلم بها واجبا لأن العمل بها واجب و يترتب على التقصير فيه و عيد من كفر او فسق لان العمل هو المقصد و العلم وسيلة و القاعدة تقول " للوسائل حكم المقاصد" .
ثالثا - الإيمان المُستحب : وهو مازاد عن أصل الايمان والايمان الواجب من فعل المندوبات والمستحبات و ترك المكروهات و المشتبهات - و بعض المباحات عند السلف - فمن اتى بهذه المرتبة مع المرتبتين الأوليتين فهو من السابقين الذين يستحقون دخول الجنة ابتداء فى درجة اعلى من المقتصدين .
قال ابن تيمية رحمه الله : ( ويفرق بين الأيمان الواجب وبين الأيمان الكامل بالمستحبات كما يقول الفقهاء (الفعل ينقسم الى قسمين ، مجزىء وكامل فالمجزىء ما اتى بة بالواجبات فقط , والكامل واتى فية بالمستحبات ) [الايمان :186].
ويجمع المراتب الثلاثة لأهل الايمان قوله تعالى: { ثُمّ أورثنا الكتاب الّذين اصطفينا من عبادنا فمنهُم ظالم لنفسه ومنهُم مُقتصد ومنهُم سابق بالخيرات بإذن اللّه ذلك هُو الفضلُ الكبيرُ } [فاطر /32].
قال ابن تيمية رحمه الله : ( وهكذا جاء القرآن فجعل الأمة على هذه الأصناف الثلاثة ، قال تعالى : { ثُمّ أورثنا الكتاب الّذين اصطفينا من عبادنا فمنهُم ظالم لنفسه ومنهُم مُقتصد ومنهُم سابق بالخيرات بإذن اللّه } فالمسلم الذي لم يقم بواجب الايمان هو الظالم لنفسه و المقتصد هو المؤمن المطلق الذي عبدالله كأنه يراه ) [كتاب الايمان : 342].
عن أبي الدرداء رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( قال الله تعالى : { ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا. . . الاية } فأما الذين سبقوا فأولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب واما الذين اقتصدوا فيحاسبون حسابا يسيرا وأما الذين ظلموا أنفسهم فأولئك يحبسون في طول المحشر ثم هم الذين تلافاهم الله برحمته فهم الذين يقولون { الحمد لله الذي أذهب عنّا الحزن إن ربنا لغفور شكور } )) [رواه أحمد ، سورة فاطر /34 ، مصدر ابن كثير].
قال ابن عباس في تفسير هذه الآية : ( السابق بالخيرات يدخل الجنة بغير حساب و المقتصد يدخل الجنة برحمة الله و الظالم لنفسه وأصحاب الاعراف يدخلون الجنة بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم ) .
فائدة : والصغائر تدخل في المرتبه الثالثة بشرط عدم الإصرار عليها - لاصغيره مع الاصرار و لاكبيرة مع الاستغفار -
قال ابن تيمية رحمه الله : ( و الرسول لم ينفه - يعني الايمان الواجب - إلا عن صاحب الكبيرة والإ قالوا ؛ من الذي يعمل الصغيرة هي مكفرة عنه بفعله للحسنات و اجتنابه الكبائر لكنه ناقص الايمان عن من اجتنب الصغائر فمن أتى بالايمان الواجب خلطه سيئات كفرت عنه بغيرها ونقص بذلك درجه عمن لم يأت بذلك ) [الايمان :337].
و قال ابن تيمية رحمه الله -عن الايمان - : ( هو مُركب من اصل لايتم بدونه ومن واجب ينقص بفواته نقصا يستحق صاحبه العقوبة ومن مستحب يفوت بفواته علو الدرجة ) [مجموع الفتاوى /7 637].
ماالفرق بين الايمان الكامل و كامل الايمان ؟
الايمان الكامل : أي جمع الاعمال بمراتبه الثلاثة .
كامل الايمان : اي جزء من الايمان الذي يتم به مطلق الايمان .
[إعداد قسم الإفتاء والبحوث في جماعة أنصار الإسلام في كردستان]
الايمان الواجب : وهو مازاد عن اصل الايمان من فعل الواجبات و ترك المحرمات و ضابط مايدخل في اليمان الواجب من الاعمال سواءً كانت فعلاً او تركاً ، ان كل عمل ورد في تركه و عيد ولم يكفر فاعله فتركه من الايمان الواجب كالزني و الربا و السرقة و شرب الخمر. . . الخ، بشرط عدم الاستحلال و عدم الإنكار - اي عدم استحلال محرم و عدم انكار واجب -
و الناس في الايمان الواجب على درجتين :
1- المقصرون منه : بترك واجب او فعل محرم بعد إتيانهم بأصل الايمان , فهولاء هم أصحاب الكبائر او المخلطون من أهل التوحيد او عصاة الموحدين أو الفاسق الملّي او الظالم لنفسه فمن كان هذا حاله فهو من اهل الوعيد إن مات بلا توبة ولكنه في المشيئة فإن شاء عذبه بقدر ذنوبه ثم يُخرجُهُ اللهُ من النار و يدخله الجنة بما معه من أصل الايمان .
الأدلة علي تكفير الذنوب بالمغفرة :
قال تعالى : { إنّ اللّه لا يغفرُ أن يُشرك به ويغفرُ ما دُون ذلك لمن يشاءُ } .
وعن عبادة بن الصامت رضى الله عنه وكان شهد بدرا وهو أحد نقباء ليلة العقبة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - و حوله عصابة من أصحابه - : (( بايعوني على ان لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا اولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين ايديكم و ارجلكم ولا تعصوا في معروف فمن وفى منكم فأجره على الله و من أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله عليه فهو الى الله ان شاء عفا عنه و إن شاء عاقبه )) [متفق عليه، و اللفظ للبخاري : 18].
و يستثني من تكفير الذنب بالعقوبه و كونه في المشيئة " المرتد " المشار إليه في الحديث بقوله صلى الله عليه وسلم " وأن لاتشركوا بالله شيئا " فإذا قتل على الردة لم تكن العقوبة كفارة له ، واذا مات مرتدا لم يكن في مشيئة لقوله تعالى : { إن الله لايغير ان يشرك به } سواء عوقب في الدنيا على ردته ام لم يعاقب [انظر فتح الباري1/64].
2- المقتصدون فيه : الذين أدوا الايمان الواجب بتمامه ولم يقتصروا فيه ولم يزيدوا عليه بعد إتيانهم بأصل الايمان فهذا هو المؤمن المستحق للوعد السالم من الوعيد و ويستحق دخول الجنة بلا سابق عذاب بفضل الله حسب وعده الصادق و هذه الدرجة تسمى المقتصدين .
ومن الأولة على ذلك : قصه الاعرابي الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شرائع الاسلام و أخبره الرسول صلى الله عليه وسلم بشرائع الاسلام ، فقال الاعرابي : ( والذي اكرمك بالحق لا اتطوع شيئا ولا انقص بما فرض الله عليّ شيئا ) ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( قد أفلح ان صدق او دخل الجنة ان صدق )) [البخاري /1891].
قال ابن تيمية رحمه الله : ( من أتى بالايمان الواجب استحق الثواب , ومن كان فيه شعبة من نفاق [1] وأتى الكبائر فذلك من اهل الوعيد وايمانه ينفعه الله به و يخرجه به من النار ولو أنه مثقال حبة من خردل , لكن لايستحق به اسم المطلق [2] المعلق به وعد الجنة بلا عذاب ) [كتاب الايمان : 334 ، الايمان الاوسط : 67].
فائدة : العلم بالواجبات و النواهي التى تدخل في أصل الايمان و الايمان الواجب فرض عين على كل مسلم و منها ما يدخل في العلم الواجب العينى العام و فيها ما يدخل في العلم الواجب العينى الخاص و إنما كان العلم بها واجبا لأن العمل بها واجب و يترتب على التقصير فيه و عيد من كفر او فسق لان العمل هو المقصد و العلم وسيلة و القاعدة تقول " للوسائل حكم المقاصد" .
ثالثا - الإيمان المُستحب : وهو مازاد عن أصل الايمان والايمان الواجب من فعل المندوبات والمستحبات و ترك المكروهات و المشتبهات - و بعض المباحات عند السلف - فمن اتى بهذه المرتبة مع المرتبتين الأوليتين فهو من السابقين الذين يستحقون دخول الجنة ابتداء فى درجة اعلى من المقتصدين .
قال ابن تيمية رحمه الله : ( ويفرق بين الأيمان الواجب وبين الأيمان الكامل بالمستحبات كما يقول الفقهاء (الفعل ينقسم الى قسمين ، مجزىء وكامل فالمجزىء ما اتى بة بالواجبات فقط , والكامل واتى فية بالمستحبات ) [الايمان :186].
ويجمع المراتب الثلاثة لأهل الايمان قوله تعالى: { ثُمّ أورثنا الكتاب الّذين اصطفينا من عبادنا فمنهُم ظالم لنفسه ومنهُم مُقتصد ومنهُم سابق بالخيرات بإذن اللّه ذلك هُو الفضلُ الكبيرُ } [فاطر /32].
قال ابن تيمية رحمه الله : ( وهكذا جاء القرآن فجعل الأمة على هذه الأصناف الثلاثة ، قال تعالى : { ثُمّ أورثنا الكتاب الّذين اصطفينا من عبادنا فمنهُم ظالم لنفسه ومنهُم مُقتصد ومنهُم سابق بالخيرات بإذن اللّه } فالمسلم الذي لم يقم بواجب الايمان هو الظالم لنفسه و المقتصد هو المؤمن المطلق الذي عبدالله كأنه يراه ) [كتاب الايمان : 342].
عن أبي الدرداء رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( قال الله تعالى : { ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا. . . الاية } فأما الذين سبقوا فأولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب واما الذين اقتصدوا فيحاسبون حسابا يسيرا وأما الذين ظلموا أنفسهم فأولئك يحبسون في طول المحشر ثم هم الذين تلافاهم الله برحمته فهم الذين يقولون { الحمد لله الذي أذهب عنّا الحزن إن ربنا لغفور شكور } )) [رواه أحمد ، سورة فاطر /34 ، مصدر ابن كثير].
قال ابن عباس في تفسير هذه الآية : ( السابق بالخيرات يدخل الجنة بغير حساب و المقتصد يدخل الجنة برحمة الله و الظالم لنفسه وأصحاب الاعراف يدخلون الجنة بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم ) .
فائدة : والصغائر تدخل في المرتبه الثالثة بشرط عدم الإصرار عليها - لاصغيره مع الاصرار و لاكبيرة مع الاستغفار -
قال ابن تيمية رحمه الله : ( و الرسول لم ينفه - يعني الايمان الواجب - إلا عن صاحب الكبيرة والإ قالوا ؛ من الذي يعمل الصغيرة هي مكفرة عنه بفعله للحسنات و اجتنابه الكبائر لكنه ناقص الايمان عن من اجتنب الصغائر فمن أتى بالايمان الواجب خلطه سيئات كفرت عنه بغيرها ونقص بذلك درجه عمن لم يأت بذلك ) [الايمان :337].
و قال ابن تيمية رحمه الله -عن الايمان - : ( هو مُركب من اصل لايتم بدونه ومن واجب ينقص بفواته نقصا يستحق صاحبه العقوبة ومن مستحب يفوت بفواته علو الدرجة ) [مجموع الفتاوى /7 637].
ماالفرق بين الايمان الكامل و كامل الايمان ؟
الايمان الكامل : أي جمع الاعمال بمراتبه الثلاثة .
كامل الايمان : اي جزء من الايمان الذي يتم به مطلق الايمان .
[إعداد قسم الإفتاء والبحوث في جماعة أنصار الإسلام في كردستان]
رد: أهمية مسائل الإيمان
زيادة الإيمان و نقصانه والاستثناء فيه
الإيمان عند أهل السنة و الجماعة قول و عمل يزيد و ينقص , يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية و المؤمنون يتفاضلون فيه .
تفاصل اهل الإيمان :
قال تعالى : { وإذا تُليت عليهم آياتُهُ زادتهُم إيمانا وعلى ربّهم يتوكّلُون } [الانفال /2] ، و قوله تعالى : { هُو الّذي أنزل السّكينة في قُلُوب المُؤمنين ليزدادُوا إيمانا مع إيمانهم } [الفتح /4] ، و قوله تعالى : { الّذين قال لهُم النّاسُ إنّ النّاس قد جمعُوا لكُم فاخشوهُم فزادهُم إيمانا وقالُوا حسبُنا اللّهُ ونعم الوكيلُ * فانقلبُوا بنعمة } [آل عمران /174] ، و قوله تعالى :{ وإذا ما أُنزلت سُورة فمنهُم من يقُولُ أيُّكُم زادتهُ هذه إيمانا فأمّا الّذين آمنُوا فزادتهُم إيمانا وهُم يستبشرُون * وأمّا الّذين في قُلُوبهم مرض فزادتهُم رجسا إلى رجسهم وماتُوا وهُم كافرُون } [التوبة: 124،125] ، و قوله تعالى : { ويزداد الذين آمنوا ايمانا } [المدثر : 31].
وعن ابي سعيد الخدري رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان )) [رواه مسلم].
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة : (( فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه، فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من ايمان فأخرجوه ، فمن وجدتم في قلبه وزن ذرة من ايمان فاخرجوه )) [فتح الباري : 13/431 وكذا : 1/ 103].
أوجهه زيادة الإيمان و نقصانه :
إن زيادة الإيمان و نقصانه تكون تارة في اصل الإيمان حيث ان العلم و التصديق بعضه اقوى من بعض و تارة يكون باعمال القلوب كالمحبة و الخشية و الرجاء و نحوها و إن التصديق المستلزم لعمل القلب اكمل من التصديق الذي لا يستلزم عمله ، فالعلم الذي يعمل به صاحبه اكمل من العلم الذي لايعمل به . و تارة يكون زيادة الإيمان و نقصانه بالاعمال الظاهرة و الباطنة التى هي من الإيمان و الناس يتفاضلون فيها .
قال ابن تيمية رحمه الله : ( ولهذا كان اهل السنة و الحديث على أنه يتفاضل ) [فتح الباري : 1/1 ، كتاب الإيمان : 205 ، تعظيم قدر الصلاة للمروزي : 2809].
الإستثناء في الإيمان : و نعنى بالإستثناء في الإيمان هو تعليقه على مشيئة الله , كأن يقول الرجل " أنا مؤمن إن شاء الله ".
و الناس في هذا الأمر على ثلاثة أقوال :
1- منهم من يحرّمه : وهم المرجئة و الجهمية و نحوهم ممن يجعل الإيمان شيئا واحدا يعلمه الانسان من نفسه .
2- ومنهم من اوجبه وهم الاشعرية : وقالوا ان الإيمان هو ما ,مات عليه الانسان و الانسان انما يكون مؤمنأ وكافرا باعتبار الموافات .
وجعل بعضهم يستثنى في الكفر ايضا مثل ابو منصور الما تريدي ولكن الجماهير على خلاف ذلك و الاستثناء في الكفر بدعة .
3- و منهم من قال إنها سنة : و هم أهل السنة و الجماعة اهل الحديث و هو الصواب و لكن باعتبار آخر غير اعتبار الذين اوجبوه او حرموه :
قال ابن تيمية : ( و الاستثناء في الإيمان سنة عند أصحابنا [1] و اكثر اهل السنة ) .
و عن محمد بن الحسن بن هارون قال : " سألت ابا عبد الله عن الاستثناء في الإيمان ، فقال : ( نعم الاستثناء على غير معنى الشك مخافة و احتياط للعمل ) .
وقد استثنى إبن مسعود و غيره وهو مذهب الثورى .
قال تعالى : { لتدخُلُنّ المسجد الحرام إن شاء اللّهُ آمنين } [الفتح / 27] .
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إني لارجوا [2] ان اكون أتقاكم لله )) ، و قال أيضا في المّيت : (( و عليه نبعث إن شاء الله )) .
وقد بين أحمد أنه يستثنى مخافة و احتياطا للعمل فإنه يخاف ان لا يكون قد كمل المأمور به فيحتاط بالاستثناء و قال على غير الشك مما يعمل الانسان من نفسه و إلا فهو يشك في تكميل العمل الذي خاف أن لايكون كمله فيخاف من نقصه ولا يشك في أصله ) [كتاب الإيمان : 387].
قال ابن تيمية رحمه الله : ( فقد بين أحمد في كلامه انه يستثنى مع تيقنه بما هو الآن موجود فيه بقول - بلسانه - و قلبه لايشك في ذلك و يستثنى لكون العمل من الإيمان وهو لا يتيقن انه اكمله بل يشك في ذلك فنفي الشك و أثبت اليقين فيما يتيقنه عن نفسه ) [كتاب الإيمان / 388].
قال ابن تيمية رحمه الله : ( اما مذهب السلف أصحاب الحديث كإبن مسعود و أصحابه و الثوري و ابن عيينة و اكثر علماء الكونه و يحيى بن مسعودبن قطان فيما يرويه عن علماء اهل البصرة و أحمد بن حنبل و غيره من أئمة السنة فكانوا يستثنون في الإيمان و هذا متواتر عنهم ولكن ليس الاستثناء لاجل الموفات انما هو لان الإيمان يتضمن فعل الواجبات فلا يشهدون لانفسهم بذلك ) [كتاب الإيمان : 388].
[إعداد قسم الإفتاء والبحوث في جماعة أنصار الإسلام في كردستان]
[1] أصحابنا ؛ يعنى الحنابله .
[2] لأرجوا ؛ تاتي بمعنى المشيئة .
الإيمان عند أهل السنة و الجماعة قول و عمل يزيد و ينقص , يزيد بالطاعة و ينقص بالمعصية و المؤمنون يتفاضلون فيه .
تفاصل اهل الإيمان :
قال تعالى : { وإذا تُليت عليهم آياتُهُ زادتهُم إيمانا وعلى ربّهم يتوكّلُون } [الانفال /2] ، و قوله تعالى : { هُو الّذي أنزل السّكينة في قُلُوب المُؤمنين ليزدادُوا إيمانا مع إيمانهم } [الفتح /4] ، و قوله تعالى : { الّذين قال لهُم النّاسُ إنّ النّاس قد جمعُوا لكُم فاخشوهُم فزادهُم إيمانا وقالُوا حسبُنا اللّهُ ونعم الوكيلُ * فانقلبُوا بنعمة } [آل عمران /174] ، و قوله تعالى :{ وإذا ما أُنزلت سُورة فمنهُم من يقُولُ أيُّكُم زادتهُ هذه إيمانا فأمّا الّذين آمنُوا فزادتهُم إيمانا وهُم يستبشرُون * وأمّا الّذين في قُلُوبهم مرض فزادتهُم رجسا إلى رجسهم وماتُوا وهُم كافرُون } [التوبة: 124،125] ، و قوله تعالى : { ويزداد الذين آمنوا ايمانا } [المدثر : 31].
وعن ابي سعيد الخدري رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان )) [رواه مسلم].
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة : (( فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه، فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من ايمان فأخرجوه ، فمن وجدتم في قلبه وزن ذرة من ايمان فاخرجوه )) [فتح الباري : 13/431 وكذا : 1/ 103].
أوجهه زيادة الإيمان و نقصانه :
إن زيادة الإيمان و نقصانه تكون تارة في اصل الإيمان حيث ان العلم و التصديق بعضه اقوى من بعض و تارة يكون باعمال القلوب كالمحبة و الخشية و الرجاء و نحوها و إن التصديق المستلزم لعمل القلب اكمل من التصديق الذي لا يستلزم عمله ، فالعلم الذي يعمل به صاحبه اكمل من العلم الذي لايعمل به . و تارة يكون زيادة الإيمان و نقصانه بالاعمال الظاهرة و الباطنة التى هي من الإيمان و الناس يتفاضلون فيها .
قال ابن تيمية رحمه الله : ( ولهذا كان اهل السنة و الحديث على أنه يتفاضل ) [فتح الباري : 1/1 ، كتاب الإيمان : 205 ، تعظيم قدر الصلاة للمروزي : 2809].
الإستثناء في الإيمان : و نعنى بالإستثناء في الإيمان هو تعليقه على مشيئة الله , كأن يقول الرجل " أنا مؤمن إن شاء الله ".
و الناس في هذا الأمر على ثلاثة أقوال :
1- منهم من يحرّمه : وهم المرجئة و الجهمية و نحوهم ممن يجعل الإيمان شيئا واحدا يعلمه الانسان من نفسه .
2- ومنهم من اوجبه وهم الاشعرية : وقالوا ان الإيمان هو ما ,مات عليه الانسان و الانسان انما يكون مؤمنأ وكافرا باعتبار الموافات .
وجعل بعضهم يستثنى في الكفر ايضا مثل ابو منصور الما تريدي ولكن الجماهير على خلاف ذلك و الاستثناء في الكفر بدعة .
3- و منهم من قال إنها سنة : و هم أهل السنة و الجماعة اهل الحديث و هو الصواب و لكن باعتبار آخر غير اعتبار الذين اوجبوه او حرموه :
قال ابن تيمية : ( و الاستثناء في الإيمان سنة عند أصحابنا [1] و اكثر اهل السنة ) .
و عن محمد بن الحسن بن هارون قال : " سألت ابا عبد الله عن الاستثناء في الإيمان ، فقال : ( نعم الاستثناء على غير معنى الشك مخافة و احتياط للعمل ) .
وقد استثنى إبن مسعود و غيره وهو مذهب الثورى .
قال تعالى : { لتدخُلُنّ المسجد الحرام إن شاء اللّهُ آمنين } [الفتح / 27] .
و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إني لارجوا [2] ان اكون أتقاكم لله )) ، و قال أيضا في المّيت : (( و عليه نبعث إن شاء الله )) .
وقد بين أحمد أنه يستثنى مخافة و احتياطا للعمل فإنه يخاف ان لا يكون قد كمل المأمور به فيحتاط بالاستثناء و قال على غير الشك مما يعمل الانسان من نفسه و إلا فهو يشك في تكميل العمل الذي خاف أن لايكون كمله فيخاف من نقصه ولا يشك في أصله ) [كتاب الإيمان : 387].
قال ابن تيمية رحمه الله : ( فقد بين أحمد في كلامه انه يستثنى مع تيقنه بما هو الآن موجود فيه بقول - بلسانه - و قلبه لايشك في ذلك و يستثنى لكون العمل من الإيمان وهو لا يتيقن انه اكمله بل يشك في ذلك فنفي الشك و أثبت اليقين فيما يتيقنه عن نفسه ) [كتاب الإيمان / 388].
قال ابن تيمية رحمه الله : ( اما مذهب السلف أصحاب الحديث كإبن مسعود و أصحابه و الثوري و ابن عيينة و اكثر علماء الكونه و يحيى بن مسعودبن قطان فيما يرويه عن علماء اهل البصرة و أحمد بن حنبل و غيره من أئمة السنة فكانوا يستثنون في الإيمان و هذا متواتر عنهم ولكن ليس الاستثناء لاجل الموفات انما هو لان الإيمان يتضمن فعل الواجبات فلا يشهدون لانفسهم بذلك ) [كتاب الإيمان : 388].
[إعداد قسم الإفتاء والبحوث في جماعة أنصار الإسلام في كردستان]
[1] أصحابنا ؛ يعنى الحنابله .
[2] لأرجوا ؛ تاتي بمعنى المشيئة .
رد: أهمية مسائل الإيمان
التلازم بين الظاهر و الباطن
قد ثبت من أدلة القرآن و السنة ان مايظهر على البدن و الجوارح من اعمال و أقوال لابد ان يكون له تعلق بما في القلب من احوال إن خيرا فخير وان شرا فشر و التلازم بين الظاهر و الباطن قد اثبته اهل السنة و الجماعة و خالفهم فيه فرق المرجئة و سبب هذا الخلاف راجع الى الخلاف في تعريف الإيمان .
والاصل فيه قوله صلى الله عليه وسلم ، عن عامر الشعبي قال : سمعت النعمان بن بشير يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( الحلال بين و الحرام بين و بينهما مشتبهات لايعلمها كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه و عرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كراع يرع حول الحمى يوشك ان يرتع منه ألا وإن لكل ملك حمى الا ان حمى الله محارمه ألا و ان في الجسد مضغه اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله إلا وهي القلب )) [رواه البخاري :53].
هذة القاعدة متفق عليها عن السلف و ليس عن المتبدعة .
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( الاسلام علانية و الإيمان في القلب )) [رواه أحمد في المسند عن أنس رضى الله عنه : 3/ 134].
و قال سفيان ابن عيينه : ( كان العلماء فيما مضى يكتب بعضهم الى بعض بهؤلاء الكلمات ؛ " من أصلح سريرته اصلح الله علانيته و من صلح مابينه و بين الله أصلح الله ما بينه و بين الناس و من عمل لأخرته كفاه الله آخرته و دنياه " ) [رواه ابن ابي دنيا].
فان كان قلب عامرا بالإيمان انعكس على الجوارح ، و لما جاء في حديث العابث في صلاته : (( ولو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه )) .
قال ابن تيمية : ( واذا قام بالقلب التصديق به و المحبة له لزم ضرورة ان يتحرك البدن بموجب ذلك من الاقوال الظاهرة و الاعمال الظاهرة فما يظهر على البدن من الاقوال و الاعمال هو بموجب مافي القلب ولازمه و دليله و معلومه كما ان ما يقوم البدن من الاقوال و الاعمال له تأثير في القلب فكل منهما يؤثر على الأخر لكن القلب هو الاصل و البدن فرع له و الفرع يستق من اصله و الاصل يثبت و يقوى بفرعه ) [مجموع الفتاوى : 7/541].
وقال ابن رجب : ( و حركات الجسد نابعة لحركة القلب و إرادته فإن كان حركته و إرادته لله وحده فقد صلح وصلحت حركات الجسد كله و إن كانت حركة القلب و إرادته لغير الله فسد و فسدت حركات الجسد بحسب فساد حركة القلب. . . و معنى هذا ان كل حركات القلب و الجوارح اذا كانت لله فقد كمل ايمان العبد بذلك ظاهرا و باطنا و يلزم من حركات القلب صلاح حركات الجوارح ) [جامع العلوم و الحكم : 65].
و هذة القاعده كما يقول الشاطبي : ( كلية التشريع و عمدة التكليف بالنسبة الى اقامة حدود الشعائر الاسلامية الخاصة و العامة ) [الموافقات للشاطبي : 1 / 233].
وقال ايضا : ( ومن هنا جعلت الاعمال الظاهرة دليلا على مافى الباطن فإن كان الظاهر منحرفا حكم على الباطن بذلك او مستقيما حكم على الباطن بذلك ايضا و هو اصل عام في الفقه و سائر الاحكام العاديات و التجربييات بل الاتفاق إليها من هذا الوجه نافع في جملة التشريع و كفى بذلك عمدة انه الحاكم بايمان المؤمن و كفر الكافر و طاعة المطيع و عصيان العاصي و عدالة العدل و جرح المجرح ) [الموافقات : 1/233].
قال ابن حجر : ( خص القلب لأنه امير البدن و بصلاح الامير تصلح الرعية و بفساده تفسد ) [فتح الباري : 1/ 128].
فائدة : يستثنى من هذه القاعدة من أتى بناقص من نواقص الاسلام القولية او العملية وكان يتوفر عنده أحد الموانع و مع وجود المانع حكم له بالسلام . [b]
قد ثبت من أدلة القرآن و السنة ان مايظهر على البدن و الجوارح من اعمال و أقوال لابد ان يكون له تعلق بما في القلب من احوال إن خيرا فخير وان شرا فشر و التلازم بين الظاهر و الباطن قد اثبته اهل السنة و الجماعة و خالفهم فيه فرق المرجئة و سبب هذا الخلاف راجع الى الخلاف في تعريف الإيمان .
والاصل فيه قوله صلى الله عليه وسلم ، عن عامر الشعبي قال : سمعت النعمان بن بشير يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( الحلال بين و الحرام بين و بينهما مشتبهات لايعلمها كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه و عرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كراع يرع حول الحمى يوشك ان يرتع منه ألا وإن لكل ملك حمى الا ان حمى الله محارمه ألا و ان في الجسد مضغه اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله إلا وهي القلب )) [رواه البخاري :53].
هذة القاعدة متفق عليها عن السلف و ليس عن المتبدعة .
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( الاسلام علانية و الإيمان في القلب )) [رواه أحمد في المسند عن أنس رضى الله عنه : 3/ 134].
و قال سفيان ابن عيينه : ( كان العلماء فيما مضى يكتب بعضهم الى بعض بهؤلاء الكلمات ؛ " من أصلح سريرته اصلح الله علانيته و من صلح مابينه و بين الله أصلح الله ما بينه و بين الناس و من عمل لأخرته كفاه الله آخرته و دنياه " ) [رواه ابن ابي دنيا].
فان كان قلب عامرا بالإيمان انعكس على الجوارح ، و لما جاء في حديث العابث في صلاته : (( ولو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه )) .
قال ابن تيمية : ( واذا قام بالقلب التصديق به و المحبة له لزم ضرورة ان يتحرك البدن بموجب ذلك من الاقوال الظاهرة و الاعمال الظاهرة فما يظهر على البدن من الاقوال و الاعمال هو بموجب مافي القلب ولازمه و دليله و معلومه كما ان ما يقوم البدن من الاقوال و الاعمال له تأثير في القلب فكل منهما يؤثر على الأخر لكن القلب هو الاصل و البدن فرع له و الفرع يستق من اصله و الاصل يثبت و يقوى بفرعه ) [مجموع الفتاوى : 7/541].
وقال ابن رجب : ( و حركات الجسد نابعة لحركة القلب و إرادته فإن كان حركته و إرادته لله وحده فقد صلح وصلحت حركات الجسد كله و إن كانت حركة القلب و إرادته لغير الله فسد و فسدت حركات الجسد بحسب فساد حركة القلب. . . و معنى هذا ان كل حركات القلب و الجوارح اذا كانت لله فقد كمل ايمان العبد بذلك ظاهرا و باطنا و يلزم من حركات القلب صلاح حركات الجوارح ) [جامع العلوم و الحكم : 65].
و هذة القاعده كما يقول الشاطبي : ( كلية التشريع و عمدة التكليف بالنسبة الى اقامة حدود الشعائر الاسلامية الخاصة و العامة ) [الموافقات للشاطبي : 1 / 233].
وقال ايضا : ( ومن هنا جعلت الاعمال الظاهرة دليلا على مافى الباطن فإن كان الظاهر منحرفا حكم على الباطن بذلك او مستقيما حكم على الباطن بذلك ايضا و هو اصل عام في الفقه و سائر الاحكام العاديات و التجربييات بل الاتفاق إليها من هذا الوجه نافع في جملة التشريع و كفى بذلك عمدة انه الحاكم بايمان المؤمن و كفر الكافر و طاعة المطيع و عصيان العاصي و عدالة العدل و جرح المجرح ) [الموافقات : 1/233].
قال ابن حجر : ( خص القلب لأنه امير البدن و بصلاح الامير تصلح الرعية و بفساده تفسد ) [فتح الباري : 1/ 128].
فائدة : يستثنى من هذه القاعدة من أتى بناقص من نواقص الاسلام القولية او العملية وكان يتوفر عنده أحد الموانع و مع وجود المانع حكم له بالسلام . [b]
رد: أهمية مسائل الإيمان
الأحكام في الدنيا تبنى على الظاهر
إن الاحكام في الدنيا تجري على الظاهر و الله يتولّ ألسرائر لاننا لامعرفة لنا بالباطن و الله عز و جل تفرد بهذا الامر و انه تعبدنا بالاحكام الدنيوية حسب الأعمال و الاقوال الظاهرة فيحكم على الشخص بالاسلام بداية بمجرد الاقرار ولا يكتفي بهذا الاقرار بل يترك حتى دخول وقت العبادات و الفرائض و النواهي فيجب عليه الاتيان بالعبادات سواء فعلا او تركا فإن لم يفعل دلّ على بطلان إقراره فنثبت الاسلام الحكمي على الشخص حسب الظاهر اما الاسلام الحقيقي وهو اذا اتى الشخص بالاسلام الظاهري و الباطني و هو الرابح عند الله .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إني لم أُؤمر ان انقب عن قلوب الناس )) [رواه مسلم].
قال ابن ألقيم رحمه الله : ( و لم يرتب تلك الاحكام على مجرد مافي النفوس من غير دلالة فعل او قول ) [اعلام الموقعين : 3/117].
قال الطحاوي : ( ولا نشهد عليهم بكفر ولاشرك ولا نفاق مالم يظهر منهم شيء و نذر سرائرهم الى الله ) ، قال الشارح ابن ابي العز : ( لأننا قد أُمرنا بالحكم بالظاهر و نهينا عن الظن و اتباع ماليس لنا به علم ) [شرح العقيدة الطحاوية].
قال ابن تيمية رحمه الله : ( وألاعراب و غيرهم كانوا إذا اسلموا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم الزموا بالاعمال الظاهرة ، كالصلاه الزكاة و الصيام و الحج ) [مجموع الفتاوى : 7/ 258].
قال ابن رجب : ( من اقر بالشهادتين صار مسلما حكما فإذا دخل في الاسلام بذلك الزم ببقية خصال الاسلام ) [جامع العلوم و الحكم : 21].
قال ابن حجر : ( قال القرطبي ؛ ثم الصحابه حكموا باسلام من اسلم من جفاة العرب ممن كان يعبد الاوثان فقبلوا منهم الاقرار بالشهادتين و التزام احكام الاسلام من غير إلزام بتعلم الادلة ) [فتح الباري : 13 / 399].
و قال ابن حجر ايضا : ( وكلهم أجمعوا على ان احكام الدنيا تجري على الظاهر و الله يتولى السرائر ) [فتح الباري :12 / 273].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أُمرت ان أُقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و يقيموا الصلاة و يؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم و اموالهم الا بحق الاسلام و حسابهم على الله )) [متفق عليه].
وجه الاستدلال : طلب النبي صلى الله عليه وسلم الاعمال الظاهرة " اسلام حكمي " .
قال ابن تيمية رحمه الله في شرح هذا الحديث : ( معناها اني أُمرت ان أقبل منهم ظاهر الاسلام و أكلُ بواطنهم الى الله فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يقم الحدود بعلمه ولا بخبر الواحد ولا بمجرد الوحي ولا بالدلائل و الشواهد حتى يثبت موجب للحد ببينة او إقرار , الا ترى كيف اخبر عن المرأة الملاعنة انها جاءت بالولد على نعت كذا فهو للذي رميت به و جاءت على نعت المكروه فقال لولا الإيمان لكان لي ولها شأن وكان بالمدينة إمرأة تعلن الشر فقال " لو كنت راجما احدا من غير بينة لرجمتها " ، و قال للذين اختصموا اليه " إنكم تختصمون إليّ و لعل بعضكم الحن حجة من بعض فاقضي نحوما اسمع فمن قضيت له من حق اخيه شيئا فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار " و ايضا ترك قتل المنافقين مع كونهم كفارا لعدم ظهور الكفر منهم بحجة شرعيه ) [الصارم المسلول].
و عن أُسامة بنُ زيد رضى الله عنه قال : ( بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية و صّبحنا الحرمات من جهينه فأدركت رجلا فقال ؛ " لاإله الا الله " فطعنته ، فوقع في نفسي من ذلك ، فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أقال لا إله الا الله و قتلته ؟! " ، فقال : قتلته يارسول الله ، إنما قالها خوفا من السلاح ، قال : " أشققت عن قلبه حتى تعلم اقالها أم لا ؟! " ، فما زال يكررها عليّ حتى تمنيت انى أسلمت يومئذ ) [رواه مسلم].
قال النووي في شرحه : ( قوله صلى الله عليه وسلم " أشققت عن قلبه " فيه دليل على القاعدة المعروفة في الفقه و الأصول ان الاحكام يعمل فيها بالظواهر و الله يتولى السرائر ) [شرح مسلم للنووي : 2/107].
و قال ابن تيمية رحمه الله : ( و لا خلاف بين المسلمين ان الحربي اذا أسلم عند رؤية السيف و هو مطلق او مقيد يصح اسلامه و تقبل توبته من الكفر و ان كانت دلالة الحال تقتضي ان باطنه خلاف ظاهره ) [ الصارم المسلول : 329].
وعن مقداد بن الاسود رضى الله عنه انه قال : ( يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أرايت ان لقيت رجلا من الكفار فقاتلني فضرب إحدى يدىّ بالسيف فقطعها ثم لاذ عنى بشجرة ، فقال " أسلمت لله " أفاقتله ؟ ) ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لاتقتله فإنه بمنزلتك قبل ان تقتله و انك بمنزلته قبل ان يقول الكلمه التى قالها )) [متفق عليه].
قال النووي رحمه الله : ( " فإنه بمنزلتك .. الحديث " ، فأحسن ما قيل فيه و أظهره ما قاله الامام الشافعي و ابن قصار المالكي و غيرهما ان معناه فإنه معصوم ألدم محرم قتله بعد قوله " لا إله الا الله " كما كنت انت قبل ان تقتله ، و انك بعد قتله غير معصوم الدم و لامحرم ، كما كان هو قبل قوله " لاإله الا الله " ) [شرح مسلم للنووي 2/106].
عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه قال : قام رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناشز الجبهة كث اللحية محلوق الرأس مشمر الإزار فقال : ( يا رسول الله إتق الله ! ) ، فقال : (( ويلك او لست أحق اهل الارض ان يتق الله )) ، قال : ثم ولىّ الرجل ، فقال خالد بن الوليد : ( يارسول الله ألا اضرب عنقه ؟ ) ، فقال : (( لا لعله أن يكون يصلي )) ، قال خالد : ( وكم من مصل يقول بلسانه ماليس في قلبه ) ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اني لم أؤمر ان انقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم )) ، قال : ثم نظر إليه وهو مقف ، فقال : (( إنه يخرج من ضيءضىء هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميةّ لئن ادركتهم لأقتلنهم قتل ثمود )) [رواه مسلم].
وجه الدلالة : " لم أُؤمر أن أنقب عن قلوب الناس " ، إقرأ تفصيل هذه الحادثه في صحيح البخاري مجلد 1، باب استنابه المرتدين .
عن علي بن ابي طالب رضى الله عنه ، قال : ( خرج عبدان الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ، قبل الصلح فكتب اليه مواليهم ، فقالوا : يا محمد و الله ما خرجوا اليك رغبة في دينك و انما خرجوا هربا من الرّق ، فقال ناس : صدقوا يارسول الله ردهم إليهم ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و قال " ما أراكم تنتهون يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم من يضرب رقابكم على هذا " . . . و أبى أن يردهم ، و قال هم عتقاء الله عز و جل ) [صحيح سنن ابي داوود 2329].
و سأل ميمون ابن سياه أنس ابن مالك ، قال : ( يا ابا حمزة ما يحرم دم العبد و ماله ؟ ) ، فقال : ( من شهد أن لاإله الا الله و استقبل قبلتنا و صلى صلاتنا و أكل ذبيحتنا فهو المسلم له ما للمسلم و عليه ما على المسلم ) [البخارى : 323].
قال ابن حجر : ( و فيه ان امور الناس محمولة على الظاهر فمن أظهر شعائر الدين أُجريت عليه أحكام أهله مالم يظهر منه خلاف ذلك ) [فتح البارى : 1/ 497].
و يقول الله عز وجل : { ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا } .
سبب نزول هذه الآية : قال ابن عباس : ( كان رجل في غنيمة له فلحقه المسلمون ، فقال " السلام عليكم " ، فقتلوه ، و أخذوا غنيمته ، فأنزل الله في ذلك الى قوله { عرض الحياة الدنيا } ، تلك الغنيمة ) [فتح الباري : 8/258].
و عن ابن مسعود رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس بن عبدالمطلب حين انتهي به الى المدينة : (( يا عباس أفد نفسك و ابني اخيك عقيل ابن ابي طالب و نوفل بن الحارث و حليفك عتبة بن عمرو فإنك ذو مال )) ، فقال : ( يا رسول الله و اني كنت مسلما و لكن القوم استكرهوني ) ، فقال : (( الله اعلم باسلامك ان يكن ما كان حقا فالله يجزيك به فأما ظاهر امرك فقد كنت علينا فافد نفسك )) [رواه البخاري].
و عن عبد الله بن عتبه بن مسعود قال : سمعت عمر ابن الخطاب رضى الله عنه يقول : ( إنّ ناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم و إنّ الوحي قد انقطع و انما نأخذكم الان بما ظهر لنا من اعمالكم فمن اظهر لنا خيرا أمّناه و قربناه و ليس لنا من سريرته شيء ، الله يحاسبه في سريرته ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه و لم نصدقه و إن قال ان سريرته حسنة ) [رواه البخاري].
و القاعدة الاصولية : انه لايصح صلاح العمل مع فساد النيه ، لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل من المنافقين ظاهرهم الدال على اسلامهم مع علمه انهم كفار في الباطن .
و في سيرة خالد بن الوليد رضى الله عنه في مسيره الى اهل اليمامة لما ارتدوا قدّم مائتي فارس ، و قال من أصبتم من الناس فخذوهم ، فأخذوا مجاعة ابن مرارة في ثلاث و عشرين رجلا من قومه فلما وصل الى خالد قال له : ( يا خالد لقد علمت انني قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته فبايعته على الاسلام ، وانا اليوم على ما كنت عليه امس فإن يك كذّاباُ قد خرج فينا فإن الله يقول { ولا تزر وازرة و زر اخرى } ) ، فقال : ( يا مجاعة تركت اليوم ما كنت عليه امس و كان رضاك بامر هذا الكذاب و سكوتك عنه و أنت أعز اهل اليمامة و قد بلغك مسيري اقرارا و رضاء بما جاء به ، فهل لا أبيت عذرا و تكلمت فيمن تكلم ، فإن قلت اخاف قوم ، فهلا عمدت اليّ او بعثت الي رسولا ، فقد تكلم اليشكُريُّ و ثمامه بن اثال ) , قال : ( ان رأيت يا ابن المغيرة ان تعفوا عن كل هذا لله ) , فقال : ( قد عفوت عن دمك و لكن في نفسي حرج من تركك ) [مجموعه التوحيد : 239 ، راجع كتب حروب الردة].
كذلك فإن اهل السنة و الجماعة يرون الصلاة خلف مستور الحال من دون ان يسأل عن عقيدته و حقيقة باطنه .
قال ابن تيمية رحمه الله : ( و تجوز صلاة خلف كل مستور حال بإتفاق الأئمة الاربعة و سائر أئمة المسلمين فمن قال لاأصلي جمعة و لاجماعة الا خلف من اعرف عقيدته في الباطن فهذا مبتدع مخالف للصحابة و التابعين لهم باحسان و أئمة المسلمين الاربعة و غيرهم ) [مجموعه الفتاوي : 4/ 542].
إن الاحكام في الدنيا تجري على الظاهر و الله يتولّ ألسرائر لاننا لامعرفة لنا بالباطن و الله عز و جل تفرد بهذا الامر و انه تعبدنا بالاحكام الدنيوية حسب الأعمال و الاقوال الظاهرة فيحكم على الشخص بالاسلام بداية بمجرد الاقرار ولا يكتفي بهذا الاقرار بل يترك حتى دخول وقت العبادات و الفرائض و النواهي فيجب عليه الاتيان بالعبادات سواء فعلا او تركا فإن لم يفعل دلّ على بطلان إقراره فنثبت الاسلام الحكمي على الشخص حسب الظاهر اما الاسلام الحقيقي وهو اذا اتى الشخص بالاسلام الظاهري و الباطني و هو الرابح عند الله .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إني لم أُؤمر ان انقب عن قلوب الناس )) [رواه مسلم].
قال ابن ألقيم رحمه الله : ( و لم يرتب تلك الاحكام على مجرد مافي النفوس من غير دلالة فعل او قول ) [اعلام الموقعين : 3/117].
قال الطحاوي : ( ولا نشهد عليهم بكفر ولاشرك ولا نفاق مالم يظهر منهم شيء و نذر سرائرهم الى الله ) ، قال الشارح ابن ابي العز : ( لأننا قد أُمرنا بالحكم بالظاهر و نهينا عن الظن و اتباع ماليس لنا به علم ) [شرح العقيدة الطحاوية].
قال ابن تيمية رحمه الله : ( وألاعراب و غيرهم كانوا إذا اسلموا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم الزموا بالاعمال الظاهرة ، كالصلاه الزكاة و الصيام و الحج ) [مجموع الفتاوى : 7/ 258].
قال ابن رجب : ( من اقر بالشهادتين صار مسلما حكما فإذا دخل في الاسلام بذلك الزم ببقية خصال الاسلام ) [جامع العلوم و الحكم : 21].
قال ابن حجر : ( قال القرطبي ؛ ثم الصحابه حكموا باسلام من اسلم من جفاة العرب ممن كان يعبد الاوثان فقبلوا منهم الاقرار بالشهادتين و التزام احكام الاسلام من غير إلزام بتعلم الادلة ) [فتح الباري : 13 / 399].
و قال ابن حجر ايضا : ( وكلهم أجمعوا على ان احكام الدنيا تجري على الظاهر و الله يتولى السرائر ) [فتح الباري :12 / 273].
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أُمرت ان أُقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و يقيموا الصلاة و يؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم و اموالهم الا بحق الاسلام و حسابهم على الله )) [متفق عليه].
وجه الاستدلال : طلب النبي صلى الله عليه وسلم الاعمال الظاهرة " اسلام حكمي " .
قال ابن تيمية رحمه الله في شرح هذا الحديث : ( معناها اني أُمرت ان أقبل منهم ظاهر الاسلام و أكلُ بواطنهم الى الله فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يقم الحدود بعلمه ولا بخبر الواحد ولا بمجرد الوحي ولا بالدلائل و الشواهد حتى يثبت موجب للحد ببينة او إقرار , الا ترى كيف اخبر عن المرأة الملاعنة انها جاءت بالولد على نعت كذا فهو للذي رميت به و جاءت على نعت المكروه فقال لولا الإيمان لكان لي ولها شأن وكان بالمدينة إمرأة تعلن الشر فقال " لو كنت راجما احدا من غير بينة لرجمتها " ، و قال للذين اختصموا اليه " إنكم تختصمون إليّ و لعل بعضكم الحن حجة من بعض فاقضي نحوما اسمع فمن قضيت له من حق اخيه شيئا فلا يأخذه فإنما أقطع له قطعة من النار " و ايضا ترك قتل المنافقين مع كونهم كفارا لعدم ظهور الكفر منهم بحجة شرعيه ) [الصارم المسلول].
و عن أُسامة بنُ زيد رضى الله عنه قال : ( بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية و صّبحنا الحرمات من جهينه فأدركت رجلا فقال ؛ " لاإله الا الله " فطعنته ، فوقع في نفسي من ذلك ، فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أقال لا إله الا الله و قتلته ؟! " ، فقال : قتلته يارسول الله ، إنما قالها خوفا من السلاح ، قال : " أشققت عن قلبه حتى تعلم اقالها أم لا ؟! " ، فما زال يكررها عليّ حتى تمنيت انى أسلمت يومئذ ) [رواه مسلم].
قال النووي في شرحه : ( قوله صلى الله عليه وسلم " أشققت عن قلبه " فيه دليل على القاعدة المعروفة في الفقه و الأصول ان الاحكام يعمل فيها بالظواهر و الله يتولى السرائر ) [شرح مسلم للنووي : 2/107].
و قال ابن تيمية رحمه الله : ( و لا خلاف بين المسلمين ان الحربي اذا أسلم عند رؤية السيف و هو مطلق او مقيد يصح اسلامه و تقبل توبته من الكفر و ان كانت دلالة الحال تقتضي ان باطنه خلاف ظاهره ) [ الصارم المسلول : 329].
وعن مقداد بن الاسود رضى الله عنه انه قال : ( يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أرايت ان لقيت رجلا من الكفار فقاتلني فضرب إحدى يدىّ بالسيف فقطعها ثم لاذ عنى بشجرة ، فقال " أسلمت لله " أفاقتله ؟ ) ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لاتقتله فإنه بمنزلتك قبل ان تقتله و انك بمنزلته قبل ان يقول الكلمه التى قالها )) [متفق عليه].
قال النووي رحمه الله : ( " فإنه بمنزلتك .. الحديث " ، فأحسن ما قيل فيه و أظهره ما قاله الامام الشافعي و ابن قصار المالكي و غيرهما ان معناه فإنه معصوم ألدم محرم قتله بعد قوله " لا إله الا الله " كما كنت انت قبل ان تقتله ، و انك بعد قتله غير معصوم الدم و لامحرم ، كما كان هو قبل قوله " لاإله الا الله " ) [شرح مسلم للنووي 2/106].
عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه قال : قام رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناشز الجبهة كث اللحية محلوق الرأس مشمر الإزار فقال : ( يا رسول الله إتق الله ! ) ، فقال : (( ويلك او لست أحق اهل الارض ان يتق الله )) ، قال : ثم ولىّ الرجل ، فقال خالد بن الوليد : ( يارسول الله ألا اضرب عنقه ؟ ) ، فقال : (( لا لعله أن يكون يصلي )) ، قال خالد : ( وكم من مصل يقول بلسانه ماليس في قلبه ) ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اني لم أؤمر ان انقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم )) ، قال : ثم نظر إليه وهو مقف ، فقال : (( إنه يخرج من ضيءضىء هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميةّ لئن ادركتهم لأقتلنهم قتل ثمود )) [رواه مسلم].
وجه الدلالة : " لم أُؤمر أن أنقب عن قلوب الناس " ، إقرأ تفصيل هذه الحادثه في صحيح البخاري مجلد 1، باب استنابه المرتدين .
عن علي بن ابي طالب رضى الله عنه ، قال : ( خرج عبدان الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ، قبل الصلح فكتب اليه مواليهم ، فقالوا : يا محمد و الله ما خرجوا اليك رغبة في دينك و انما خرجوا هربا من الرّق ، فقال ناس : صدقوا يارسول الله ردهم إليهم ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و قال " ما أراكم تنتهون يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم من يضرب رقابكم على هذا " . . . و أبى أن يردهم ، و قال هم عتقاء الله عز و جل ) [صحيح سنن ابي داوود 2329].
و سأل ميمون ابن سياه أنس ابن مالك ، قال : ( يا ابا حمزة ما يحرم دم العبد و ماله ؟ ) ، فقال : ( من شهد أن لاإله الا الله و استقبل قبلتنا و صلى صلاتنا و أكل ذبيحتنا فهو المسلم له ما للمسلم و عليه ما على المسلم ) [البخارى : 323].
قال ابن حجر : ( و فيه ان امور الناس محمولة على الظاهر فمن أظهر شعائر الدين أُجريت عليه أحكام أهله مالم يظهر منه خلاف ذلك ) [فتح البارى : 1/ 497].
و يقول الله عز وجل : { ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا } .
سبب نزول هذه الآية : قال ابن عباس : ( كان رجل في غنيمة له فلحقه المسلمون ، فقال " السلام عليكم " ، فقتلوه ، و أخذوا غنيمته ، فأنزل الله في ذلك الى قوله { عرض الحياة الدنيا } ، تلك الغنيمة ) [فتح الباري : 8/258].
و عن ابن مسعود رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس بن عبدالمطلب حين انتهي به الى المدينة : (( يا عباس أفد نفسك و ابني اخيك عقيل ابن ابي طالب و نوفل بن الحارث و حليفك عتبة بن عمرو فإنك ذو مال )) ، فقال : ( يا رسول الله و اني كنت مسلما و لكن القوم استكرهوني ) ، فقال : (( الله اعلم باسلامك ان يكن ما كان حقا فالله يجزيك به فأما ظاهر امرك فقد كنت علينا فافد نفسك )) [رواه البخاري].
و عن عبد الله بن عتبه بن مسعود قال : سمعت عمر ابن الخطاب رضى الله عنه يقول : ( إنّ ناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم و إنّ الوحي قد انقطع و انما نأخذكم الان بما ظهر لنا من اعمالكم فمن اظهر لنا خيرا أمّناه و قربناه و ليس لنا من سريرته شيء ، الله يحاسبه في سريرته ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه و لم نصدقه و إن قال ان سريرته حسنة ) [رواه البخاري].
و القاعدة الاصولية : انه لايصح صلاح العمل مع فساد النيه ، لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل من المنافقين ظاهرهم الدال على اسلامهم مع علمه انهم كفار في الباطن .
و في سيرة خالد بن الوليد رضى الله عنه في مسيره الى اهل اليمامة لما ارتدوا قدّم مائتي فارس ، و قال من أصبتم من الناس فخذوهم ، فأخذوا مجاعة ابن مرارة في ثلاث و عشرين رجلا من قومه فلما وصل الى خالد قال له : ( يا خالد لقد علمت انني قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته فبايعته على الاسلام ، وانا اليوم على ما كنت عليه امس فإن يك كذّاباُ قد خرج فينا فإن الله يقول { ولا تزر وازرة و زر اخرى } ) ، فقال : ( يا مجاعة تركت اليوم ما كنت عليه امس و كان رضاك بامر هذا الكذاب و سكوتك عنه و أنت أعز اهل اليمامة و قد بلغك مسيري اقرارا و رضاء بما جاء به ، فهل لا أبيت عذرا و تكلمت فيمن تكلم ، فإن قلت اخاف قوم ، فهلا عمدت اليّ او بعثت الي رسولا ، فقد تكلم اليشكُريُّ و ثمامه بن اثال ) , قال : ( ان رأيت يا ابن المغيرة ان تعفوا عن كل هذا لله ) , فقال : ( قد عفوت عن دمك و لكن في نفسي حرج من تركك ) [مجموعه التوحيد : 239 ، راجع كتب حروب الردة].
كذلك فإن اهل السنة و الجماعة يرون الصلاة خلف مستور الحال من دون ان يسأل عن عقيدته و حقيقة باطنه .
قال ابن تيمية رحمه الله : ( و تجوز صلاة خلف كل مستور حال بإتفاق الأئمة الاربعة و سائر أئمة المسلمين فمن قال لاأصلي جمعة و لاجماعة الا خلف من اعرف عقيدته في الباطن فهذا مبتدع مخالف للصحابة و التابعين لهم باحسان و أئمة المسلمين الاربعة و غيرهم ) [مجموعه الفتاوي : 4/ 542].
رد: أهمية مسائل الإيمان
علامات الإسلام الحكمي الظاهري
وهي علامات اذا ظهرت من شخص حكم باسلامه و يجب ان تكون من خصائص الإسلام التي لا يشارك بها احد غير المسلمين فالصدقة و بر الوالدين و اغاثة الملهوف و غيرها كلها من شعب الإيمان و لكن لا يختص بفعلها المسلم بل يفعلها الكافر والمسلم .
ومن علامات الحكم بالاسلام :
1- النطق بالشهادتين : لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : (( امرت ان اقاتل الناس. . . الحديث )) [نيل الاوطار : 8 /12 ، المغني مع شرح الكبير :10/100، أُنظر نيل الأوطار :8 / 154].
2- قول الشخص إني مسلم : و قوله أسلمت لله , لحديث مقداد بن الاسود او حادثة قتل اسرى بدو جديمة - حادثة خالد بن الوليد - [نيل الاوطار : 8/9].
3- الصلاة منفردا او في جماعة : لحديث أنس رضى الله عنه : (( من صلي صلاتنا. . . الحديث )) [البخاري :393].
4- رفع الأذان : لانه متضمن للشهادتين [فتح الباري : 2/90] ، و يراجع سبب نزول الآية { إن جاءكم فاسق بنبأ }.
5- الحج : و فيه خلاف لأن المشركين كانوا يحجون و الصحيح أنه علامة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم منعهم عن ذلك عام تسعة هجري و أعلمهم بذلك (( لايحج بعد العام مشرك )) [الحديث رواه البخاري] ، و يراجع سبب نزول سورة التوبة الآية 3-4 .
6- شهادة رجل مسلم له : كشهادة النبي صلى الله عليه وسلم للنجاشى لما صلى عليه و شهادة ابن مسعود باسلام سهيل ابن حنياء [نيل الاوطار : 8/3].
7- التبعية للوالدين المسلمين أو أحدهما : وهذه تحكم بها باسلام الطفل قبل البلوغ .
أما القرائن التى لايحكم بها الا بعد التثبت ـ فهى :
1- تحية الاسلام : فمن ألقى السلام فهى قرينة على أسلامه وليست قاطعة أذ يقولها الكافر مجاملة وتقية [القرطبى فى تفسيره : 5 :339 ، أبن حجر :8 /209] ، أنظر سبب نزول أيتى: { ولا تقولو لمن ألقى أليكم ألسلام. . . الاية } .
2- الهدى الظاهر - السما - : كالثياب و اللحية والشعر والعمامة .
قال محمد بن حسن الشيباني : { وأذا دخلو المسلمين أو مسلمون مدينة من مدائن المشركين عنوة - قوة - فلا بأس ان يقتلوامن لقوا من رجالهم ألا ان يروا رجلا عليه سيماء المسلمين أو سيماء أهل الذمة للمسلمين فحينئذ يجب عليهم أن يثبتوا من أمره حتى يتبين لهم حاله } ، وأتى بدليل : { سيماهم فى وجوههم من أثر السجود } ، وهناك أمور أخرى يستدل بها على الاسلام الحكمي كتلاوة القرأن و ألأمر بالمعروف و النهى عن المنكر و الجهاد [السير الكبير :4 /1444].
وهي علامات اذا ظهرت من شخص حكم باسلامه و يجب ان تكون من خصائص الإسلام التي لا يشارك بها احد غير المسلمين فالصدقة و بر الوالدين و اغاثة الملهوف و غيرها كلها من شعب الإيمان و لكن لا يختص بفعلها المسلم بل يفعلها الكافر والمسلم .
ومن علامات الحكم بالاسلام :
1- النطق بالشهادتين : لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : (( امرت ان اقاتل الناس. . . الحديث )) [نيل الاوطار : 8 /12 ، المغني مع شرح الكبير :10/100، أُنظر نيل الأوطار :8 / 154].
2- قول الشخص إني مسلم : و قوله أسلمت لله , لحديث مقداد بن الاسود او حادثة قتل اسرى بدو جديمة - حادثة خالد بن الوليد - [نيل الاوطار : 8/9].
3- الصلاة منفردا او في جماعة : لحديث أنس رضى الله عنه : (( من صلي صلاتنا. . . الحديث )) [البخاري :393].
4- رفع الأذان : لانه متضمن للشهادتين [فتح الباري : 2/90] ، و يراجع سبب نزول الآية { إن جاءكم فاسق بنبأ }.
5- الحج : و فيه خلاف لأن المشركين كانوا يحجون و الصحيح أنه علامة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم منعهم عن ذلك عام تسعة هجري و أعلمهم بذلك (( لايحج بعد العام مشرك )) [الحديث رواه البخاري] ، و يراجع سبب نزول سورة التوبة الآية 3-4 .
6- شهادة رجل مسلم له : كشهادة النبي صلى الله عليه وسلم للنجاشى لما صلى عليه و شهادة ابن مسعود باسلام سهيل ابن حنياء [نيل الاوطار : 8/3].
7- التبعية للوالدين المسلمين أو أحدهما : وهذه تحكم بها باسلام الطفل قبل البلوغ .
أما القرائن التى لايحكم بها الا بعد التثبت ـ فهى :
1- تحية الاسلام : فمن ألقى السلام فهى قرينة على أسلامه وليست قاطعة أذ يقولها الكافر مجاملة وتقية [القرطبى فى تفسيره : 5 :339 ، أبن حجر :8 /209] ، أنظر سبب نزول أيتى: { ولا تقولو لمن ألقى أليكم ألسلام. . . الاية } .
2- الهدى الظاهر - السما - : كالثياب و اللحية والشعر والعمامة .
قال محمد بن حسن الشيباني : { وأذا دخلو المسلمين أو مسلمون مدينة من مدائن المشركين عنوة - قوة - فلا بأس ان يقتلوامن لقوا من رجالهم ألا ان يروا رجلا عليه سيماء المسلمين أو سيماء أهل الذمة للمسلمين فحينئذ يجب عليهم أن يثبتوا من أمره حتى يتبين لهم حاله } ، وأتى بدليل : { سيماهم فى وجوههم من أثر السجود } ، وهناك أمور أخرى يستدل بها على الاسلام الحكمي كتلاوة القرأن و ألأمر بالمعروف و النهى عن المنكر و الجهاد [السير الكبير :4 /1444].
رد: أهمية مسائل الإيمان
دلالة لفض الإسلام و الإيمان
أولهما : أختلف اهل السنة على قولين ؛ ان مسماهما واحد عند الأفراد ومختلف عند الأقتران .
والثانى : ان مسماهما واحد فى كلتا الحالتين - يعنى بمفردها وعند الأقتران -.
القول الأول ؛ وهو الأصح وهم اكثر أهل السنة ، وممن قال بذالك :أبن عباس والحسن البصرى ومحمد بن سيرين والزهرى وقتادة وداود و أحمد أبن حنبل و حماد بن يزيد و محمد بن عبد الرحمن أبن أبى ذئب و أبو جعفر الباقر و عبدالرحمن بن مهدى و الخطابى و اللألكائي و أبن صلاح و أبن تيمية وأبن رجب الحنبلى فى " جامع العلوم و الحكم " وأبن مندة فى " كتاب الإيمان " .
ودليلهم قوله تعالى : { قالت الأعراب أمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولو أسلمنا ولما يدخل الأيمان فى قلوبكم وأن تطيعوا الله و رسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا } ، أثبت الله لهم الأسلام ولم يثبت لهم الأيمان .
قال أبن كثر : ( استفيد من هذه الأية ان الأيمان أخص من الأسلام كما هو مذهب اهل السنة و الجماعة ) .
قال أبن تيمية : ( فكذالك الأعراب فى هذه الأية لم يأتوا بالأيمان الواجب فنفي عنهم ذالك وان كانوا مسلمين معهم من الأيمان ما يثابون عليه ) [كتاب الأيمان :23 ، شرح العقيدة الطحاوية 392] .
ويرادف لفض الإسلام المرتبة الاولى من الأيمان - نعني أصل الأيمان - فى حالة الأقتران .
وحديث جبريل - الحديث الثانى فى الأربعين النووية -
وقوله تعالى : { ومن يبتغ غير الأسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الأخرة من الخاسرين } ، فلن يقبل منه : يعني فلن يقبل منه المرتبة الاولى من الإيمان .
أما القول الثانى : وبه قال البخارى [الفتح :55] ، ومحمد بن نصر المروزى وابن عبد البر ، وقال : (وعلى القول بأن الأيمان هو الأسلام جمهور أصحابنا وغيرهم من الشافعيين و المالكيين ) [التمهيد :9 /280] ، ونقل أبو عوان الاسفرائينى فى صحيحه عن المزني صاحب الشافعى الجزم بانها عبارة عن معنى واحد [فتح البارى :1/115] ، وأصحاب أبو حنيفة [كتاب الإيمان : 353 لأبن منده] .
ودليلهم الآية من سورة الحجرات - الآية 14 - ولكن الأعراب عندهم المنافقين .
أولهما : أختلف اهل السنة على قولين ؛ ان مسماهما واحد عند الأفراد ومختلف عند الأقتران .
والثانى : ان مسماهما واحد فى كلتا الحالتين - يعنى بمفردها وعند الأقتران -.
القول الأول ؛ وهو الأصح وهم اكثر أهل السنة ، وممن قال بذالك :أبن عباس والحسن البصرى ومحمد بن سيرين والزهرى وقتادة وداود و أحمد أبن حنبل و حماد بن يزيد و محمد بن عبد الرحمن أبن أبى ذئب و أبو جعفر الباقر و عبدالرحمن بن مهدى و الخطابى و اللألكائي و أبن صلاح و أبن تيمية وأبن رجب الحنبلى فى " جامع العلوم و الحكم " وأبن مندة فى " كتاب الإيمان " .
ودليلهم قوله تعالى : { قالت الأعراب أمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولو أسلمنا ولما يدخل الأيمان فى قلوبكم وأن تطيعوا الله و رسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا } ، أثبت الله لهم الأسلام ولم يثبت لهم الأيمان .
قال أبن كثر : ( استفيد من هذه الأية ان الأيمان أخص من الأسلام كما هو مذهب اهل السنة و الجماعة ) .
قال أبن تيمية : ( فكذالك الأعراب فى هذه الأية لم يأتوا بالأيمان الواجب فنفي عنهم ذالك وان كانوا مسلمين معهم من الأيمان ما يثابون عليه ) [كتاب الأيمان :23 ، شرح العقيدة الطحاوية 392] .
ويرادف لفض الإسلام المرتبة الاولى من الأيمان - نعني أصل الأيمان - فى حالة الأقتران .
وحديث جبريل - الحديث الثانى فى الأربعين النووية -
وقوله تعالى : { ومن يبتغ غير الأسلام دينا فلن يقبل منه وهو فى الأخرة من الخاسرين } ، فلن يقبل منه : يعني فلن يقبل منه المرتبة الاولى من الإيمان .
أما القول الثانى : وبه قال البخارى [الفتح :55] ، ومحمد بن نصر المروزى وابن عبد البر ، وقال : (وعلى القول بأن الأيمان هو الأسلام جمهور أصحابنا وغيرهم من الشافعيين و المالكيين ) [التمهيد :9 /280] ، ونقل أبو عوان الاسفرائينى فى صحيحه عن المزني صاحب الشافعى الجزم بانها عبارة عن معنى واحد [فتح البارى :1/115] ، وأصحاب أبو حنيفة [كتاب الإيمان : 353 لأبن منده] .
ودليلهم الآية من سورة الحجرات - الآية 14 - ولكن الأعراب عندهم المنافقين .
رد: أهمية مسائل الإيمان
تعريف الكفر :
لغة : هو تغطية الشىء وستره وكل من ستر شيئا فقد كفره ومنه سمى الزراع كافرا لستره البذر بالتراب ، كفار : أسم فاعل وصيغة مبالغة لأنه مستمر فى عمله ، قال تعالى : { كمثل غيث أعجب الكفار نباته } ، أى أعجب الزراع نباته - على احد القولين فى تفسير هذه الأية - وسمى الكافر كافرا لأنه ستر نعم الله عز وجل .
قال الأزهرى : ( و نعمه أياته الدالة على توحيده ، والنعم التى سترها الكافر هى الايات التى أبانت - ظهرت - لذوى تمييز أن خالقها واحد لاشريك له وكذلك أرسال الرسل بالايات المعجزة والكتب المنزلة و البراهين الواضحة نعمة منه ظاهرة فمن لم يصدق بها وردها فقد كفر نعمة الله أى سترها وحجبها عن نفسه ) [لسان العرب لأبن منصور].
أصطلاحا : هو نقيض الإيمان وضده وهو الكفر بالله وبأنعمه وبما أن الأيمان قول وعمل وأعتقاد كذلك الكفر يكون باعتقاد وقول وعمل .
اسباب الكفر :
وهى الأمور التى أذا فعلها الأنسان حكم عليه بأنه كافر وفى أحكام الدنيا أثنان لا ثالث لهما :
1- قول .
2- فعل : ومنه الترك أو الأمتناع .
يعنى قول مكفر أو فعل مكفر .
أما على الحقيقة ، فهو ثلاثة :
1- قول مكفر .
2- فعل مكفر .
3- أعتقاد مكفر : ومنه الشك لأن الشك متردد وليس منعقد [1].
أنواع الكفر : والكفر نوعان من حيث أرتباطه بالعمل :
1- كفر أكبر .
2- كفر أصغر .
قال أبن الأثير : ( والكفر صنفان الكفر بأصل الأيمان وهو ضده والاخر بفرع من فروع الأسلام فلا يخرج به من أصل الأيمان ) [نهاية غريب الحديث والأثر :4 /186].
أولا: الكفر الأكبر :
تعريفه : وهو الكفر الصريح الذى يخرج صاحبه من الملة ولا يعصم ماله ودمه به فتجرى عليه أحكام الكفر أن كان كفره أصليا أو أحكام الردة أن كان كفره بعد الاسلام و فى الاخرة مخلد فى النار ولا تناله شفاعة الشافعين و الكفر الأكبر أو الكفر الاعتقادى أو الكفر البواح أو الكفر الحقيقى مخرج من الملة ومثال ذالك قوله تعالى : { أن الذين كفروا وماتو وهم كفار أولئك عليهم لعنة اللله والملائكة والناس أجمعين خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون } .
وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ( العهد الذى بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) [رواه أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي] ، وحديث عبادة بن صامت : ( ألا ان تروا كفرا بواحا. . . الحديث ).
أنواع الكفر الأكبر باعتبار البواعث - الدوافع - :
أولا : كفر التكذيب ؛ ويسمى كفر الأنكار ايضا وهو أن ينكر بقلبه و بلسانه الخالق أو الرسل أو الملائكة أو أى أمر معروف من الدين بالضرورة كالواجبات والمحرمات كالدهريين والشيوعيين ومن كان على شاكلتهم ، قال تعالى : { الذين كذبوا الكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون } ، وقال تعالى : { والذين كفروا وكذبوا باياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } .
ثانيا : كفر الجحود ؛ وهو معرفة الحق بالقلب وانكاره باللسان ، قال ابن كثير : ( وهو يعرف الله بقلبه ولا يقر بلسانه ) [النهاية] ، كاليهود وأمثالهم ممن يجد أمرا معلوما من الدين بالضرورة كالذين يبدلون الخطاب الشرعى ، قال تعالى : { وجحدوا بها وأستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا } ، وقال تعالى : { وما يجحد باياتنا الا كل ختار كفور } .
ثالثا : كفر العناد ؛ وهو من كان يعترف بقلبه ويعترف بلسانه ولا يدين به حسدا وبغيا مما جعله معاندا ، قال تعالى : { ألقيا فى جهنم كل كفار عنيد } ، قال تعالى : { كلا انه كان لاياتنا عنيدا } ، وكذا قصة وفات أبى طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم .
رابعا : كفر الأعراض ؛ وهو الذى يعرض عن الدين وعن تعلم ما يجب عليه تعلمه ، قال تعالى : { ومن أضلم ممن ذكر بأيات ربه وأعرض عنها ونسى ما قدمت يداه } ، وقال تعالى : { والذين كفروا عما أنذروا معرضون } .
خامسا : كفر ألأباء و الاستكبار ؛ وهو رديف كفر العناد ولكن صاحبه سبب عناده للحق هو الكبر و الأباء والترفع ككفر أبليس و أتباعه من الطواغيت الذين رأوا فى تسويتهم مع الفقرأءالمسلمين و ضعفائهم استخفافا لهم ولقدرهم ، قال تعالى : { فسجدوا ألا أبليس أبى وأستكبر وكان من الكافرين } ، وقوله تعالى : { قالوا أنؤمن لك و أتبعك الأرذلون } ، وقوله تعالى : { وأستكبر هو وجنوده فى الأرض بغير الحق } .
سادسا : كفر الشك والريب ؛ وهو من لم يطمئن قلبه بالإيمان ويخالطه وساوس النفوس وعدم تيقنه بما يعتقده ، قال تعالى : { وأذا قيل أن وعد الله حق والساعة لاريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة أن نظن الا ظنا وما نحن بمستيقنين } ، وقوله تعالى : { أنهم كانو فى شك مريب } .
سابعا : كفر النفاق ؛ هو الذى يظهر الأسلام ويبطن الكفر ويسمى نفاقا أعتقاديا ، قال تعالى : { أن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار } ، وقوله تعالى : { وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هى حسبهم ولعنهم الله } .
ثامنا : كفر الاستعلاء بجحد واجب أوستباحة المحرم ؛ هو الذى يستحل ما حرم الله ويحرم ما أحل الله وهذا امر مجمع عليه فى قوله تعالى : { أنما النسيء زيادة فى الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ماحرم الله فيحلوا ما حرم الله * زين لهم سوء أعمالهم والله لايهدى القوم الكافرين } .
قال النووى : ( وأن أرتد بجحود أو أستباحة محرم ثم صلح اسلامه حتى يرجع عن ما أعتقد ويعيد الشهادتين لأنه كذب بالله وكذب رسوله بما أعتقده فى خيره فلا يصح أسلامه حتى يأتى بالشهادتين ) [المجموع : شرح المهذب : 14 : 131].
ويشمل هذا الكفر الأعمال الداخلة فى المرتبة الثانية من مراتب الإيمان أما الاعمال فى المرتبة الأولى فهو يكفر بمجرد فعله أو تركه بغض النظر عن الجحود أو الأستباحة .
قال أبن تيمية : ( والأنسان متى حلل الحرام المجمع عليه أو حرم الحلال المجمع عليه كان كافرا باتفاق العلماء ) [مجموع الفتاوى :3 :267].
ويعبر عن الأستحلال بالنطق كما فى النسىء المذكور فى الأية فأن أبا ثمامة كان ينادى بها فى الحج . ويعبر عنه أيضا بالكتابة كما تنص الدساتير والقوانين الوضعية بتحليل الخمر والزنا ومنع الجهاد وتطبيق الشريعة وغيرها وله نفس الحكم القاعدة الفقهية " الكتاب كالخطاب " [المغنى والشرح الكبير :11 /326 ، شرح القواعدالفقهية للشيخ أحمد الزرقا :285].
وكذالك يعبر عنه بالعمل كالذى تزوج بأمرأة أبيه فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتله وتخميس ماله .
تاسعا : كفر الكره أو البغض ؛ كالذى يكره شيئا من شرع الله أو مما أنزله الله ويتمنى أنه لم يكن منهم أو يكره المسلمين لأسلامهم لقوله تعالى : { والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم * ذالك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم } ، وقوله تعالى : { أن الذين أرتوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم و املى لهم ذالك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم فى بعض الأمر والله يعلم أسرارهم } .
عاشرا : كفر الأستهزاء ؛ لقوله تعالى : { قل أبالله وأياته ورسوله كنتم تستهزؤن *لاتعتذروا قد كفرتم بعد أيمانكم } ، قال تعالى : { وقد نزل عليكم فى الكتاب أن أذا سمعتم أيات الله يكفر بها و يستهزء بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا فى حديث غيره أنكم أذا مثلهم أن الله جامع المنافقين والكافرين فى جهنم جميعا } .
الحادى عشر : كفر التولى عن الطاعة ؛ قال تعالى : { قل أطيعوا الله والرسول فأن تولوا فأن الله لا يحب الكافرين } ، وهو التولى عن طاعة الله والرسول فيما هو كفر وقد يحمل على التولى بواعث كالحسد والشك و الأعراض .
الثانى عشر : كفر الحسد ؛ وهو كاليهود لم يؤمنوا حسدا من عند أنفسهم كقوله تعالى : { أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله } .
الحسد : تمنى زوال النعمة .
الغبط : تمنى أن يكون له مثله .
وأنواع الكفر هذه والبواعث الباطنية الحاملة بصاحبها على الكفر الظاهر أى أسباب الكفر - قول وعمل - وهذه البواعث الباطنية هى أعمال قلبية يضاد كل منها عملا من أعمال القلب الداخلة فى أصل الإيمان [2] .
علم × جهل
تصديق × تكذيب
يقين ×شك
أنقياد × أعراض
محبه × كره
تعضيم و توقير × أستهزاء
وقد تجد سبب الكفر ويختلف نوعها - أى الباعث - مثلا كفار مكة و اليهود وهرقل فقد اتحد السبب فيهم وهو ترك الاقرار و أختلف النوع و فى كفار مكة الجحود و الاعراض واليهود حسدا و أستكبارا ، وهرقل التولى و أتباع الهوى .
قال ابن تيمية : ( أن كل من لم يقر بما جاء به الرسول فهو كافر سواء أعتقد كذبه أو أستكبر عن الإيمان به أو أعراض عنه أتباعا لما يهواه أو أرتاب فيما جاء به فكل مكذب لما جاء به فهو كافر وقد يكون كافرا من لا يكذبه أذا لم يؤمن به ) [الفتاوى :3 /315] .
قال أيضا : ( فأن الكفر عدم الأيمان بالله ورسله سواء كان معه تكذيب أو لم يكن معه تكذيب بل شك وريب أو أعراض عن هذا كله حسدا أو كبرا أو أتباعا لبعض الأهواء الصارفة عن أتباع الرسالة وأن كان الكافر المكذب أعظم كفرا كذالك الجاحد المكذب حسدا مع أستيقانه صدق الرسول , والسور المكية كلها خطاب مع هؤلاء ) [الفتاوى : 13 /335].
[1] والدليل على ذالك راجع موضوع القاعدة " أن الأحكام تجرى على الضاهر والله يتولى السرائر " - الدرس العاشر - .
[2] للمزيد من المعلومات راجع " معارج القبول " للحافظ الحكمى :2 /21 ، " مدارج السالكين " 366 .
لغة : هو تغطية الشىء وستره وكل من ستر شيئا فقد كفره ومنه سمى الزراع كافرا لستره البذر بالتراب ، كفار : أسم فاعل وصيغة مبالغة لأنه مستمر فى عمله ، قال تعالى : { كمثل غيث أعجب الكفار نباته } ، أى أعجب الزراع نباته - على احد القولين فى تفسير هذه الأية - وسمى الكافر كافرا لأنه ستر نعم الله عز وجل .
قال الأزهرى : ( و نعمه أياته الدالة على توحيده ، والنعم التى سترها الكافر هى الايات التى أبانت - ظهرت - لذوى تمييز أن خالقها واحد لاشريك له وكذلك أرسال الرسل بالايات المعجزة والكتب المنزلة و البراهين الواضحة نعمة منه ظاهرة فمن لم يصدق بها وردها فقد كفر نعمة الله أى سترها وحجبها عن نفسه ) [لسان العرب لأبن منصور].
أصطلاحا : هو نقيض الإيمان وضده وهو الكفر بالله وبأنعمه وبما أن الأيمان قول وعمل وأعتقاد كذلك الكفر يكون باعتقاد وقول وعمل .
اسباب الكفر :
وهى الأمور التى أذا فعلها الأنسان حكم عليه بأنه كافر وفى أحكام الدنيا أثنان لا ثالث لهما :
1- قول .
2- فعل : ومنه الترك أو الأمتناع .
يعنى قول مكفر أو فعل مكفر .
أما على الحقيقة ، فهو ثلاثة :
1- قول مكفر .
2- فعل مكفر .
3- أعتقاد مكفر : ومنه الشك لأن الشك متردد وليس منعقد [1].
أنواع الكفر : والكفر نوعان من حيث أرتباطه بالعمل :
1- كفر أكبر .
2- كفر أصغر .
قال أبن الأثير : ( والكفر صنفان الكفر بأصل الأيمان وهو ضده والاخر بفرع من فروع الأسلام فلا يخرج به من أصل الأيمان ) [نهاية غريب الحديث والأثر :4 /186].
أولا: الكفر الأكبر :
تعريفه : وهو الكفر الصريح الذى يخرج صاحبه من الملة ولا يعصم ماله ودمه به فتجرى عليه أحكام الكفر أن كان كفره أصليا أو أحكام الردة أن كان كفره بعد الاسلام و فى الاخرة مخلد فى النار ولا تناله شفاعة الشافعين و الكفر الأكبر أو الكفر الاعتقادى أو الكفر البواح أو الكفر الحقيقى مخرج من الملة ومثال ذالك قوله تعالى : { أن الذين كفروا وماتو وهم كفار أولئك عليهم لعنة اللله والملائكة والناس أجمعين خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون } .
وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : ( العهد الذى بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) [رواه أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي] ، وحديث عبادة بن صامت : ( ألا ان تروا كفرا بواحا. . . الحديث ).
أنواع الكفر الأكبر باعتبار البواعث - الدوافع - :
أولا : كفر التكذيب ؛ ويسمى كفر الأنكار ايضا وهو أن ينكر بقلبه و بلسانه الخالق أو الرسل أو الملائكة أو أى أمر معروف من الدين بالضرورة كالواجبات والمحرمات كالدهريين والشيوعيين ومن كان على شاكلتهم ، قال تعالى : { الذين كذبوا الكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون } ، وقال تعالى : { والذين كفروا وكذبوا باياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } .
ثانيا : كفر الجحود ؛ وهو معرفة الحق بالقلب وانكاره باللسان ، قال ابن كثير : ( وهو يعرف الله بقلبه ولا يقر بلسانه ) [النهاية] ، كاليهود وأمثالهم ممن يجد أمرا معلوما من الدين بالضرورة كالذين يبدلون الخطاب الشرعى ، قال تعالى : { وجحدوا بها وأستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا } ، وقال تعالى : { وما يجحد باياتنا الا كل ختار كفور } .
ثالثا : كفر العناد ؛ وهو من كان يعترف بقلبه ويعترف بلسانه ولا يدين به حسدا وبغيا مما جعله معاندا ، قال تعالى : { ألقيا فى جهنم كل كفار عنيد } ، قال تعالى : { كلا انه كان لاياتنا عنيدا } ، وكذا قصة وفات أبى طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم .
رابعا : كفر الأعراض ؛ وهو الذى يعرض عن الدين وعن تعلم ما يجب عليه تعلمه ، قال تعالى : { ومن أضلم ممن ذكر بأيات ربه وأعرض عنها ونسى ما قدمت يداه } ، وقال تعالى : { والذين كفروا عما أنذروا معرضون } .
خامسا : كفر ألأباء و الاستكبار ؛ وهو رديف كفر العناد ولكن صاحبه سبب عناده للحق هو الكبر و الأباء والترفع ككفر أبليس و أتباعه من الطواغيت الذين رأوا فى تسويتهم مع الفقرأءالمسلمين و ضعفائهم استخفافا لهم ولقدرهم ، قال تعالى : { فسجدوا ألا أبليس أبى وأستكبر وكان من الكافرين } ، وقوله تعالى : { قالوا أنؤمن لك و أتبعك الأرذلون } ، وقوله تعالى : { وأستكبر هو وجنوده فى الأرض بغير الحق } .
سادسا : كفر الشك والريب ؛ وهو من لم يطمئن قلبه بالإيمان ويخالطه وساوس النفوس وعدم تيقنه بما يعتقده ، قال تعالى : { وأذا قيل أن وعد الله حق والساعة لاريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة أن نظن الا ظنا وما نحن بمستيقنين } ، وقوله تعالى : { أنهم كانو فى شك مريب } .
سابعا : كفر النفاق ؛ هو الذى يظهر الأسلام ويبطن الكفر ويسمى نفاقا أعتقاديا ، قال تعالى : { أن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار } ، وقوله تعالى : { وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هى حسبهم ولعنهم الله } .
ثامنا : كفر الاستعلاء بجحد واجب أوستباحة المحرم ؛ هو الذى يستحل ما حرم الله ويحرم ما أحل الله وهذا امر مجمع عليه فى قوله تعالى : { أنما النسيء زيادة فى الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ماحرم الله فيحلوا ما حرم الله * زين لهم سوء أعمالهم والله لايهدى القوم الكافرين } .
قال النووى : ( وأن أرتد بجحود أو أستباحة محرم ثم صلح اسلامه حتى يرجع عن ما أعتقد ويعيد الشهادتين لأنه كذب بالله وكذب رسوله بما أعتقده فى خيره فلا يصح أسلامه حتى يأتى بالشهادتين ) [المجموع : شرح المهذب : 14 : 131].
ويشمل هذا الكفر الأعمال الداخلة فى المرتبة الثانية من مراتب الإيمان أما الاعمال فى المرتبة الأولى فهو يكفر بمجرد فعله أو تركه بغض النظر عن الجحود أو الأستباحة .
قال أبن تيمية : ( والأنسان متى حلل الحرام المجمع عليه أو حرم الحلال المجمع عليه كان كافرا باتفاق العلماء ) [مجموع الفتاوى :3 :267].
ويعبر عن الأستحلال بالنطق كما فى النسىء المذكور فى الأية فأن أبا ثمامة كان ينادى بها فى الحج . ويعبر عنه أيضا بالكتابة كما تنص الدساتير والقوانين الوضعية بتحليل الخمر والزنا ومنع الجهاد وتطبيق الشريعة وغيرها وله نفس الحكم القاعدة الفقهية " الكتاب كالخطاب " [المغنى والشرح الكبير :11 /326 ، شرح القواعدالفقهية للشيخ أحمد الزرقا :285].
وكذالك يعبر عنه بالعمل كالذى تزوج بأمرأة أبيه فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتله وتخميس ماله .
تاسعا : كفر الكره أو البغض ؛ كالذى يكره شيئا من شرع الله أو مما أنزله الله ويتمنى أنه لم يكن منهم أو يكره المسلمين لأسلامهم لقوله تعالى : { والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم * ذالك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم } ، وقوله تعالى : { أن الذين أرتوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم و املى لهم ذالك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم فى بعض الأمر والله يعلم أسرارهم } .
عاشرا : كفر الأستهزاء ؛ لقوله تعالى : { قل أبالله وأياته ورسوله كنتم تستهزؤن *لاتعتذروا قد كفرتم بعد أيمانكم } ، قال تعالى : { وقد نزل عليكم فى الكتاب أن أذا سمعتم أيات الله يكفر بها و يستهزء بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا فى حديث غيره أنكم أذا مثلهم أن الله جامع المنافقين والكافرين فى جهنم جميعا } .
الحادى عشر : كفر التولى عن الطاعة ؛ قال تعالى : { قل أطيعوا الله والرسول فأن تولوا فأن الله لا يحب الكافرين } ، وهو التولى عن طاعة الله والرسول فيما هو كفر وقد يحمل على التولى بواعث كالحسد والشك و الأعراض .
الثانى عشر : كفر الحسد ؛ وهو كاليهود لم يؤمنوا حسدا من عند أنفسهم كقوله تعالى : { أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله } .
الحسد : تمنى زوال النعمة .
الغبط : تمنى أن يكون له مثله .
وأنواع الكفر هذه والبواعث الباطنية الحاملة بصاحبها على الكفر الظاهر أى أسباب الكفر - قول وعمل - وهذه البواعث الباطنية هى أعمال قلبية يضاد كل منها عملا من أعمال القلب الداخلة فى أصل الإيمان [2] .
علم × جهل
تصديق × تكذيب
يقين ×شك
أنقياد × أعراض
محبه × كره
تعضيم و توقير × أستهزاء
وقد تجد سبب الكفر ويختلف نوعها - أى الباعث - مثلا كفار مكة و اليهود وهرقل فقد اتحد السبب فيهم وهو ترك الاقرار و أختلف النوع و فى كفار مكة الجحود و الاعراض واليهود حسدا و أستكبارا ، وهرقل التولى و أتباع الهوى .
قال ابن تيمية : ( أن كل من لم يقر بما جاء به الرسول فهو كافر سواء أعتقد كذبه أو أستكبر عن الإيمان به أو أعراض عنه أتباعا لما يهواه أو أرتاب فيما جاء به فكل مكذب لما جاء به فهو كافر وقد يكون كافرا من لا يكذبه أذا لم يؤمن به ) [الفتاوى :3 /315] .
قال أيضا : ( فأن الكفر عدم الأيمان بالله ورسله سواء كان معه تكذيب أو لم يكن معه تكذيب بل شك وريب أو أعراض عن هذا كله حسدا أو كبرا أو أتباعا لبعض الأهواء الصارفة عن أتباع الرسالة وأن كان الكافر المكذب أعظم كفرا كذالك الجاحد المكذب حسدا مع أستيقانه صدق الرسول , والسور المكية كلها خطاب مع هؤلاء ) [الفتاوى : 13 /335].
[1] والدليل على ذالك راجع موضوع القاعدة " أن الأحكام تجرى على الضاهر والله يتولى السرائر " - الدرس العاشر - .
[2] للمزيد من المعلومات راجع " معارج القبول " للحافظ الحكمى :2 /21 ، " مدارج السالكين " 366 .
رد: أهمية مسائل الإيمان
الكفر الأصغر
وهو يسمى أيضا كفر دون كفر أو كفر النعمة ويطلق عليه أحيانا الكفر العملى المجازى ولا يفضى هذا الكفر بصاحبه الى الكفر الأكبر مالم يستحل وهو فى الأخرة فى المشيئة أن مات بلا توبة .
ومرتكب الكفر الاصغر يسمى فاسقا أو مؤمن بأيمانه فاسق بكبيرة أو مؤمن ناقص الإيمان .
ودليل ذالك ما رواه البخارى [باب كفران العشيرة] عن أبن عباس رضى الله عنه ، قال : قال النبى صلى الله عليه وسلم : ( أريت النار فأذا أكثر أهلها النساء يكفرن ) ، قيل : يكفرن بالله ؟! ، قال: ( يكفرن العشير ويكفرن الأحسان ولو احسنت الى أحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا ، قالت ؛ ما رايت فيك خيرا قط ) .
وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم عدم قيام المرأة بحق زوجها - العشير - وعدم شكر أحسانه اليها وصفه بالكفر وقد دلت القرائن أن المراد به كفرا أصغر وهى لما عدل الرسول صلى الله عليه وسلم بجوابه عنهم و الصحابة حملوه على الكفر الأكبر بما عهده من أستعمال الشارع بلفظ الكفر .
وكذا أمرهن بالصدقة لتكفير المعاصى وهذا لا ينتفع الا للمؤمن .
قال أبن حجر نقلا عن القاضى - أبوبكر أبن العربى - ( فأذا كفرت المرأة حق زوجها كان ذالك دليلا على تهاونها بحق الله فلذالك يطلق عليها الكفر ولكنه كفر لايخرج من الملة ) [فتح الباري] ، وقال أيضا : ( مراد المصنف أن يبين أن الطاعات كما تسمى أيمانا كذالك المعاصى تسمى كفرا لكن حيث يطلق عليها الكفر لايراد الكفر المخرج من الملة ) [فتح الباري] .
وقال النبى صلى الله عليه وسلم : ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ) [مسلم] ، وقول النبى صلى الله عليه وسلم : ( لاترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ) .
قال أبن تيمية : ( قد سماهم النبى صلى الله عليه وسلم بقتال أخاه كافرا ) .
وقد دلت النصوص على أن قاتل العمد لا يكفر ، لقوله تعالى : { ياأيها ألذين أمنو كتب عليكم القصاص فى القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفى له من أخيه شىء فأتباع بالمعروف وأداء أليه بأحسان } ، فأثبت الأخوة الأيمانية بين القاتل وولى المقتول .
كذالك قوله تعالى : { وأن طائفتان من المؤمنين أقتتلوا فأصلحوا بينهما } ، فسماهم مؤمنين مع الأقتتال وهذه قرينة تصرفه الى الكفر الأصغر .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( أثنان من الناس هم بهم كفر : الطعن فى النسب والنياحة على الميت ) [رواه مسلم] .
قال أبن القيم : ( وهاهنا أصل أخر وهو أنه لا يلزم من قيام شعبة من شعب الأيمان بالعبد أن يسمى مؤمنا وأن كان مما قام به أيمانا ولا من قيام شعبة من شعب الكفر أن يسمى كافرا وأن كان ما قام به كفرا ) ، الى أن قال : ( ولا يمنع ذالك أن تسمى شعبة الأيمان أيمانا و شعبة النفاق نفاقا و شعبة الكفر كفرا ، وقد يطلق على الفعل كفرا " من تركها فقد كفر " ، و " من حلف بغير الله فقد كفر " ، " من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر " ، من صدر منه خلة من خلال الكفر فلا يستحق أسم الكافر على الأطلاق ) [كتاب الصلاة 31].
من عقيدة أهل السنة و الجماعة أنهم لا يكفرون بالمعاصى:
قال الشيخ الحافظ الحكمى : ( ولا نكفر بالمعاصى مؤمنا الا مع أستحلاله لما جنا ) [معارج القبول] .
وقال الطحاوى : ( ولا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله ) .
القصود بالذنب هى الأعمال التى فى المرتبة الثانية .
ألفاض الكفر الواردة فى القرأن والسنه :
هناك فرق بين لفظ الكفر أذا جاء بصيغة النكرة مثل " كفر " ، " كافر " ، " كفار " ، " كافرون " ، وأذا جاء معرفا مثل " الكفر " ، " الكافر " ، " الكفار " ، " الكافرون " .
قال أبن تيمية : ( وفرق بين الكفر الملوم بــ " اللام " كما فى قوله صلى الله عليه وسلم [ ليس بين العبد وبين الكفر و الشرك الا ترك الصلاة ] وبين كفر منكر ) [أقتضاء الصراط المستقيم : 69] .
فأذا ورد لفض " الكفر " معرفا فى الكتاب و السنة فهو كفر اكبر لأن الألف واللام تدلان على أستغراق الأسم لكمال المعنى و هذا لا خلاف فيه بين أهل العلم واللغة .
قال أبن تيمية : ( تصدير الأسم بالألف وأللام المراد به حصول كمال المعنى له فأنك أذا قلت " زيد العالم الصالح " أفاد بذالك أثبات كمال ذالك له ، بخلاف قولك " زيد عالم صالح " ) [كتاب الصلاة : 19].
أما لفظ " الكفر " فى القرأن فكله كفر أكبر بألأستقراء .
أما فى السنه فأذا جاء معرفا فهو كفر أكبر ، كما فى الحديث : ( بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة ) [رواه مسلم].
فأن كان لفظ الكفر نكرة فأن الأصل فيه حمله على الكفر الاكبر حتى تقوم القرينة الصارفة له الى الكفر الاصغر و دليله حديث كفران العشير .
قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن محمد عبد الوهاب : ( ولفظط الظلم والمعصية و الفسوق و الفجور والموالات و المعاداة و الركون و الشرك و نحو ذالك من الألفاظ الواردة فى الكتاب والسنة قد يراد مسماها المطلق وحقيقتها المطلقة وقد يراد بها مطلق الحقيقة و الاول هو الاصل عند الأصوليين والثانى لا يحمل عليه الكلام الا بقرينة لفظية أو معنوية وأنما يعرف ذالك بالبيان النبوى و تفسير السنة قال تعالى { وما أرسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم } ) [الدرر السنية : 21].
قال الطحاوى رحمه الله : ( ولا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله ) .
فالمقصود هنا بالذنب هى الاعمال التى داخلة فى المرتبة الثانية .
رد: أهمية مسائل الإيمان
الظلم والشرك
الظلم :
لغة : هو مجاوزة الحد ووضع الشىء فى غير موضعه .
وينقسم الى قسمين :
الظلم الأكبر ، وهو رديف الكفر الأكبروعندما يطلق يراد به نفى مطلق الأيمان عن صاحبه .
وأظلم الظلم وهو الشرك و اعدل العدل هو التوحيد ، قال تعالى : { أن الشرك لظلم عظيم } ، وكذلك تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم للظلم فى قوله تعالى : { الذين أمنوا ولم يلبسو أيمانهم بظلم } .
قال أبن حجر : ( ووجه الدلالة منه أن الصحابه فهموا من قوله تعالى { الذين أمنوا ولم يلبسو أيمانهم بظلم } عموم أنواع المعاصى ولم ينكر عليهم النبى صلى الله عليه وسلم ذلك وأنما بين لهم أن ألمراد أعظم أنواع الظلم وهو الشرك فدل ذلك أن للظلم مراتب متفاوتة ] [الفتح البارى : 1 :87 ] .
قال أبن تيمية : ( قال محمد بن نصر " قالوا وقد صدق عطاء قد يسمى الكافر ظالما ويسمى العاصى من المسلين ظالما ، فظلم ينقل عن الملة وظلم لا ينقل عن الملة ) [تعظيم قدر الصلاة :1/ 223 ، كتاب الأيمان :289] .
أما الظلم الأصغر : فهو ظلم دون ظلم ، ولا ينفى عن صاحبه مطلق الأيمان ، ولا ينفى عنه صفة الإسلام ، وياتى هذا النوع فى ظلم العباد فيما بينهم وبين ربهم فى أمور المعاصى ، ويشمل الأعمال الداخلة فى المرتبة الثانية .
قال تعالى : { قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وأن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين } ، و قوله تعالى : { و الذين أذا فعلو فاحشة أو ظلمو ا انفسهم ذكروا الله } ، و قوله تعالى : { لقد ظلمك بسؤال نعجتك الى نعاجه } ، و قوله تعالى : { وأذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه } .
الشرك:
هو أثبات شريك لله تعالى فى ألوهيته وربوبيته ، فكل من أثبت شريكا لله تعالى فى ذلك أو أي شيء من خصوصياته تعالى فهو مشرك .
والشرك نوعان :
الشرك الأكبر : وهو رديف الكفر الأكبر ، ويترتب عليه ما يتترب على الكفر الأكبر ، من حيث أنه ؛
يحبط العمل كليا .
ويخرج صاحبه من الملة .
ويخلد فى نار جهنم أبدا .
ولا تنفعه شفاعة الشافعين .
قال تعالى : { أن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } ، و قوله تعالى : { أنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و مأواه النار } ، و قوله تعالى : { لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين } ، و قوله تعالى : { ولوا أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون } .
وعن ثوبان : قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( بين العبد وبن الكفر والأيمان الصلاة ، فأذا تركها فقد أشرك ) [رواه الطبرى بأسناد صحيح : الترغيب والترهيب : 565] .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( بين الرجل وبين الشرك و الكفر ترك الصلاة ) [رواه الترمذى وقال " حسن صحيح " ، والنسائى وبن ماجه والترمذى وأحمد وبن حبان والحاكم ، وصححه الذهبى] .
وعن بريدة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( العهد الذى بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) [رواه أحمد والنسائى وأبو داود و الترمذى ، حسن صحيح : الترغيب والترهيب : 564] .
وقد بين الشيخ محمد عبد الوهاب فى نواقض الإسلام العشرة ؛ أن أول ناقض هو الشرك بالله ، ويشمل الشرك بجميع أنواع العبادات المخصوصة لله تعالى ، فيشرك به غيره من صنم أو خشب أو غيره ، وأنواع العبادات تشمل الدعاء ، الذبح ،النذر ، التوكل، الخوف ، الرجاء ، الرهبة ، والأخلاص وغيرها .
وقد قسم الشيخ رحمه الله الشرك الى أربعة أنواع :
أولا : شرك الدعوة : قال تعالى : { فأذا ركبوا فى الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر أذا هم يشركون } .
ثانيا: شرك النيه و الأرادة و القصد : قال تعالى : { من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف اليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون } ، و قوله تعالى : { أولئك الذين ليس لهم فى الأخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون } .
رابعا : شرك المحبة : قال تعالى : { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين أمنوا أشد حبا لله } .
أما الشرك الأصغر : وهو شرك دون شرك ولا يخرج صاحبه من الملة وأن مات بلا توبة فأنه يكون تحت المشيئة .
ويعرف الشرك الأصغر بانه " كل شىء أطلق الشارع عليه أنه شرك ودلت النصوص على أنه ليس من الأكبر " [القول المفيد لأبن عثمين رحمه الله] .
قال صلى الله عليه وسلم : ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ) [رواه الترمذى حديث حسن] ، و قوله صلى الله عليه وسلم : ( كل يمين يحلف بها دون الله شرك ) [السلسلة الصحيحة 242] .
وعن محمود بن لبيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( أن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الاصغر ) ، قالوا : وما الشرك الأصغر يارسول الله ؟ قال : ( الرياء ، يقول الله عز وجل أذا جزا الناس بأعمالهم ؛ أذهبوا الى الذين كنتم تراؤون فى الدنيا فأنظروا هل تجدون عندهم جزاء ) [رواه أحمد والبيهقي] .
وعنه قال خرج النبى صلى الله عليه وسلم فقال: ( يا ايها الناس أياكم وشرك السرائر ) ، قالوا : يا رسول الله وما شرك السرائر ؟ ، قال : ( يقوم الرجل فيصلى فيزين صلاته جاهدا لما يرى من نظر الناس اليه ، فذلك شرك ألسرائر ) [رواه أبن خزيمة فى صحيحه : صحيح الترغيب : 28] .
وعن يعلى بن شداد قال : ( كنا نعد الرياء فى زمن النبى صلى الله عليه وسلم من الشرك الأصغر ) [صحيح الترغيب : 32 : رواه البيهقي] .
وضابط الشرك الأصغر عند العلماء ، فيه قولان :
الأول : كما فى التعريف السابق .
والثانى : هو ما كان وسيلة للأكبر وأن لم يطلق الشرع عليه أسم الشرك .
قال أبن القيم : ( وأما الشرك الأصغر ، كالرياء ، والتصنع للخلق ، والحلف بغير الله ، وقول الرجل للرجل ماشاء الله وشئت ، وهذا من الله ومنك ، وأنا بالله وبك ، وما لى إلا الله وأنت ، وأنا متوكل على الله وعليك ، ولولا الله وأنت لم يكن كذا وكذا ، وقد يكون هذا شرك أكبر بحسب حال قائله و قصده ) [فتح المجيد : 381] .
و قد زاد الأمام محمد بن عبد الوهاب نوعا أخر من الشرك الأصغر ، وهو الشرك الخفى ، وهو الشرك الذى يعمله الأنسان بدون أن يحس به بسبب كثرة الغفلة ، ودليله قوله صلى الله عليه وسلم ( الشرك فى هذه الامة أخفى من دبيب النملة السوداء على صفا سوداء فى ظلمة الليل ) .
وكفارته قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( اللهم أنى أعوذ بك أن أشرك بك شيئا وأنا أعلم وأستغفرك الذنب الذى لا أعلم ) . [أخرجه أحمد فى المسند : 1 :76 ، وصححه الألبانى فى صحيح الجامع : 625] .
الظلم :
لغة : هو مجاوزة الحد ووضع الشىء فى غير موضعه .
وينقسم الى قسمين :
الظلم الأكبر ، وهو رديف الكفر الأكبروعندما يطلق يراد به نفى مطلق الأيمان عن صاحبه .
وأظلم الظلم وهو الشرك و اعدل العدل هو التوحيد ، قال تعالى : { أن الشرك لظلم عظيم } ، وكذلك تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم للظلم فى قوله تعالى : { الذين أمنوا ولم يلبسو أيمانهم بظلم } .
قال أبن حجر : ( ووجه الدلالة منه أن الصحابه فهموا من قوله تعالى { الذين أمنوا ولم يلبسو أيمانهم بظلم } عموم أنواع المعاصى ولم ينكر عليهم النبى صلى الله عليه وسلم ذلك وأنما بين لهم أن ألمراد أعظم أنواع الظلم وهو الشرك فدل ذلك أن للظلم مراتب متفاوتة ] [الفتح البارى : 1 :87 ] .
قال أبن تيمية : ( قال محمد بن نصر " قالوا وقد صدق عطاء قد يسمى الكافر ظالما ويسمى العاصى من المسلين ظالما ، فظلم ينقل عن الملة وظلم لا ينقل عن الملة ) [تعظيم قدر الصلاة :1/ 223 ، كتاب الأيمان :289] .
أما الظلم الأصغر : فهو ظلم دون ظلم ، ولا ينفى عن صاحبه مطلق الأيمان ، ولا ينفى عنه صفة الإسلام ، وياتى هذا النوع فى ظلم العباد فيما بينهم وبين ربهم فى أمور المعاصى ، ويشمل الأعمال الداخلة فى المرتبة الثانية .
قال تعالى : { قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وأن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين } ، و قوله تعالى : { و الذين أذا فعلو فاحشة أو ظلمو ا انفسهم ذكروا الله } ، و قوله تعالى : { لقد ظلمك بسؤال نعجتك الى نعاجه } ، و قوله تعالى : { وأذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه } .
الشرك:
هو أثبات شريك لله تعالى فى ألوهيته وربوبيته ، فكل من أثبت شريكا لله تعالى فى ذلك أو أي شيء من خصوصياته تعالى فهو مشرك .
والشرك نوعان :
الشرك الأكبر : وهو رديف الكفر الأكبر ، ويترتب عليه ما يتترب على الكفر الأكبر ، من حيث أنه ؛
يحبط العمل كليا .
ويخرج صاحبه من الملة .
ويخلد فى نار جهنم أبدا .
ولا تنفعه شفاعة الشافعين .
قال تعالى : { أن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } ، و قوله تعالى : { أنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و مأواه النار } ، و قوله تعالى : { لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين } ، و قوله تعالى : { ولوا أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون } .
وعن ثوبان : قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( بين العبد وبن الكفر والأيمان الصلاة ، فأذا تركها فقد أشرك ) [رواه الطبرى بأسناد صحيح : الترغيب والترهيب : 565] .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( بين الرجل وبين الشرك و الكفر ترك الصلاة ) [رواه الترمذى وقال " حسن صحيح " ، والنسائى وبن ماجه والترمذى وأحمد وبن حبان والحاكم ، وصححه الذهبى] .
وعن بريدة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( العهد الذى بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) [رواه أحمد والنسائى وأبو داود و الترمذى ، حسن صحيح : الترغيب والترهيب : 564] .
وقد بين الشيخ محمد عبد الوهاب فى نواقض الإسلام العشرة ؛ أن أول ناقض هو الشرك بالله ، ويشمل الشرك بجميع أنواع العبادات المخصوصة لله تعالى ، فيشرك به غيره من صنم أو خشب أو غيره ، وأنواع العبادات تشمل الدعاء ، الذبح ،النذر ، التوكل، الخوف ، الرجاء ، الرهبة ، والأخلاص وغيرها .
وقد قسم الشيخ رحمه الله الشرك الى أربعة أنواع :
أولا : شرك الدعوة : قال تعالى : { فأذا ركبوا فى الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر أذا هم يشركون } .
ثانيا: شرك النيه و الأرادة و القصد : قال تعالى : { من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف اليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون } ، و قوله تعالى : { أولئك الذين ليس لهم فى الأخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون } .
رابعا : شرك المحبة : قال تعالى : { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين أمنوا أشد حبا لله } .
أما الشرك الأصغر : وهو شرك دون شرك ولا يخرج صاحبه من الملة وأن مات بلا توبة فأنه يكون تحت المشيئة .
ويعرف الشرك الأصغر بانه " كل شىء أطلق الشارع عليه أنه شرك ودلت النصوص على أنه ليس من الأكبر " [القول المفيد لأبن عثمين رحمه الله] .
قال صلى الله عليه وسلم : ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ) [رواه الترمذى حديث حسن] ، و قوله صلى الله عليه وسلم : ( كل يمين يحلف بها دون الله شرك ) [السلسلة الصحيحة 242] .
وعن محمود بن لبيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( أن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الاصغر ) ، قالوا : وما الشرك الأصغر يارسول الله ؟ قال : ( الرياء ، يقول الله عز وجل أذا جزا الناس بأعمالهم ؛ أذهبوا الى الذين كنتم تراؤون فى الدنيا فأنظروا هل تجدون عندهم جزاء ) [رواه أحمد والبيهقي] .
وعنه قال خرج النبى صلى الله عليه وسلم فقال: ( يا ايها الناس أياكم وشرك السرائر ) ، قالوا : يا رسول الله وما شرك السرائر ؟ ، قال : ( يقوم الرجل فيصلى فيزين صلاته جاهدا لما يرى من نظر الناس اليه ، فذلك شرك ألسرائر ) [رواه أبن خزيمة فى صحيحه : صحيح الترغيب : 28] .
وعن يعلى بن شداد قال : ( كنا نعد الرياء فى زمن النبى صلى الله عليه وسلم من الشرك الأصغر ) [صحيح الترغيب : 32 : رواه البيهقي] .
وضابط الشرك الأصغر عند العلماء ، فيه قولان :
الأول : كما فى التعريف السابق .
والثانى : هو ما كان وسيلة للأكبر وأن لم يطلق الشرع عليه أسم الشرك .
قال أبن القيم : ( وأما الشرك الأصغر ، كالرياء ، والتصنع للخلق ، والحلف بغير الله ، وقول الرجل للرجل ماشاء الله وشئت ، وهذا من الله ومنك ، وأنا بالله وبك ، وما لى إلا الله وأنت ، وأنا متوكل على الله وعليك ، ولولا الله وأنت لم يكن كذا وكذا ، وقد يكون هذا شرك أكبر بحسب حال قائله و قصده ) [فتح المجيد : 381] .
و قد زاد الأمام محمد بن عبد الوهاب نوعا أخر من الشرك الأصغر ، وهو الشرك الخفى ، وهو الشرك الذى يعمله الأنسان بدون أن يحس به بسبب كثرة الغفلة ، ودليله قوله صلى الله عليه وسلم ( الشرك فى هذه الامة أخفى من دبيب النملة السوداء على صفا سوداء فى ظلمة الليل ) .
وكفارته قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( اللهم أنى أعوذ بك أن أشرك بك شيئا وأنا أعلم وأستغفرك الذنب الذى لا أعلم ) . [أخرجه أحمد فى المسند : 1 :76 ، وصححه الألبانى فى صحيح الجامع : 625] .
رد: أهمية مسائل الإيمان
النفاق والزندقة
لنفاق :
لغة : ( مخالفة الظاهر للباطن ) [فتح البارى :1/81] ، قال أبن كثير : ( وهو الذى يستر كفره ويظهر أيمانه وهو مأخوذ من " النافقاء " أحد بابى حجره اليديوع أذا طلب واحد هرب الى ألأخر وخرج منه ، وقيل هو من النفق ) [النهاية فى قريب الحديث].
والنفاق - أصطلاحا - : هو أبطان الكفر و أظهار الإسلام .
والنفاق نوعان : أعتقادى و عملى .
أولا : النفاق الأعتقادى - الأكبر - :
وهو من الكفر الأكبر حيث ينفى الأيمان المطلق عن صاحبه ويخلد فى النار ، أما فى الدنيا فتجرى عليه أحكام الإسلام مالم يظهر كفرا ، فاسلامه فى الدنيا حكما أما على الحقيقة فهو كافر ونكل سريرته الى الله ، وأطلقنا عليه الأعتقادى لأن الأعتقاد لازم له .
قال تعالى : { أن المنافقين فى الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا } ، و قوله تعالى : { وعد الله المنافقين والمنافقات نار جهنم خالدين فيها هى حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم } ، و قوله تعالى : { أن الله جامع المنافقين والكافرين فى نار جهنم جميعا } .
و أذا أطلق النفاق فى القرأن فالمراد به الأعتقادى ألا أذا صرفته قرينة عن ذلك .
وقد قسم الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله النفاق الاعتادى الى ستة أنواع :
أولا : تكذيب الرسول .
ثانيا: تكذيب بعض ما جاء به الرسول .
ثالثا : بغض الرسول .
رابعا : بغض بعض ما جاء به الرسول .
خامسا : المسرة بأنخفاض دين الإسلام .
سادسا : الكراهية بانتصاردين الرسول .
ثانيا : النفاق العملى :
وهو دون النفاق الأعتقادى مرتبة وهو من الكفر الأصغر .
قال صلى الله عليه وسلم : ( من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من النفاق ) [ رواه مسلم ] ، قال صلى الله عليه وسلم : ( أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كان فيه خلة منهن كانت فيه خلة من النفاق حتى يدعها : اذا حدث كذب وأذا عاهد غدر وأذا وعد أخلف وأذا خاصم فجر ) [رواه مسلم ] .
قال النووى : ( قد أجمع العلماء على أن من كان مصدقا بقلبه ولسانه و فعل هذه الخصال لا يحكم عليه بكفر ولا هو منافق يخلد فى النار وقوله " منافقا خالصا " معناه شديد الشبه المنافقين بسبب هذه الخصال وقد نقل الأمام أبو عيسى الترمذى معناه عن العلماء مطلقا فقال أنما معنى هذا عند أهل العلم نفاق العمل وحكى الخطابى رحمه الله قولا أخر أن معناه التحذير للمسلم أن يعتاد هذه الخصال التى يخاف عليه أن تفضى به الى حقيقة النفاق ) [شرح صحيح المسلم] .
قال أبن حجر فى النفاق : ( فأن كان فى أعتقاد الأيمان فهو كفر وألا فهو نفاق العمل ويدخل فيه ترك الفعل وتتفاوت مراتبه ) [فتح الباري] .
قال أبن تيمية : ( والنفاق يطلق على النفاق الاكبر الذى هو أضمار الكفر وعلى النفاق الاصغر هو أختلاف السر والعلانية فى الواجبات وعلى هذا فالنفاق على أسم جنس تحته نوعان قد يراد به النفاق فى أصل الدين ، مثل قوله تعالى { أن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار } ، وقوله تعالى { وأذا جاءك المنافقون قالوا نشهد أنك لرسول الله *والله يعلم انك لرسوله والله يشهد أن المنافقين لكاذبون } والمنافق هو كافر وقد يراد به النفاق فى فروعه مثل قول النبى صلى الله عليه وسلم " أية المنافق ثلاث " ، وقوله : " أربع من كن فيه كان منافقا خالصا " ) [مجموع الفتاوي] .
الزنديق :
هو الذى نفاقه اعتقادى ولكنه يظر كفره ويدعو له ويعرف ذلك عنه وأذا اقيمت عليه الحجة واستتيب جحد ما ظهر منه من الكفر .
والزنديق - لغة - : أسم فارسى معرب أصل لفظه " زنده كرد " الذى يرى الحياة المادية ولا يؤمن بالروحانيات - الغيبيات - .
روى أبو أدريس قال : ( أوتى علي رضي الله عنه بناس من الزنادقه أرتدوا عن الإسلام فسألهم فجحدوا ، فقامت عليهم البينة العدول ، قال ؛ فقتلهم و لم يستتبهم ، قال ؛ وأوتيت برجل كان نصرانيا و أسلم ثم رجع عن الإسلام ، قال ؛ فسأله فأقره بما كان منه ، فأستتابه فتركه ، فقيل ؛ كيف تستتيب هذا ولم تستتب اولئك ؟! قال ؛ أن هذا أقر بما كان منه وأن اولئك لم يقروا وجحدوا حتى قامت عليهم البينة ، فلذلك لم أستتبهم ) ، وفى رواية قال : ( اتدرون لما أستتبت هذا النصرانى ؟ أستتبته لأنه أظهر دينه ، وأما الزنادقة الذين قامت عليهم البينة جحدوا فأنما قتلتهم لأنهم جحدوا وقامت عليهم البينة ) .
قال أبن تيمية : ( فهذا من أمير المؤمنين على رضي الله عنه بيان ان كل زنديق كتم زندقته و جحدها حتى قامت عليه البينة قتل ولم يستتب ، وأن النبى صلى الله عليه وسلم لم يقتل من جحد زندقته من المنافقين لعدم قيام البينة ) [الصارم المسلول : 360] .
وعن عكرمة قال : أوتى علي رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم ، فبلغ ذلك أبن عباس فقال : ( لو كنت أنا لم أحرقهم ، لنهي الرسول صلى الله عليه وسلم ، لا تعذب بعذاب الله ، ولقتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " من بدل دينه فأقتلوه " ) [البخارى : 6922] .
قال القاضى أبو يعلى و غيره : ( وأذا أعترف بزندقة ثم تاب قبلت توبته لانه بأعترافه يخرج عن حد زندقته لان الزنديق هو الذى يستبطن الكفر ولا يظهره فأذا أعترف به ثم تاب خرج عن حده فلذا قبلنا توبته ولهذا لم يقبل على رضي الله عنه توبة الزنادقة لما جحدوا ) .
وعن على رضي الله عنه فى قصة حاطب بن بلتعة : فقال عمر ؛ دعنى يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق ؟ ، قال النبى صلى الله عليه وسلم ؛ ( أنه قد شهد بدرا ، وما يدريك لعل الله أطلع على أهل بدر فقال أعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) ، فدل على أن ضرب عنق المنافق ومن غير أستتابته مشروع اذ لم ينكر النبى صلى الله عليه وسلم على عمر أستحلال ضرب عنق المنافق و لكن أجاب أن هذا ليس بمنافق و لكنه من أهل بدر المغفور لهم فأذا أظهر النفاق الذى لاريب أنه نفاق فهو مباح الدم [الصارم المسلول : 361] .
قال أبن القيم : ( ومما يدل على أن توبة الزنديق بعد القدرة لا تعصم دمه ، وقوله تعالى { قل هل تربصون بنا الا أحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بايدينا } ، قال المسلمين فى الأية { أو بايدينا } أى بالقنل أذا أظهرتم ما فى قلوبكم فهؤلاء كما قالوا لأن العذاب على ما يبطنونه من الكفر بايد المؤمنين لا يكون الا بالقتل فلوا قبلت توبتهم بعد ما ظهرت زندقتهم لم يكن المؤمنين أن يتربصوا بالزنادقة أن يصيبهم الله بايديهم لأنهم كما أرادوا أن يعذبوهم على ذلك أظهروا الأأسلام فلم يعابوا قط ) [أعلام الموقعين : 244] .
قال أبن ابن تيمية : ( ولهذا تنازع الفقهاء فى أستتابة الزنديق فقيل يستتاب وأستدل من قال ذلك بالمنافقين الذين كان النبى صلى الله عليه وسلم يقبل علانيتهم ويكل أمرهم الى الله فيقال له هذا كان فى أول الأمر وبعد هذا أنزل الله { ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا } ، والزنديق هو المنافق وأنما يقتله من يقتله أذا ظهر من أنه يكتم النفاق قالوا ولا نعلم توبة لان غاية ما عنده أنه يظهر ما كان يظهر وقد كان يظهر الإيمان وهو منافق ولوا قبلت توبة الزنادقة لم يكن سبيل الى تقتيلهم والقرءأن قد توعدهم بالقتل ) [كتاب الإيمان : 198] .
وقال أبن ابن تيمية : ( ويدل على جواز قتل الزنديق والمنافق من غير أستتابة ، قال تعالى { ومنهم من يقول أذن لى ولا تفتنى } الى قوله تعالى { أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بايدينا } ، قال أهل التفسير : { أو بايدينا } أى بالقتل أذا أظهرتم ما فى قلوبكم قتلناكم * [ الصارم المسلول ] .
قال قتادة وغيره قوله : { وممن حولك من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق } ، الى قوله تعالى { سنعذبهم مرتين ثم يردون الى عذاب عظيم } ، قالوا فى الدنيا بالقتل ، وفى البرزخ عذاب القبر [الصارم المسلول : 326] .
وأيضا يدل على ذلك قوله تعالى : { يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه أن كانوا مؤمنين } ، و قوله تعالى : { سيحلفون بالله لكم أذا أنقلبتم اليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم أنهم رجس و مأواهم جهنم } ، و قوله تعالى : { يحلفون لكم لترضوا عنهم فأن ترضوا عنهم فأن الله لا برضى عن القوم الفاسقين } ، و قوله تعالى : { يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر } ، و قوله تعالى : { أذا جاءك المنافقون قالوا } ، و قوله تعالى : { أتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب مهين } .
وقد كان المنافقون يرضون المؤمنين بالأيمان الكاذبة وينكرون أنهم كفروا وذلك دليل على أنهم يقتلون أذا ثبت ذلك عليهم بالبينة ولوا أظهروا التوبة قبل ذلك لم يحتاجوا الى الحلف و الانكار ولكانوا يقولون لقد تبنا فعلم انهم كانوا يخافون أن يعاقبوا من غير أستتابة واليمين أنما يكون أذا لم تأت بينة عادلة تكذبها أما كذبتها بينة عادلة إنخرقت اليمين فجاز قتلهم ، ويدل على ذلك قوله تعالى : { يا ايها النبى جاهد الكفار و المنافقين وأغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير * يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر } .
قال حسن و قتادة : بأقامة الحدود عليهم ، وقال ابن مسعود : فبيده فأن لم يستطع فبلسانه فأن لم يستطع فبقلبه ، قال أبن عباس وإبن جريج : باللسان و تغليظ الكلام و ترك الرفق [الصارم المسلول : 347] .
تعريف بعض العلماء للفظ الزنديق :
قال مالك : ( الزنديق ما كان عليه المنافقون و كذا اطلق جماعة من الشافعين و غيرهم أن الزنديق هو الذى يظهر الإسلام ويبطن الكفر ) .
قال النووى : ( الزنديق الذى لا ينتعل دينا - اى لا يتبع دينا - فكل زنديق منافق من غير عكس ) [فتح البارى : 12/271].
رد: أهمية مسائل الإيمان
أحكام الردة
الردة : هى الأنتقال من دين الإسلام إلى دين الكفر أو هو كفر بعد أسلام ، ويسمى المرتد كافرا أيضا ، وحيث ما يطلق يراد به الكفر الاكبر ، ولا تحدث الردة الا إذا أتى بناقص يخل بأصل الأيمان .
قال أبوبكر الحصنى : ( الردة فى الشرع الرجوع عن الإسلام إلى الكفر و قطع الإسلام ويحصل تارة بالقول وتارة بالفعل وتارة بالأعتقاد وكل واحد من هذه الأنواع الثلاثة فيه مسائل لا تكاد تحصر ) [كفاية الأخيار : 223].
قال الشيخ حمد بن عتيق النجدى رحمه الله : ( أن علماء السنة والحديث قالوا أن المرتد هو الذى يكفر بعد اسلامه أما نطقا أو فعلا أو أقرارا فقرروا ، لأن من قال الكفر كفر وأن لم يعتقده ولم يعمل به أذ لم يكن مكروها و كذلك أذا فعل الكفر ، كفر وأن لم يعتقده ولم يعمل به ولم ينطق به ، و كذلك أذا شرح بالكفر صدره أى فتحه ووسعه وأن لم ينطق بذلك ولم يعمل به ، وهذا معلوم قطعا من كتبهم ومن له ممارسة فى العلم فلابد أن يكون قد بلغه طائفة من ذلك ) [الدفاع عن أهل السنة و الاتباع : 20].
قال أبن تيمية : ( فالمرتد من أتى بعد الإسلام من القول أو العمل بما يناقض الإسلام بحيث لا يجتمع معه ) [الصارم المسلول : 459].
ويلاحظ :
أولا : التعريفات - الأول والثاني - هو تعريف الردة على الحقيقة أى فى الدنيا والأخرة أما فى أحكام الدنيا فلا تحكم بالردة الا بقول أو فعل .
وثانيا : أقتصر بعض العلماء على أسباب الكفر الثلاثة : قول أو فعل أو أعتقاد ، و زاد بعضهم الشك ، تميزا للشك من الأعتقاد ، مع ان كلاهما من أعمال القلب ، و منهم من زاد أو " ترك " وأن كان الترك فعلا على الصحيح من قول الاصول .
ومن الأدلة على ما سبق :
قال تعالى : { و أرتابت قلوبهم وهم فى ريبهم يترددون } ، وقال تعالى : { ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فاولئك حبطت أعمالهم فى الدنيا و الاخرة واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون } ، قال تعالى : { كيف يهدى الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات و الله لا يهدى القوم الظالمين } ، قال تعالى : { يا أيها الذين أمنو أن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد أيمانكم كافرين } .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( العهد الذى بيننا بينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ).
أنواع الردة :
والردة تنقسم إلى نوعين باعتبار المرتبة :
1- ردة مجردة .
2- ردة مغلظة .
قال أن تيمية : ( الردة نوعان : ردة مجردة وردة مغلظة والتوبة هى مشروعة فى الردة المجردة ) [الصارم المسلول].
الردة المجردة :هى ردة لايتبعها أذى ولا حرب ولا شتم للاسلام والمسلمين ومن كانت ردته هذا وصفها فانه يستتاب فأن تاب وعاد عن كفره كان خيرا و ألا قتل .
روى الأمام أحمد فى مسنده عن إبن عباس : أن رجلا من الأنصار أرتد عن الإسلام ولحق بالمشركين فأنزل الله تعالى : { كيف يهدى الله قوما كفروا بعد أيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لايهدى القوم الظالمين } ، إلى قوله تعالى : { ألا الذين تابوا من بعد ذلك و أصلحوا فأن الله غفور رحيم } ، فبعث بها قومه اليه فرجع تائبا فقبل النبى صلى الله عليه وسلم منه وخلى عنه .
وعن محمد بن عبدالله بن عبد ألقارى قال : ( قدم على عمر ابن ألخطاب رجل من قبل ابو موسى ألآشعرى فسأله عن الناس ، ثم قال : هل من مغربة خبر ؟ ، قال : نعم ، رجل كفر بعد أسلامه . قال: فما فعلتم به ، قال : قربناه فضربنا عنقه ، قال عمر : فهلا حبستموه ثلاثا و أطعمتموه كل يوم رغيفا وأستتبتموه لعله يتوب ويرجع إلى أمر الله ، اللهم أنى لم أحضر ولم أمر ولم أرض أذ بلغنى ) [رواه الشافعى ومالك وصححه : الصارم المسلول].
وعن عبدالله بن عنبه قال : ( أخذ ابن مسعود قوما أرتدوا عن الإسلام من أهل العراق ، قال ؛ فكتبت فيهم إلى عثمان أبن عفان فكتب اليه أن أعرض عليهم دين الحق و شهادة أن لا اله الا الله فأن قبلوا فخل عنهم فأن لم يقبلوا فأقتلهم ، فقبلها بعضم فتركه ، ولم يقبلها بعضهم فقتله ) [الصارم المسلول].
الردة المغلضة : وهى ردة يتبعها أذى وقتل وشتم للنبى صلى الله عليه وسلم وحرب للأسلام والمسلمين ، وهذه الردة لا يستتاب صاحبها ولا تقبل توبته بعد القدرة عليه ولا يعامل معاملة الردة المجردة .
فعن أنس رضي الله عنه قال : ( قدم على النبى صلى الله عليه وسلم نفر من عكل فأسلموا فأجتووا المدينة فأمرهم أن يأتوا أبل الصدقة فيشربوا من أبوالها و ألبانها ففعلوا فصحوا فأرتدوا فقتلوا رعاتهم و أستاقوا الأبل ، فبعث فى أثارهم ، فأوتي بهم ، فقطع أيديهم و أرجلهم وسملت أعينهم ثم نبذوا فى الشمس حتى ماتوا ) .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح وعلى رأسه المغفر فلما نزعه ، جاء رجل فقال ؛ أن ابن خطل متعلق بستار الكعبة ، فقال ؛ أقتلوه ، وهذا ما أستفاض نقله من بين أهل العلم و أتفقوا عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هدر دم أبن خطل يوم الفتح فيمن هدر و أنه قتل [الصارم المسلول :135].
وعن مصعب بن سعد عن سعد بن أبى وقاص قال : لما كان يوم فتح مكة أختبىء عبدالله بن أبى سرج عند عثمان بن عفان رضي الله عنه فجاء به حتى أوقفه على النبى صلى الله عليه وسلم فقال ؛ يارسول الله بايع عبد الله ، فرفع رأسه فنظر اليه ثلاثا ، كل ذلك يأبى ثم بايعه بعد ثلاث ، ثم أقبل على أصحابه ، فقال ؛ ( أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا ، و أني كففت يدي عن بيعته فيقتله ، فقالوا ؛ ما ندرى يارسول الله ما فى نفسك ألا أومات الينا بعينيك ، قال ؛ أنه لا يكون لنبي أن تكون له خائنة أعين ) [رواه أبو داود بأسناد صحيح].
قال أبن تيمية معلقا : ( فوجه الدلالة أن عبدلله بن أبى السرح أفترى على النبى صلى الله عليه وسلم على أنه كان يتمم له الوحى ويكتب له ما يريد فيوافقه عليه أنه يصرفه حيث يشاء و يغير ما امره به من الوحى فيقره على ذلك ، و زعم أنه ينزل مثل ما أنزل الله أذ كان قد أوحى اليه فى زعمه كما أوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا طعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى كتابه ، والأفتراء عليه بما يوجب الريب فى نبوته قدر زائد على مجرد الكفر به و الردة فى الدين ) [الصارم المسلول : 115].
قال أبن تيمية فى المرتد : ( فرق بين الردة المجردة فيقتل الا أن يتوب ، وبين الردة المغلظة فيقتل بلا أستتابة ) [مجموع الفتاوى : 153].
الردة : هى الأنتقال من دين الإسلام إلى دين الكفر أو هو كفر بعد أسلام ، ويسمى المرتد كافرا أيضا ، وحيث ما يطلق يراد به الكفر الاكبر ، ولا تحدث الردة الا إذا أتى بناقص يخل بأصل الأيمان .
قال أبوبكر الحصنى : ( الردة فى الشرع الرجوع عن الإسلام إلى الكفر و قطع الإسلام ويحصل تارة بالقول وتارة بالفعل وتارة بالأعتقاد وكل واحد من هذه الأنواع الثلاثة فيه مسائل لا تكاد تحصر ) [كفاية الأخيار : 223].
قال الشيخ حمد بن عتيق النجدى رحمه الله : ( أن علماء السنة والحديث قالوا أن المرتد هو الذى يكفر بعد اسلامه أما نطقا أو فعلا أو أقرارا فقرروا ، لأن من قال الكفر كفر وأن لم يعتقده ولم يعمل به أذ لم يكن مكروها و كذلك أذا فعل الكفر ، كفر وأن لم يعتقده ولم يعمل به ولم ينطق به ، و كذلك أذا شرح بالكفر صدره أى فتحه ووسعه وأن لم ينطق بذلك ولم يعمل به ، وهذا معلوم قطعا من كتبهم ومن له ممارسة فى العلم فلابد أن يكون قد بلغه طائفة من ذلك ) [الدفاع عن أهل السنة و الاتباع : 20].
قال أبن تيمية : ( فالمرتد من أتى بعد الإسلام من القول أو العمل بما يناقض الإسلام بحيث لا يجتمع معه ) [الصارم المسلول : 459].
ويلاحظ :
أولا : التعريفات - الأول والثاني - هو تعريف الردة على الحقيقة أى فى الدنيا والأخرة أما فى أحكام الدنيا فلا تحكم بالردة الا بقول أو فعل .
وثانيا : أقتصر بعض العلماء على أسباب الكفر الثلاثة : قول أو فعل أو أعتقاد ، و زاد بعضهم الشك ، تميزا للشك من الأعتقاد ، مع ان كلاهما من أعمال القلب ، و منهم من زاد أو " ترك " وأن كان الترك فعلا على الصحيح من قول الاصول .
ومن الأدلة على ما سبق :
قال تعالى : { و أرتابت قلوبهم وهم فى ريبهم يترددون } ، وقال تعالى : { ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فاولئك حبطت أعمالهم فى الدنيا و الاخرة واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون } ، قال تعالى : { كيف يهدى الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات و الله لا يهدى القوم الظالمين } ، قال تعالى : { يا أيها الذين أمنو أن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد أيمانكم كافرين } .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( العهد الذى بيننا بينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ).
أنواع الردة :
والردة تنقسم إلى نوعين باعتبار المرتبة :
1- ردة مجردة .
2- ردة مغلظة .
قال أن تيمية : ( الردة نوعان : ردة مجردة وردة مغلظة والتوبة هى مشروعة فى الردة المجردة ) [الصارم المسلول].
الردة المجردة :هى ردة لايتبعها أذى ولا حرب ولا شتم للاسلام والمسلمين ومن كانت ردته هذا وصفها فانه يستتاب فأن تاب وعاد عن كفره كان خيرا و ألا قتل .
روى الأمام أحمد فى مسنده عن إبن عباس : أن رجلا من الأنصار أرتد عن الإسلام ولحق بالمشركين فأنزل الله تعالى : { كيف يهدى الله قوما كفروا بعد أيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لايهدى القوم الظالمين } ، إلى قوله تعالى : { ألا الذين تابوا من بعد ذلك و أصلحوا فأن الله غفور رحيم } ، فبعث بها قومه اليه فرجع تائبا فقبل النبى صلى الله عليه وسلم منه وخلى عنه .
وعن محمد بن عبدالله بن عبد ألقارى قال : ( قدم على عمر ابن ألخطاب رجل من قبل ابو موسى ألآشعرى فسأله عن الناس ، ثم قال : هل من مغربة خبر ؟ ، قال : نعم ، رجل كفر بعد أسلامه . قال: فما فعلتم به ، قال : قربناه فضربنا عنقه ، قال عمر : فهلا حبستموه ثلاثا و أطعمتموه كل يوم رغيفا وأستتبتموه لعله يتوب ويرجع إلى أمر الله ، اللهم أنى لم أحضر ولم أمر ولم أرض أذ بلغنى ) [رواه الشافعى ومالك وصححه : الصارم المسلول].
وعن عبدالله بن عنبه قال : ( أخذ ابن مسعود قوما أرتدوا عن الإسلام من أهل العراق ، قال ؛ فكتبت فيهم إلى عثمان أبن عفان فكتب اليه أن أعرض عليهم دين الحق و شهادة أن لا اله الا الله فأن قبلوا فخل عنهم فأن لم يقبلوا فأقتلهم ، فقبلها بعضم فتركه ، ولم يقبلها بعضهم فقتله ) [الصارم المسلول].
الردة المغلضة : وهى ردة يتبعها أذى وقتل وشتم للنبى صلى الله عليه وسلم وحرب للأسلام والمسلمين ، وهذه الردة لا يستتاب صاحبها ولا تقبل توبته بعد القدرة عليه ولا يعامل معاملة الردة المجردة .
فعن أنس رضي الله عنه قال : ( قدم على النبى صلى الله عليه وسلم نفر من عكل فأسلموا فأجتووا المدينة فأمرهم أن يأتوا أبل الصدقة فيشربوا من أبوالها و ألبانها ففعلوا فصحوا فأرتدوا فقتلوا رعاتهم و أستاقوا الأبل ، فبعث فى أثارهم ، فأوتي بهم ، فقطع أيديهم و أرجلهم وسملت أعينهم ثم نبذوا فى الشمس حتى ماتوا ) .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح وعلى رأسه المغفر فلما نزعه ، جاء رجل فقال ؛ أن ابن خطل متعلق بستار الكعبة ، فقال ؛ أقتلوه ، وهذا ما أستفاض نقله من بين أهل العلم و أتفقوا عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هدر دم أبن خطل يوم الفتح فيمن هدر و أنه قتل [الصارم المسلول :135].
وعن مصعب بن سعد عن سعد بن أبى وقاص قال : لما كان يوم فتح مكة أختبىء عبدالله بن أبى سرج عند عثمان بن عفان رضي الله عنه فجاء به حتى أوقفه على النبى صلى الله عليه وسلم فقال ؛ يارسول الله بايع عبد الله ، فرفع رأسه فنظر اليه ثلاثا ، كل ذلك يأبى ثم بايعه بعد ثلاث ، ثم أقبل على أصحابه ، فقال ؛ ( أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا ، و أني كففت يدي عن بيعته فيقتله ، فقالوا ؛ ما ندرى يارسول الله ما فى نفسك ألا أومات الينا بعينيك ، قال ؛ أنه لا يكون لنبي أن تكون له خائنة أعين ) [رواه أبو داود بأسناد صحيح].
قال أبن تيمية معلقا : ( فوجه الدلالة أن عبدلله بن أبى السرح أفترى على النبى صلى الله عليه وسلم على أنه كان يتمم له الوحى ويكتب له ما يريد فيوافقه عليه أنه يصرفه حيث يشاء و يغير ما امره به من الوحى فيقره على ذلك ، و زعم أنه ينزل مثل ما أنزل الله أذ كان قد أوحى اليه فى زعمه كما أوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا طعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى كتابه ، والأفتراء عليه بما يوجب الريب فى نبوته قدر زائد على مجرد الكفر به و الردة فى الدين ) [الصارم المسلول : 115].
قال أبن تيمية فى المرتد : ( فرق بين الردة المجردة فيقتل الا أن يتوب ، وبين الردة المغلظة فيقتل بلا أستتابة ) [مجموع الفتاوى : 153].
رد: أهمية مسائل الإيمان
حكم الاستتابة وتوبة المرتد
قال أبن قدامه رحمه الله : ( لايقتل المرتد حتى يستتاب ثلاثا ، هذا قول أكثر أهل العلم منهم عمر وعلى وعطاء و النخعى ومالك والثورى و الأوزاعى و أسحاق و أصحاب الرأي .
وروي عن أحمد رواية أخرى أنه لا تجب الاستتابة لكن تستحب ، وهذا القول الثانى للشافعي وهو قول عبيد بن عمر وطاوس ويروى عن الحسن لقوله صلى الله عليه وسلم ( من بدل دينه فأقتلوه ) ولم يذكر الأستتابة .
وروي أن معاذ رضي الله عنه لما قدم على أبو موسى الأشعري رضي الله عنه القى له وساده قال : أنزل ، فأذا رجل عنده موثوق قال : ما هذا ؟ قال كان يهوديا فأسلم ثم تهود فال : أجلس ، قال : لا أجلس حتى يقتل قضاء رسول الله صلى اله عليه وسلم ثلاث مرات فأمر به فقتل [متفق عليه] ، ولم يذكر الاستتابة و لانه يقتل فلا تجب أستتابته كالاصلي .
ولنا حديث أم مروان وروى مالك فى الموطا عن عبدالله بن عبدالقاري عن ابيه : ( انه قدم على عمر أبن خطاب رجل من قبل ابو موسى ألآشعرى ، قال له عمر ؛ هل كان من مغربة خبر ؟ قال ؛ نعم رجل كفر بعد أسلامه ، قال ؛ فما فعلتم به ؟ ، قال ؛ قربناه فضربنا عنقه ، قال عمر ؛ هلا حبستموه ثلاثا فأطعمتموه كل يوم رغيفا وأستتبتموه لعله يتوب أو يراجع أمر الله ، اللهم أنى لم أحضر ولم أمر ولم أرض أذ بلغني .
ولو لم تجب أستتابتهم لما برء من فعلهم ) [المغنى :18 / 124 – 125].
قال الشيخ محمد نجيب المطيعى فى تكملة المجموع : ( فهل الأستتابة مستحبه أم واجبة ؟ فيه قولان ، قال الشيخ أبو حامد هما وجهان ؛ أحدهما أنها مستحبة ، و به قال أبو حنيفة لقوله صلى الله عليه وسلم : " من بدل دينه فأقتلوه " فأوجب قتله ولم يوجب الأستتابة ) إلى قوله : ( الثانى : أن الاستتابة واجبة لقوله تعالى { قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف } ، فأمر الله بمخاطبة الكفار بالأنتهاء ولم يفرق بين الأصلى والمرتد .
وبالقول الأول قال عبيد بن عمير وطاوس والحسن و أحمد فى أحدى رواياته و بالقول الثاني قال عطاء والنخعي ومالك والثوري و الأوزاعي و أصحاب الرأي .
و قال الشوكاني بعد الوجوب ، وقال أهل الظاهر يقتل فى الحال ونقله أبن منذر عن معاذ ، وعليه يدل تصرف البخاري فأنه أستظهر بالأيات التى لا ذكر للأستتابة فيها و التي فيها أن التوبة لا تنفع وبعموم قوله صلى الله عليه وسلم " من بدل دينه فأقتلوه " و بقصة معاذ المذكورة و لم يذكر غير ذلك .
و قال الطاوى رحمه الله فى شرح معانى الأثار : " ذهب هؤلاء إلى أن حكم من أرتد عن الإسلام حكم الحربى الذى بلغته الدعوة فأنه يقاتل من قبل أن يدعى ، قالوا : أنما يشرع الأستتابة لمن خرج عن الإسلام لا عن بصيرة فأما من خرج عن بصيرة فلا ، ثم نقل عن أبى يوسف موافقتهم " ) [المجموع : 21 / 78 ، الفتح البارى : 12 : كتاب أستتاية المرتدين] .
قلت :
والقول للشيخ محمد نجيب ، والراجح والله تعالى أعلم عدم وجوب الاستتابة ، فأن الأدلة عند التحقيق ليس فيها تصريح بأشتراط الأستتابة قبل قتل المرتد ، أدلة وجوب قتل المرتد عامة فيمن استتيب و غيره ، ولكن تعرض التوبة على من ارتد فأن تاب والا قتل وليس ذلك على سبيل الايجاب و لكن على سبيل الندب .
وقد حكى أبن ألقصار من المالكية أجماع الصحابة على وجوب الأستتابة - يعنى الأجماع السكوتي - نقله عنه القاضي عياض فى " الشفا " وحكى لأبن تيمية أيضا هذا الأجماع فى " الصارم " [الصارم المسلول : 323].
وهذا الأجماع منقوص بما ذكره أبن المنذر عن معاذ رضي الله عنه ، و بما ذكره الحافظ أبن حجر فى كلامه على موضوع الأستتابة حيث نقل عن أبن عباس و عطاء أنهما قالا : ( أن كان أصله مسلما لم يستتب وألا أستتيب ) .
وكذلك فأن نقل أجماع ألائمة منقوص بما نقله أبن قدامة عن أحمد و الشافعى ، حيث قال أبن قدامة رحمه الله : ( وروي عن أحمد رواية أخرى أنه لا تجب الأستتابة لكن تستحب ، وهذا القول الثاني للشافعي ) ، و قال أبن قدامة أيضا : ( ويروى عن عبيد أبن عمير و الحسن و طاوس ) .
كيقية توبة المرتد :
وعلى القول بالوجوب أو الأستحباب فأن توبة المرتد تكون بأتيانه بالشهادتين ورجوعه عما كفر به .
فأن كان ردته بسبب عمل أو قول أو أعتقاد مكفر فأنه يجب عليه أن يرجع عنه ويقر بما جحده أو رده ويحرم ما أستباحه و على ذلك أجمعت كلمة العلماء .
قال أبن حجر رحمه الله : ( قال البغوى - فى بيان توبة الكافر - فإن كان كفر بجحود واجب أو أستباحة محرم فتحتاج إلى أن يرجع عما أعتقده ) [فتح البارى : 12/ 279].
قال الشيرازى : ( وأن أرتد بجحود فرض أو أستباحة محرم لم يصح أسلامه حتى يرجع عما أعتقده ويعيد الشهادتين لانه كذب الله وكذب رسوله صلى الله عليه وسلم بما أعتقده فى خبره فلا يصح أسلامه حتى يأتى بالشهادتين ) .
وقال المطيعى رحمه الله - فى تكملة المجموع شرح المهذب - : ( وأن أرتد بجحود فرض مجمع عليه كالصلاة أو الزكاة أو باستباحة محرم مجمع عليه كالخمر والخنزير والزنا لم يحكم باسلامه حتى ياتى بالشهادتين و يقر بوجوب ما جحد وجوبه وتحريم ما أستباحه لانه كذب الله وكذب رسوله صلى الله عليه وسلم بما أخبر به فلا يحكم بأسلامه حتى يقر بتصديقهما بذلك ) [المجموع :شرح المهذب : 21 /231].
وقال أبن مفلح رحمه الله : ( قال شيخنا -يعنى شيخ الإسلام أبن تيمية رحمه الله - : ( أتفق الأئمة أن المرتد أذا اسلم عصم دمه وماله و أن لم يحكم به حاكم ) .
قال أبن قدامه رحمه الله : ( لايقتل المرتد حتى يستتاب ثلاثا ، هذا قول أكثر أهل العلم منهم عمر وعلى وعطاء و النخعى ومالك والثورى و الأوزاعى و أسحاق و أصحاب الرأي .
وروي عن أحمد رواية أخرى أنه لا تجب الاستتابة لكن تستحب ، وهذا القول الثانى للشافعي وهو قول عبيد بن عمر وطاوس ويروى عن الحسن لقوله صلى الله عليه وسلم ( من بدل دينه فأقتلوه ) ولم يذكر الأستتابة .
وروي أن معاذ رضي الله عنه لما قدم على أبو موسى الأشعري رضي الله عنه القى له وساده قال : أنزل ، فأذا رجل عنده موثوق قال : ما هذا ؟ قال كان يهوديا فأسلم ثم تهود فال : أجلس ، قال : لا أجلس حتى يقتل قضاء رسول الله صلى اله عليه وسلم ثلاث مرات فأمر به فقتل [متفق عليه] ، ولم يذكر الاستتابة و لانه يقتل فلا تجب أستتابته كالاصلي .
ولنا حديث أم مروان وروى مالك فى الموطا عن عبدالله بن عبدالقاري عن ابيه : ( انه قدم على عمر أبن خطاب رجل من قبل ابو موسى ألآشعرى ، قال له عمر ؛ هل كان من مغربة خبر ؟ قال ؛ نعم رجل كفر بعد أسلامه ، قال ؛ فما فعلتم به ؟ ، قال ؛ قربناه فضربنا عنقه ، قال عمر ؛ هلا حبستموه ثلاثا فأطعمتموه كل يوم رغيفا وأستتبتموه لعله يتوب أو يراجع أمر الله ، اللهم أنى لم أحضر ولم أمر ولم أرض أذ بلغني .
ولو لم تجب أستتابتهم لما برء من فعلهم ) [المغنى :18 / 124 – 125].
قال الشيخ محمد نجيب المطيعى فى تكملة المجموع : ( فهل الأستتابة مستحبه أم واجبة ؟ فيه قولان ، قال الشيخ أبو حامد هما وجهان ؛ أحدهما أنها مستحبة ، و به قال أبو حنيفة لقوله صلى الله عليه وسلم : " من بدل دينه فأقتلوه " فأوجب قتله ولم يوجب الأستتابة ) إلى قوله : ( الثانى : أن الاستتابة واجبة لقوله تعالى { قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف } ، فأمر الله بمخاطبة الكفار بالأنتهاء ولم يفرق بين الأصلى والمرتد .
وبالقول الأول قال عبيد بن عمير وطاوس والحسن و أحمد فى أحدى رواياته و بالقول الثاني قال عطاء والنخعي ومالك والثوري و الأوزاعي و أصحاب الرأي .
و قال الشوكاني بعد الوجوب ، وقال أهل الظاهر يقتل فى الحال ونقله أبن منذر عن معاذ ، وعليه يدل تصرف البخاري فأنه أستظهر بالأيات التى لا ذكر للأستتابة فيها و التي فيها أن التوبة لا تنفع وبعموم قوله صلى الله عليه وسلم " من بدل دينه فأقتلوه " و بقصة معاذ المذكورة و لم يذكر غير ذلك .
و قال الطاوى رحمه الله فى شرح معانى الأثار : " ذهب هؤلاء إلى أن حكم من أرتد عن الإسلام حكم الحربى الذى بلغته الدعوة فأنه يقاتل من قبل أن يدعى ، قالوا : أنما يشرع الأستتابة لمن خرج عن الإسلام لا عن بصيرة فأما من خرج عن بصيرة فلا ، ثم نقل عن أبى يوسف موافقتهم " ) [المجموع : 21 / 78 ، الفتح البارى : 12 : كتاب أستتاية المرتدين] .
قلت :
والقول للشيخ محمد نجيب ، والراجح والله تعالى أعلم عدم وجوب الاستتابة ، فأن الأدلة عند التحقيق ليس فيها تصريح بأشتراط الأستتابة قبل قتل المرتد ، أدلة وجوب قتل المرتد عامة فيمن استتيب و غيره ، ولكن تعرض التوبة على من ارتد فأن تاب والا قتل وليس ذلك على سبيل الايجاب و لكن على سبيل الندب .
وقد حكى أبن ألقصار من المالكية أجماع الصحابة على وجوب الأستتابة - يعنى الأجماع السكوتي - نقله عنه القاضي عياض فى " الشفا " وحكى لأبن تيمية أيضا هذا الأجماع فى " الصارم " [الصارم المسلول : 323].
وهذا الأجماع منقوص بما ذكره أبن المنذر عن معاذ رضي الله عنه ، و بما ذكره الحافظ أبن حجر فى كلامه على موضوع الأستتابة حيث نقل عن أبن عباس و عطاء أنهما قالا : ( أن كان أصله مسلما لم يستتب وألا أستتيب ) .
وكذلك فأن نقل أجماع ألائمة منقوص بما نقله أبن قدامة عن أحمد و الشافعى ، حيث قال أبن قدامة رحمه الله : ( وروي عن أحمد رواية أخرى أنه لا تجب الأستتابة لكن تستحب ، وهذا القول الثاني للشافعي ) ، و قال أبن قدامة أيضا : ( ويروى عن عبيد أبن عمير و الحسن و طاوس ) .
كيقية توبة المرتد :
وعلى القول بالوجوب أو الأستحباب فأن توبة المرتد تكون بأتيانه بالشهادتين ورجوعه عما كفر به .
فأن كان ردته بسبب عمل أو قول أو أعتقاد مكفر فأنه يجب عليه أن يرجع عنه ويقر بما جحده أو رده ويحرم ما أستباحه و على ذلك أجمعت كلمة العلماء .
قال أبن حجر رحمه الله : ( قال البغوى - فى بيان توبة الكافر - فإن كان كفر بجحود واجب أو أستباحة محرم فتحتاج إلى أن يرجع عما أعتقده ) [فتح البارى : 12/ 279].
قال الشيرازى : ( وأن أرتد بجحود فرض أو أستباحة محرم لم يصح أسلامه حتى يرجع عما أعتقده ويعيد الشهادتين لانه كذب الله وكذب رسوله صلى الله عليه وسلم بما أعتقده فى خبره فلا يصح أسلامه حتى يأتى بالشهادتين ) .
وقال المطيعى رحمه الله - فى تكملة المجموع شرح المهذب - : ( وأن أرتد بجحود فرض مجمع عليه كالصلاة أو الزكاة أو باستباحة محرم مجمع عليه كالخمر والخنزير والزنا لم يحكم باسلامه حتى ياتى بالشهادتين و يقر بوجوب ما جحد وجوبه وتحريم ما أستباحه لانه كذب الله وكذب رسوله صلى الله عليه وسلم بما أخبر به فلا يحكم بأسلامه حتى يقر بتصديقهما بذلك ) [المجموع :شرح المهذب : 21 /231].
وقال أبن مفلح رحمه الله : ( قال شيخنا -يعنى شيخ الإسلام أبن تيمية رحمه الله - : ( أتفق الأئمة أن المرتد أذا اسلم عصم دمه وماله و أن لم يحكم به حاكم ) .
رد: أهمية مسائل الإيمان
الإيمان والكفر عند المخالفين لأهل السنة
الخوارج = الأعمال كلها شرط صحة فى الأيمان .
المرجئة = هو التصديق والأعمال شرط كمال فيه .
الأشاعرة = هو التصديق والأقرار شرط .
الجهمية = هو المعرفة .
الكرامية = هو قول اللسان فقط .
فقهاء الأحناف -مرجئة الفقهاء - = تصديق باللسان والأقرار باللسان .
ونبحث فى درسنا هذا مسئلة الأرجاء لأهميتها فى هذا العصر :
الأرجاء :
لغة : هو التأخير ، قال تعالى { أرجه وأخاه } .
أصطلاحا : هو تأخير الأعمال عن الأيمان .
أدلة المرجئة :
قال القاضى أبو بكر الباقلانى فى التمهيد : ( فأن قالوا خبرونا ما الأيمان عندكم ؟ قيل الأيمان هو التصديق بالله وهو العلم . والتصديق يوجد فى القلب ، فأن قال ؛ ما الدليل على ما قلتم ، قيل ؛ اجماع أهل اللغة قاطبة على أن الإيمان قبل نزول القرآن وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم هو التصديق لا يعرفون فى اللغة أيمانا غير ذلك ، ويدل على ذلك قوله تعالى { وما أنت بمؤمن لنا } أي بمصدق لنا .
ومنه قولهم : فلان يؤمن بالشفاعة ، و فلان لا يؤمن بعذاب القبر ، أي لا يصدق بذلك ، فوجب أن الإيمان في الشريعة هو الأيمان المعروف فى اللغة ، لان الله ما غير اللسان العربي ولا قلبه ، ولو فعل ذلك لتواتر الأخبار بفعله ، و توفرت دواعي الأمة على نقله ولغلبه أظهاره على كتمانه وفى علمنا أنه لم يفعل ذلك بل أقرار أسماء الأشياء والتخاطب بأمره على ما كان دليل على أن الأيمان في الشريعة هو الأيمان اللغوي ، ومما يبين ذلك قوله تعالى { وما أرسلنا من نبى الا بلسان قومه ليبين لهم } ، وقوله : { أنا جعلناه قرءانا عربيا } ، فأخبر أنه أنزل القرآن بلغة العرب وسمى الأسماء بمسمياتهم ولا للعدول بهذه الأيات عن ظواهرها بغير حجة لا سيما مع القول بالعموم وحصول التوفيق على أن القرءان نزل بلغتهم ) [التمهيد : 346].
والرد على ذلك :
أولا : أن ما نقل عن الأجماع ، فنقول من هم و أين ذلك ؟
ثانيا : لا يعرف من جميعهم أنهم قالوا أن الأيمان فى اللغة التصديق .
ثالثا : أن نقلهم لم يكن عن تواتر فهم احاد لا يثبت بالتواتر و أين التواتر الموجود فى القرءان .
رابعا: لم يذكر شاهد من كلام العرب وأنما أستدل بكلام الناس فلان يؤمن بالشفاعة و فلان وغيره .
خامسا: " لا يعرفون فى اللغة للإيمان قول غير ذلك " ، من أين له هذا النفي الذى لا يمكن الأحاطة به بل هو قول بلا علم [كتاب الأيمان : 121].
سادسا : أنه لو فرض أن الأيمان فى اللغة التصديق فمعلوم أن الأيمان ليس هو التصديق بكل شىء بل بسبب مخصوص وهو ما أخبر به الرسول صلى الله عليه و سلم فيكون أخص من الأيمان فى اللغة - دلالة عدم الترادف بين اللفظين -
سابعا : أن لفظ الإيمان ليس مرادف للفظ التصديق لأن لفظ الأيمان فى اللغة لم يقابل التكذيب كلفظ التصديق ، فأنه معلوم أن كل مخبر يقال له صدقت أو كذبت ، ويقال صدقناه او كذبناه ، ولا يقال لكل مخبر أمنا له أو كذبناه ، ولا يقال أنت مؤمن له أو مكذب له ، بل المعروف فى مقابلة الإيمان لفظ الكفر ، يقال هو مؤمن أو كافر ، والكفر لا يختص بالتكذيب [كتاب الأيمان : 277].
وقولهم " أن الأيمان فى اللغة هو التصديق ، هو باق على معناه اللغوي ولم ينقل عنه فوجب أن يكون ذلك فى الشرع " .
جوابه : ( ينبغى أن يعلم أن الالفاض الموجودة فى القرءان والحديث أذا عرف تفسيرها وما أريد بها من جهة النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يحتج فى ذلك أن الأستدلال بأقوال أهل اللغة ، فأسم الصلاة و الزكاة والصيام و الحج ونحو ذلك قد بين الرسول مايراد بها فى كلام الله ورسوله ، و أسم الإيمان والإسلام والنفاق والكفر هي أعظم من هذا كله ، فالنبى صلى الله عليه و سلم قد بين المراد بهذه الألفاظ بيانا لا يحتاج معه إلى الأستدلال على ذلك بالأشتقاق و شواهد العرب ) [كتاب الأيمان : 271].
وأذا فرض لأنه مرادف للتصديق بقولهم ان التصديق لا يكون الا بالقلب واللسان .
الجواب : بل الأفعال تسمى تصديقا كما ثبت فى الصحيح عن النبى صلى الله عليه و سلم : ( العينان تزنيان و زناهما النظر و الأذن تزنى و زناها السمع و اليد تزنى و زناها البطش و الرجل تزنى و زناها المشى والقلب يتمنى ذلك ويشتهيه والفرج يصدق ذلك أو يكذبه ) .
وعن ألحسن البصرى قال : ( ليس الأيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكن ماوقر فى القلب وصدقه العمل ) .
وقوله تعالى : { اليه يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه } .
مفهوم الكفر عند المرجئة :
لما حصر المرجئة الإيمان فى التصديق فقط ، حصروا الكفر بالجهل والتكذيب فقط .
قال الباقلانى فى تعريف " الكفر " : ( هو ضد الأيمان وهو الجهل بالله و التكذيب به الساتر لقلب الأنسان ) [التمهيد : 202].
قال النسفى : ( الكفر والتكذيب والجحد يكونان فى القلب ) [التمهيد : 100].
قال أبن تيميه رحمه الله : ( ومن أستهزء بالله وأياته ورسوله فهو كافر باطنا وظاهرا ، و أن من قال أن هذا قد يكون في الباطن مؤمنا بالله و أنما هو كافر في الظاهر ، فأنه قال قولا معلوم الفساد بالضرورة من الدين ، و قد ذكر كلمات الكافر فى القرءان و حكم بكفرهم ، فالقلب أذا كان معتقدا صدق الرسول و أنه رسول الله و كان محبا لرسول الله معظما له أمتنع أن يلعنه أو يسبه فلا يتصور ذلك منه الا مع نوع مع الاستخفاف به ، فعلم أن مجرد أعتقاد أنه صادق لايكون أيمانا الا مع حبه و تعظيمه بالقلب ) [الصارم المسلول].
الإيمان عند مرجئة الفقهاء و الوعيدية :
مرجئة الفقهاء :
ويطلق هذا المصطلح على الأمام ابى حنيفة وأصحابه ، بسبب موافقتهم المرجئة بأخراج الأعمال عن مسمى الأيمان ، وهو قول شيخ ابي حنيفة حماد بن أبي سلمان .
وقالوا : ( ان الأيمان هو الأقرار باللسان والتصديق بالجنان و جميع ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشرع والبيان كله حق ) ، قال الشارح : ( وذهب كثير من أصحابنا إلى ماذكره الطحاوى ) [شرح العقيدة الطحاوية : 373].
قال أبن تيمية : ( وهؤلاء معروفون مثل حماد أبن سليمان وأبى حنيفة و غيرهما من فقهاء الكوفة كانوا يجعلون قول اللسان و أعتقاد القلب من الإيمان ) [كتاب الأيمان : 114].
الوعيدية :
و نقصد به الذين يغلبون جانب الخوف والوعيد على جانب الرجاء و الوعد و أبرزهم : الخوارج ، الرافضة ، المعتزلة .
أما الخوارج : فان الإيمان هو التصديق بالطاعة والعمل بها فمن ترك شيئا من ذلك أو أرتكب ما حرم الله عليه أو ترك ما اوجب الله عليه خرج من الإيمان و حل بضده - كالأزارق ، والصفرية ، النجدات - و بعضهم يكفر بالصغائر أيضا كالبهيية والأخنسية .
أما الأباضية : قالوا ان جميع ما أفترض الله سبحانه وتعالى على خلقه إيمان ، و ان كل كبيرة فهو كفر نعمة لا كفر شرك و ان مرتكب الكبائر فى النار خالد مخلد فيها .
وقالت المعتزلة : ( عن الأيمان عند أبى على و أ بى هاشم عبارة عن أداء الطاعات والفرائض دون النوافل و أجتناب المقبحات ، وعند أبي الهذيل عبارة عن أداء الطاعات الفرائض منها و النوافل و أجتناب المقبحات وهو الصحيح من المذهب ) [شرح الاصول الخمسة : 707] ، وقالوا عن مر تكب الكبيرة أنه مخلد فى النار فى الاخرة يطلق عليه منزلة بين منزلتين فى الدنيا .
الخوارج = الأعمال كلها شرط صحة فى الأيمان .
المرجئة = هو التصديق والأعمال شرط كمال فيه .
الأشاعرة = هو التصديق والأقرار شرط .
الجهمية = هو المعرفة .
الكرامية = هو قول اللسان فقط .
فقهاء الأحناف -مرجئة الفقهاء - = تصديق باللسان والأقرار باللسان .
ونبحث فى درسنا هذا مسئلة الأرجاء لأهميتها فى هذا العصر :
الأرجاء :
لغة : هو التأخير ، قال تعالى { أرجه وأخاه } .
أصطلاحا : هو تأخير الأعمال عن الأيمان .
أدلة المرجئة :
قال القاضى أبو بكر الباقلانى فى التمهيد : ( فأن قالوا خبرونا ما الأيمان عندكم ؟ قيل الأيمان هو التصديق بالله وهو العلم . والتصديق يوجد فى القلب ، فأن قال ؛ ما الدليل على ما قلتم ، قيل ؛ اجماع أهل اللغة قاطبة على أن الإيمان قبل نزول القرآن وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم هو التصديق لا يعرفون فى اللغة أيمانا غير ذلك ، ويدل على ذلك قوله تعالى { وما أنت بمؤمن لنا } أي بمصدق لنا .
ومنه قولهم : فلان يؤمن بالشفاعة ، و فلان لا يؤمن بعذاب القبر ، أي لا يصدق بذلك ، فوجب أن الإيمان في الشريعة هو الأيمان المعروف فى اللغة ، لان الله ما غير اللسان العربي ولا قلبه ، ولو فعل ذلك لتواتر الأخبار بفعله ، و توفرت دواعي الأمة على نقله ولغلبه أظهاره على كتمانه وفى علمنا أنه لم يفعل ذلك بل أقرار أسماء الأشياء والتخاطب بأمره على ما كان دليل على أن الأيمان في الشريعة هو الأيمان اللغوي ، ومما يبين ذلك قوله تعالى { وما أرسلنا من نبى الا بلسان قومه ليبين لهم } ، وقوله : { أنا جعلناه قرءانا عربيا } ، فأخبر أنه أنزل القرآن بلغة العرب وسمى الأسماء بمسمياتهم ولا للعدول بهذه الأيات عن ظواهرها بغير حجة لا سيما مع القول بالعموم وحصول التوفيق على أن القرءان نزل بلغتهم ) [التمهيد : 346].
والرد على ذلك :
أولا : أن ما نقل عن الأجماع ، فنقول من هم و أين ذلك ؟
ثانيا : لا يعرف من جميعهم أنهم قالوا أن الأيمان فى اللغة التصديق .
ثالثا : أن نقلهم لم يكن عن تواتر فهم احاد لا يثبت بالتواتر و أين التواتر الموجود فى القرءان .
رابعا: لم يذكر شاهد من كلام العرب وأنما أستدل بكلام الناس فلان يؤمن بالشفاعة و فلان وغيره .
خامسا: " لا يعرفون فى اللغة للإيمان قول غير ذلك " ، من أين له هذا النفي الذى لا يمكن الأحاطة به بل هو قول بلا علم [كتاب الأيمان : 121].
سادسا : أنه لو فرض أن الأيمان فى اللغة التصديق فمعلوم أن الأيمان ليس هو التصديق بكل شىء بل بسبب مخصوص وهو ما أخبر به الرسول صلى الله عليه و سلم فيكون أخص من الأيمان فى اللغة - دلالة عدم الترادف بين اللفظين -
سابعا : أن لفظ الإيمان ليس مرادف للفظ التصديق لأن لفظ الأيمان فى اللغة لم يقابل التكذيب كلفظ التصديق ، فأنه معلوم أن كل مخبر يقال له صدقت أو كذبت ، ويقال صدقناه او كذبناه ، ولا يقال لكل مخبر أمنا له أو كذبناه ، ولا يقال أنت مؤمن له أو مكذب له ، بل المعروف فى مقابلة الإيمان لفظ الكفر ، يقال هو مؤمن أو كافر ، والكفر لا يختص بالتكذيب [كتاب الأيمان : 277].
وقولهم " أن الأيمان فى اللغة هو التصديق ، هو باق على معناه اللغوي ولم ينقل عنه فوجب أن يكون ذلك فى الشرع " .
جوابه : ( ينبغى أن يعلم أن الالفاض الموجودة فى القرءان والحديث أذا عرف تفسيرها وما أريد بها من جهة النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يحتج فى ذلك أن الأستدلال بأقوال أهل اللغة ، فأسم الصلاة و الزكاة والصيام و الحج ونحو ذلك قد بين الرسول مايراد بها فى كلام الله ورسوله ، و أسم الإيمان والإسلام والنفاق والكفر هي أعظم من هذا كله ، فالنبى صلى الله عليه و سلم قد بين المراد بهذه الألفاظ بيانا لا يحتاج معه إلى الأستدلال على ذلك بالأشتقاق و شواهد العرب ) [كتاب الأيمان : 271].
وأذا فرض لأنه مرادف للتصديق بقولهم ان التصديق لا يكون الا بالقلب واللسان .
الجواب : بل الأفعال تسمى تصديقا كما ثبت فى الصحيح عن النبى صلى الله عليه و سلم : ( العينان تزنيان و زناهما النظر و الأذن تزنى و زناها السمع و اليد تزنى و زناها البطش و الرجل تزنى و زناها المشى والقلب يتمنى ذلك ويشتهيه والفرج يصدق ذلك أو يكذبه ) .
وعن ألحسن البصرى قال : ( ليس الأيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكن ماوقر فى القلب وصدقه العمل ) .
وقوله تعالى : { اليه يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه } .
مفهوم الكفر عند المرجئة :
لما حصر المرجئة الإيمان فى التصديق فقط ، حصروا الكفر بالجهل والتكذيب فقط .
قال الباقلانى فى تعريف " الكفر " : ( هو ضد الأيمان وهو الجهل بالله و التكذيب به الساتر لقلب الأنسان ) [التمهيد : 202].
قال النسفى : ( الكفر والتكذيب والجحد يكونان فى القلب ) [التمهيد : 100].
قال أبن تيميه رحمه الله : ( ومن أستهزء بالله وأياته ورسوله فهو كافر باطنا وظاهرا ، و أن من قال أن هذا قد يكون في الباطن مؤمنا بالله و أنما هو كافر في الظاهر ، فأنه قال قولا معلوم الفساد بالضرورة من الدين ، و قد ذكر كلمات الكافر فى القرءان و حكم بكفرهم ، فالقلب أذا كان معتقدا صدق الرسول و أنه رسول الله و كان محبا لرسول الله معظما له أمتنع أن يلعنه أو يسبه فلا يتصور ذلك منه الا مع نوع مع الاستخفاف به ، فعلم أن مجرد أعتقاد أنه صادق لايكون أيمانا الا مع حبه و تعظيمه بالقلب ) [الصارم المسلول].
الإيمان عند مرجئة الفقهاء و الوعيدية :
مرجئة الفقهاء :
ويطلق هذا المصطلح على الأمام ابى حنيفة وأصحابه ، بسبب موافقتهم المرجئة بأخراج الأعمال عن مسمى الأيمان ، وهو قول شيخ ابي حنيفة حماد بن أبي سلمان .
وقالوا : ( ان الأيمان هو الأقرار باللسان والتصديق بالجنان و جميع ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشرع والبيان كله حق ) ، قال الشارح : ( وذهب كثير من أصحابنا إلى ماذكره الطحاوى ) [شرح العقيدة الطحاوية : 373].
قال أبن تيمية : ( وهؤلاء معروفون مثل حماد أبن سليمان وأبى حنيفة و غيرهما من فقهاء الكوفة كانوا يجعلون قول اللسان و أعتقاد القلب من الإيمان ) [كتاب الأيمان : 114].
الوعيدية :
و نقصد به الذين يغلبون جانب الخوف والوعيد على جانب الرجاء و الوعد و أبرزهم : الخوارج ، الرافضة ، المعتزلة .
أما الخوارج : فان الإيمان هو التصديق بالطاعة والعمل بها فمن ترك شيئا من ذلك أو أرتكب ما حرم الله عليه أو ترك ما اوجب الله عليه خرج من الإيمان و حل بضده - كالأزارق ، والصفرية ، النجدات - و بعضهم يكفر بالصغائر أيضا كالبهيية والأخنسية .
أما الأباضية : قالوا ان جميع ما أفترض الله سبحانه وتعالى على خلقه إيمان ، و ان كل كبيرة فهو كفر نعمة لا كفر شرك و ان مرتكب الكبائر فى النار خالد مخلد فيها .
وقالت المعتزلة : ( عن الأيمان عند أبى على و أ بى هاشم عبارة عن أداء الطاعات والفرائض دون النوافل و أجتناب المقبحات ، وعند أبي الهذيل عبارة عن أداء الطاعات الفرائض منها و النوافل و أجتناب المقبحات وهو الصحيح من المذهب ) [شرح الاصول الخمسة : 707] ، وقالوا عن مر تكب الكبيرة أنه مخلد فى النار فى الاخرة يطلق عليه منزلة بين منزلتين فى الدنيا .
رد: أهمية مسائل الإيمان
الذنوب
و تقسم الذنوب إلى كبائر و صغائر ، لقوله تعالى : { أن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم } .
قال القرطبي : ( لما نهى تعالى فى السورة على أثام هي كبائر وعد على أجتنابها التخفيف من الصغائر دل هذا على أن فى الذنوب كبائر و صغائر ، وعلى هذا جماعة أهل التأويل وجماعة الفقهاء ) [تفسير القرطبي]
و قال تعالى : { الذيعن يجتنبون كبائر الأثم والفواحش ألا اللمم أن ربك واسع المغفرة } ، و الأستثناء فى الأية منقطع .
وفى تفسير اللمم قولان : ( فالجمهور على ان اللمم ما دون الكبائر ، و قال الاخرون انه الألمام بالذنب ثم لا يعود اليه ) [مدارج السالكين : 1/343].
وقوله تعالى : { وكل صغير و كبير مستطر } ، وقوله تعالى : { و قالوا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبية الا أحصاها } .
و قوله صلى الله عليه و سلم : ( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة و رمضان إلى رمضان مكفرات مابينهن أذا اجتنب الكبائر ) [رواه مسلم : 3 /117].
قال النووى : ( فسمى الشرع ماتكفره الصلاة و نحوها الصغائر وما لا تكفره الكبائر ) [شرح النووى لمسلم : 2 / 85].
و قوله صلى الله عليه وسلم : ( ما من أمرء مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوئها و خشوعها و ركوعها ألا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب مالم يات كبيرة و ذلك الدهر كله ) [رواه مسلم : 3 / 113].
عن أنس رضي الله عنه قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر ، أو سئل عن الكبائر ، فقال : ( الشرك بالله و قتل النفس وعقوق الوالدين . . .الحديث ) [رواه البخارى ، فتح الباري] .
قال ابن حجر الهيثمى : ( فخص الكبائر ببعض الذنوب ولو كانت الذنوب كلها كبائر لم يسم ذلك ) [الزواجر على أقتراف الكبائر : 5].
و أنكرت الأشاعرة هذا التقسيم ، و قالوا أن المعاصى كلها كبائر وأنما يقال لبعضها صغيرة بالأضافة إلى ما هو اكبر منها ، كما يقال القبلة مرة باضافتها إلى الزنى وكلها كبائر ، " وقالوا لا ذنب عندنا يغفر واجبا باجتناب ذنب أخر ، بل كل ذلك كبيرة و مرتكبه فى المشيئة " [الفتح البارى : 10/ 409].
عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه و سلم : ( أن الله كتب عن أبن أدم حظه من الزنى أدرك ذلك لا محالة و زنى العين النظر و زنى اللسان النطق والنفس تتمنى وتشتهى والفرج يصدق ذلك أو يكذبه ) [رواه البخارى ، فتح الباري]
تعريف الكبيرة :
ومن أشهر التعاريف ما نقل عن أبن عباس وسعيد أبن جبير و الحسن البصرى : ( أن الكبائر كل ذنب قدمه الله بنار أو غضب أو لعنة أو عذاب ) [فتح البارى : 10 /410].
وقال ألأمام أحمد فيما نقله القاضى أبو يعلى : ( هي ما أوعد الله عليه بنار فى الأخرة أو أوجب منه حدا فى النيا ) .
قال الماوردي : ( الكبيرة ما وجب فيه الحدود أو توجه اليها الوعيد ) .
قال القرطبي : ( الراجح أن كل ذنب نص على كبيرة أو عظمة أو توعد عليه بالعقاب أو علق عليه حد أو شدد النكرة عليه ) [المبهم : 10/411].
أختار هذا التعليق شيخ الإسلام لشموليتها و اقترابها من الصواب لعدة أعتبارات أهمها :
أولا : أنه يشمل كل ما ثبت فى النصوص أنه كبيرة .
ثانيا : أنه مأثور عن السلف .
ثالثا : به يمكن الفرق بين الصغائر و الكبائر [مجموع الفتاوى : 11/654].
حكم أهل الكبائر :
وهم عند أهل السنة مؤمنون ناقصوا الأيمان ويطلق عليهم وصف الفسق وهم تحت المشيئة أن ماتوا بلا توبة .
و عند المرجئة و الأشاعرة ؛ مؤمنون كاملوا الأيمان وهم فى الأخرة تحت المشيئة .
وعند الخوارج ؛ أنهم كفار فى الدنيا و الأخرة خالدين مخلدين فى النار .
أما الأباضية ؛ قالوا أنه كافر كفر نعمة وهو فى الأخرة مخلد فى نار جهنم .
والمعتزلة تقول ؛ أن حكمه فى الدنيا منزلة بين منزلتين ويطلق عليه فاسق ليس كفسق أهل السنة بل هو مخلد فى نار جهنم فى عذاب أخف من عذاب أهل الشرك
رد: أهمية مسائل الإيمان
الشفاعة
لغة : اسم من شفع يشفع أذ جعل الشىء أثنين والشفع ضد الوتر ، قال تعالى : { والشفع والوتر } .
أصطلاحا : التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة .
الشفاعة نوعان :
الشفاعة المنفية : وهى شفاعة المشرك والكافر أو شفاعة عباد الأصنام والأوثان ، قال تعالى : { و أتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون } ، وقوله : { والذين أتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم الا ليقربونا إلى الله زلفى أن الله يحكم بينهم يوم القيامة فى ما هم فيه يختلفون أن الله لا يهدى من هو كاذب كفار } .
والشفاعة المثبتة : وهى خالصة لاهل التوحيد و الاخلاص وقيدها بامرين :
الاول : أذنه للشافع أن يشفع ، قال تعالى : { من ذا الذى يشفع ألا بأذنه } .
الثاني : رضاه عن المشفوع فيه لقوله تعالى : { ولا يشفعون الا لمن أرتضى } .
والمقصود من الشفاعة أكرام الشافع ونفع المشفوع له .
والشفاعة على ستة أنواع :
أولا : شفاعة لاهل الجنة بدخولها بعد عبورهم الصراط فيجدون باب الجنة مغلقا فيشفع النبى صلى الله عليه وسلم بفتح أبواب الجنة لاهلها [الحديث رواه مسلم : 196].
ثانيا : الشفاعة الكبرى التى يتأخر عنها أولوا العزم حتى تنتهى إلى النبى صلى الله عليه وسلم فيقول أنا لها وذلك حين يرغب الخلائق إلى الأنبياء ليشفعوا لهم إلى ربهم حتى يريحهم من مقامهم فى الموقف [حديث فى البخارى : 4712].
ثالثا : الشفاعة للعصاة من هذه الأمة ممن أستوجبو ا النار بذنوبهم ، لقوله صلى الله عليه وسلم: ( ما من مسلم يموت فيقوموا على جنازته أربعون رجلا لايشركون بالله شيئا الا شفعهم الله فيه ) [شرح مسلم : 655].
رابعا : شفاعة فى العصاة من أهل التوحيد الذين يدخلون النار بذنوبهم فيخرجون بشفاعة و هذه متواترة و لم ينكرها الا الخوارج و المعتزلة .
خامسا : الشفاعة لقوم من أهل الجنة لزيادة ثوابهم ورفع درجاتهم ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم أغفر لأبى سلمة و أرفع درجته فى المهدين و أفسح له فى قبره ونور له فيه وأخلفه فى عقبه ) [مسلم : 2/132].
سادسا : شفاعة فى بعض أهل الكفار من أهل النار حتى يخفف عذابه وهذه خاصة بعمه أبو طالب [فتح المجيد : 216].
فائدة :أن الشفاعة وأن كانت مثبته للنبي صلى الله عليه وسلم وغيره الا أنها لا تطلب الا من الله لان سؤالها دعاء ، فتقول " اللهم شفع فينا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم " أو " لا تحرمنا شفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم " ، ومن ذلك قوله تعالى : { أن الشفاعة لله جميعا } .
لغة : اسم من شفع يشفع أذ جعل الشىء أثنين والشفع ضد الوتر ، قال تعالى : { والشفع والوتر } .
أصطلاحا : التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة .
الشفاعة نوعان :
الشفاعة المنفية : وهى شفاعة المشرك والكافر أو شفاعة عباد الأصنام والأوثان ، قال تعالى : { و أتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون } ، وقوله : { والذين أتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم الا ليقربونا إلى الله زلفى أن الله يحكم بينهم يوم القيامة فى ما هم فيه يختلفون أن الله لا يهدى من هو كاذب كفار } .
والشفاعة المثبتة : وهى خالصة لاهل التوحيد و الاخلاص وقيدها بامرين :
الاول : أذنه للشافع أن يشفع ، قال تعالى : { من ذا الذى يشفع ألا بأذنه } .
الثاني : رضاه عن المشفوع فيه لقوله تعالى : { ولا يشفعون الا لمن أرتضى } .
والمقصود من الشفاعة أكرام الشافع ونفع المشفوع له .
والشفاعة على ستة أنواع :
أولا : شفاعة لاهل الجنة بدخولها بعد عبورهم الصراط فيجدون باب الجنة مغلقا فيشفع النبى صلى الله عليه وسلم بفتح أبواب الجنة لاهلها [الحديث رواه مسلم : 196].
ثانيا : الشفاعة الكبرى التى يتأخر عنها أولوا العزم حتى تنتهى إلى النبى صلى الله عليه وسلم فيقول أنا لها وذلك حين يرغب الخلائق إلى الأنبياء ليشفعوا لهم إلى ربهم حتى يريحهم من مقامهم فى الموقف [حديث فى البخارى : 4712].
ثالثا : الشفاعة للعصاة من هذه الأمة ممن أستوجبو ا النار بذنوبهم ، لقوله صلى الله عليه وسلم: ( ما من مسلم يموت فيقوموا على جنازته أربعون رجلا لايشركون بالله شيئا الا شفعهم الله فيه ) [شرح مسلم : 655].
رابعا : شفاعة فى العصاة من أهل التوحيد الذين يدخلون النار بذنوبهم فيخرجون بشفاعة و هذه متواترة و لم ينكرها الا الخوارج و المعتزلة .
خامسا : الشفاعة لقوم من أهل الجنة لزيادة ثوابهم ورفع درجاتهم ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم أغفر لأبى سلمة و أرفع درجته فى المهدين و أفسح له فى قبره ونور له فيه وأخلفه فى عقبه ) [مسلم : 2/132].
سادسا : شفاعة فى بعض أهل الكفار من أهل النار حتى يخفف عذابه وهذه خاصة بعمه أبو طالب [فتح المجيد : 216].
فائدة :أن الشفاعة وأن كانت مثبته للنبي صلى الله عليه وسلم وغيره الا أنها لا تطلب الا من الله لان سؤالها دعاء ، فتقول " اللهم شفع فينا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم " أو " لا تحرمنا شفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم " ، ومن ذلك قوله تعالى : { أن الشفاعة لله جميعا } .
مواضيع مماثلة
» أهمية التوحيد
» ***الإيمان***
» جواب في الإيمان و نواقضه
» كتاب/ نواقض الإيمان القولية والعملية - د. عبدالعزيز العبداللطيف
» التوضيح و البيان لشجرة الإيمان المؤلف: عبد الرحمن بن ناصر السعدي
» ***الإيمان***
» جواب في الإيمان و نواقضه
» كتاب/ نواقض الإيمان القولية والعملية - د. عبدالعزيز العبداللطيف
» التوضيح و البيان لشجرة الإيمان المؤلف: عبد الرحمن بن ناصر السعدي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى